قبل أول حرف، مبروك ألف مبروك للناجحين فى الثانوية العامة، ومبروك مضاعفة للأوائل منهم، ربنا يحميهم لبلادهم، ويحرزون تفوقا ليخرجوا لنا جيلا جديدا من الموهوبين يضعوننا على أول طريق التفوق.. آمين يا رب العالمين.
وبعد، هناك إصرار مريب على تصنيف الأوائل ما بين إخوان ومؤيد للسيسى، حتى مبروك صارت ملونة بلون سياسى حزين يكسر النفس ويوجع القلب ويحار من هوله العقل.
لم أستسغ ما قالته الطالبة سمر زين العابدين، الأولى على الثانوية العامة بالشعبة الأدبية، إنها مع السيسى وأيدته فى إسقاط نظام الإخوان، وهل تأييد السيسى هو الدرس الخصوصى الذى أوصلك للقمة فى الثانوية؟! وهل مناهضتك للإخوان ساعدتك على تحصيل دروسك على نحو تتفوقين به على من لم يؤيدوا السيسى؟!.. كلام هزلى من شابة صغيرة لا تعى ما تقول، وكأن هناك إصراراً على قسمة الثانوية العامة بين الإخوان وغير الإخوان!!
وفى المقابل الحزين، لم أستسغ تهنئة «إخوان الدقهلية» فى «بيان» للأوائل فقط من بنات الإخوان، لم أكن أعرف أن الطالبة «آلاء مجاهد» الحاصلة على المركز الأول رياضيات (إخوان) إلا من «البيان»، ولكن هذا لم يمنعنى أن أقول لها ألف مبروك، والغريب أن الطالبة «سمر زين العابدين» التى نطقت «قسرا» تحت إلحاح صحفى قرر تسييس تفوقها «قهرا»، حسبها بيان جماعة الدقهلية إخوان!!
عجبا.. حتى النجاح فيه إخوان وغير إخوان، بالذمة هل هذا وضع يرضى ربنا الذى يقسّم الأرزاق، إلى متى يا ربى نظل فى هذا الاحتراب المقيم، فى هذا التناحر المستديم، هل بلغ بنا اللدد فى الخصومة إلى تصنيف شبابنا الطاهر إلى إخوان وغير إخوان، أليسوا جميعا مصريين، ودرسوا فى نفس المدارس الفقيرة، ونفس المناهج العقيمة، وعلى أيدى نفس المدرسين الغلابة، وتعرضوا لنفس الضغوط النفسية والعصبية التى تصاحب كابوس الثانوية، ربما أبناء الإخوان عانوا أكثر لأن عائلاتهم كانت فى اختبار سياسى جد عصيب، فاجتازوا المحنة، ونالوا من الدرجات ما يستحقون، ولهم فى رقبتنا المباركة المطلوبة بحق، تهنئة لا يتبعها أذى.
كفاية حرام، لا تفسدوا الأجيال، اتركوا الزهور تتفتح فى جو صحى، لا تنفثوا فى نفوسهم من ثأريتنا المقيتة المقيمة فى قلوبنا السوداء، جنبوهم ما نحن فيه من احتراب وانقسام كاد يأكل الأخضر واليابس، ربوهم فقط على حب الوطن، وحب العلم، وحب إخوة الوطن ليس إخوة الجماعة، استثمروا فيهم نجاحا قد يكتب لهذا الوطن التعيس بنا، ارحموهم مما نحن فيه، مما بتنا فيه، ارحموهم يرحمكم الله، وأقول قولى هذا ومبروك للأوائل «إخوان» كانوا أو مصريين من قلب مصرى حزين.