كشفت مصادر من داخل اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فى رابعة العدوية، عن أن جماعة الإخوان المسلمين ستنتهج أسلوبا جديدا لمواجهة قوات وزارة الداخلية، فى حال الإقدام على فض الاعتصام، وهو موجود ضمن 113 طريقة لحرب الشوارع كانت تستخدمها حركة حماس الفلسطينية، لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وقالت المصادر- طلبت عدم نشر أسمائها- فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «بعد أن أكدت مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء أن فض الاعتصام بالقوة وبشكل سريع سيؤدى إلى إزهاق أرواح العديد من المعتصمين- الذين تتراوح أعدادهم بين 5 و10 آلاف شخص، عقد كبار قادة الجماعة اجتماعات، على مدار الأسبوعين الماضيين، لبحث مواجهة فض الاعتصام، بالتزامن مع محاولات المصالحة التى أجرتها أطراف دولية، منها الولايات المتحدة وأوروبا، وباءت جميعها بالفشل، وانتهى الاجتماع إلى تنفيذ إحدى 3 خطط، حسبما يقتضيه أسلوب الهجوم من جانب الشرطة، الأولى: تقوم على أسلوب دفاعى، وتم استخدامها فى أحداث المنصة، ويتم فيها استخدام إطارات السيارات المشتعلة لمنع تقدم قوات الأمن، وفى هذه الأثناء يبدأ المعتصمون فى استخدام الأسلحة- المخزنة فى غرفة صغيرة بالطابق السفلى بالمسجد وتضم أسلحة نارية وخرطوش وألعابا نارية- حيث سيعتلى فريق القناصة الأسطح لاصطياد الأهداف.
وأضافت المصادر أن الخطة الثانية هى الهجوم المضاد، حيث ترى قيادات الجماعة أن قوات الأمن لن تبدأ الفض من الشوارع الرئيسية، وفى حال محاولتها الاقتحام من الشوارع الجانبية، يبدأ فريق القناصة استفزاز القوات، واستدراجهم واحدًا تلو الآخر إلى عدة أكمنة معدة مسبقًا بالحوائط والحواجز الخرسانية، وأخذهم كأسرى، وفى هذه الأثناء يتم إخلاء الميدان، والانسحاب إلى شوارع جانبية يسيطرون عليها سيطرة كاملة، بهدف استدراج أكبر عدد من القوات داخل الميدان، ثم يعاودون الهجوم بأسلوب «الكماشة»، ويحرقون عربات الأمن المركزى من فوق الأسطح لتشتيت الجنود والضباط، مشيرة إلى أن قيادات الجماعة أعادت دراسة أحداث شارع محمد محمود، لاعتقادهم أن الشرطة ستنفذ خطة مماثلة، وليس لديها خطة بديلة.
وتابعت: «الخطة الثالثة يتم تنفيذها فى حال استعانت وزارة الداخلية بالجيش ليساعدها فى فض الاعتصام، وهى تقوم على إخلاء ساحة الميدان تمامًا، والاختباء فوق أسطح العمارات للضرب من أعلى، مع اختباء عناصر أخرى أسفل العمارات دورهم محاصرة القوات فى حال دخول العمارات، بالإضافة إلى تشكيل ما يشبه دائرة من النساء والأطفال لإيقاف هجوم القوات التى ستضظر إلى التوقف فى حين انتظار تعليمات جديدة من قادتها، وأثناء ذلك تبدأ عناصر الجماعة فى الهجوم متخذين النساء والأطفال دروعاً لهم».
ولفتت المصادر إلى أن قيادات الجماعة تعلم أن خطة أجهزة الأمن التى سيجرى تنفيذها خلال الـ48 ساعة المقبلة تركز على فض الاعتصام بشكل تدريجى وسلمى وعدم الاستعانة بالذخيرة، خاصة مع الأطفال والنساء الذين يتواجدون وسط المعتصمين، وليس كما كان يتوقع البعض بالهجوم المباغت أو الضربة الواحدة تجنبا لسقوط قتلى وجرحى، حتى لا يتم استغلال ذلك.
وحصلت «المصرى اليوم» على رسوم توضيحية لخطط الجماعة، من أحد أعضاء رابطة ألتراس زملكاوى- الذى انشق عن الجماعة- وطلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، وقال إن الجماعة استعانت بعدد من شباب ألتراس وعناصر جهادية وأخرى تابعة لحماس مدربين على فنون القتال، وعقدت اجتماعا معهم فى غرفة مركزية، يختبئ فيها محمد بديع، مرشد الجماعة، وعدد من قياداتها، منهم محمد البلتاجى وصفوت حجازى، وانتهى الاجتماع إلى أنه فى حال شنت وزارة الداخلية هجوما مفاجئا، فإن الجماعة ستتبع ثلاث خطط معروفة لـ«حروب الشوارع»، بغرض أسر أكبر عدد من مجندى الأمن المركزى للتفاوض بشأنهم فيما بعد.
وأضاف: «تضم الغرفة المركزية أجهزة لاب توب وشاشات تليفزيون، وتسجيلات لأساليب وزارة الداخلية فى فض الاعتصامات منذ أحداث يناير»، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك خطورة على سكان المنطقة، خاصة قاطنى العمارات التى سوف تستخدم كأكمنة لقوات الأمن.