حتى الآن سأنتخب المرشح عبدالفتاح السيسى، هو أفضل المتاح والأكثر كفاءة لاستعادة هذه الدولة. والملاحظ أنه يتعرض الآن لحملة نقد على استحياء، ستكون بعد قليل على عينك يا تاجر، وهى تأتى فى معظمها من أشخاص يعملون بمبدأ «فيها لأخفيها»، فالقصة فى معظمها هى صراع بين «طبالين» على قطعة أرض فضاء لبناء كباريه، بينما المفترض أن يسارع صاحب الأرض ببناء سور حولها وتحديد نوعية المبنى الذى يريده هو عليها.
فى هذه اللحظة كثيرون حول السيسى قليلون حول الوطن. والمرء على دين خليله، فالشجرة تُعرف من ثمارها؛ فلا يمكن لشجرة جيدة أن تثمر ثمراً رديئاً. وكل شجرة لا تثمر ثمراً جيداً ستقطع وتطرح فى النار. فما بالك لو كانت الثمار فاسدة سممت دولة وأسقطت نظام حكم.
السيسى كمرشح، وحتى هذه اللحظة، لا يعنينى كثيراً، ولا يمكن أن آخذه على محمل الجد؛ فإلى الآن لم أر منه برنامج يعبر عنى، أو آليات تنفيذ تطمئننى، أو معاونين يعكسون طموحى. فعلى أى أساس أتفاءل به؟ ما يعنينى فقط هو استعادة الدولة والحفاظ عليها، ومن المفترض أنه قادر على ذلك، لأنه فى أسوأ حالاته سيكون «رئيس يعتمد على مؤسسة الجيش»، وهذا قد يكفى للنجاح لكنه غير مؤكد أيضاً. والأزمة أن الفشل سيعنى زيارة سوريا أو العراق.
السيسى وعى درس «عمرو موسى» فى الانتخابات السابقة، «عمرو موسى» تنازل طواعية عن هالة الغموض التى كانت تحيط به، وأجرى مناظرة أخذته وطارت على الهواء مباشرة. السيسى الآن يخاف نفس المصير فيتعمد الاختباء؛ لا يذهب إلى أحد ولا يتكلم مع أحد، وهذا قد يكون مقبولاً لحين، لكن المشكلة أنه، على ما يبدو، لن يذهب إلى أحد ولن يتحدث مع أحد، والحجة الجاهزة «إجراءات أمنية»! فإذا لم يكن السيسى آمناً على نفسه بين الناس، فكيف سيؤمن الحماية لهم؟ وإذا لم يكن قادراً على حماية نفسه أربع ساعات، فكيف يحمى مصر كلها لأربع سنوات؟
إذا حسن البدء حسن الختام، والمجال مفتوح لبداية جديدة، لأن حول الرجل من يحاولون اختطافه، وإيقاف التقارير عنه، ووضعه فى غرفه معقمة، وهذا يذكرنى برئيس عشت فى عهده ربع قرن من عمرى!