يطلق على بعض المواقع أنها رمز للدولة، وأنها نموذج لما يحدث فى هذه الدولة، ومن ذلك مثلاً النادى الأهلى. ولذلك فإن ما جرى مؤخراً من شد وجذب وصل إلى مرحلة الصراع هو تجسيد لحقيقة الصراع الجارى فى المجتمع، بل هو مرآة تعكس الواقع والمأمول بعد ثورتى 25 يناير، 30 يونيو. وقد تصور القائمون على النادى الأهلى أنهم يستطيعون الخروج من مربع الدولة واعتبار الأهلى مؤسسة خاصة أو أهلية لا تلتزم بقواعد وآليات الدولة، بل اعتقدوا أنهم بسطوتهم ونفوذهم وأموالهم قادرون على فرض هذه المؤسسة كدولة داخل الدولة. وفكر هؤلاء فى الخروج والاستقلال ومن ذلك مثلاً: اعتبار أن لائحة الدولة التى أصدرها الوزير الثورى طاهر أبوزيد، تخصه وتخص الأندية الصغيرة، ولا تخص النادى الأهلى الذى يمتلك جمعية عمومية تستطيع- على أوهامهم- أن تشكل لائحة خاصة ليستمر القادة للأبد وتسقط دورية السلطة والإدارة التى وضعتها الدولة «شرط الثمانى سنوات»، وهو من إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير العظيمة.
فما كان من المجتمع والدولة إلا أن لقنا هؤلاء دروساً وعبراً فى مقدمتها أن الأهلى سيظل رمزاً للدولة ولن يسمح لأحد بأن يخرجه عن قواعد وتعليمات وسلطة الدولة المصرية.
ومن أراد الاستقلال والانعزال والانفراد بهذه المؤسسة حماية لنفسه وذويه، أو أهله وعشيرته لتظل سيطرته أبدية بعيدة عن الدولة، أهلكته الدولة من خلال شعبها وأدواتها. فضلاً عن أن الحصاد النهائى لمعركة النفوذ والمال والإخوان فى مواجهة الشعب والدولة، هو الانتصار الساحق للشعب باعتبار أن ما حدث ويحدث فى الأهلى هو مرآة لما يحدث فى مصر كلها.
وقد سبق لى أن كتبت فى معركة الأهلى والوزير الثورى طاهر أبوزيد، عدة مقالات، وكشفت تواطؤ الحكومة برئاسة الببلاوى الذى حاول إظهار التعاطف مع دولة الفساد، ودولتى مبارك والإخوان فى النادى الأهلى، ورفع يده عن تأييد وزيره أبوزيد.
وفى المقابل حاول أصحاب النفوذ والسلطة فى الأهلى بقيادة حسن حمدى، الاستقواء بالخارج، وتوظيف أبوريدة، ومصطفى وآخرين فى مؤسستى الفيفا والأولمبية الدولية وهما من أكبر مؤسسات الفساد فى العالم وانظروا لفضيحة قطر لإقامة وتنظيم كأس العالم على أرضها وما دفع من رشاوى فى سبيل ذلك!!، لإقحامهما فى المشهد ومحاولة وقف الانتخابات وكسر إرادة الدولة الوطنية وإعداد لوائح خاصة، والاستقواء الداخلى بقوى الثالوث المرعب «الفساد- مبارك- الإخوان»، إلا أن كل ذلك انهار، لأن الدولة المصرية الوطنية لا تسمح لهؤلاء بالانتصار لأن الأهلى رمز من رموز الدولة ومرآة لما يحدث فيها، وعندما تصل الأمور إلى حد «الفجور» يحين الوقت للهزيمة والخروج، وهو ما حدث بالفعل.
إن نجاح محمود طاهر المرشح الرئاسى للنادى الأهلى وقائمته بالكامل، دون أن يهتز موقع واحد لصالح قوى الفساد من نظامى مبارك والإخوان، وبنسبة «1 : 4»، لتكشف لنا الحجم الطبيعى لهذه القوى المضادة للثورة، وحجم الوجود الشعبى الداعم للثورة.
أى أن أكثر من 75٪ من الشعب فى مصر كلها مع الثورة والتغيير الجذرى بالكامل، وليسوا مع المهادنة أو القبول بالمصالحات والصفقات المريبة. فالرسالة واضحة أن الشعب يريد مجتمعاً مصرياً جديداً بقوى تغييرية جديدة، على خلفية أن ما حدث فى مصر ثورة لا تقبل مجرد الإصلاح لكن ما تقبله لا يقل عن التغيير الجذرى وإسقاط نظامى مبارك والإخوان ودولتى فسادهما معاً، شاملاً «الرموز والسياسات والقواعد»، وبدون ذلك لن تحقق الثورة أهدافها. ويترجمه نجاح هؤلاء من القوى التغييرية فى الأهلى دفعة واحدة، وهو أكبر تأكيد على رفض أنصاف الحلول وإلا لنجح الرئيس من هذه القائمة، والنائب من الأخرى وهكذا بالتباديل والتوافيق!! فالشعب أراد الحسم فى ثورته، ولكن هناك من يعوق ذلك، وسنظل كاشفين لهؤلاء حتى انتصار الثورة الساحق وهو قريب بإذن الله وأراه فى الأفق لمن لا يزال لدية الأمل.
تحية لمجلس إدارة النادى الأهلى الجديد، وأقول له لا تقبل بمصالحات مع الماضى بفساده، وبولائه لمبارك والإخوان، وراجعوا الألتراس بحسم، ونجاحكم مرهون بذلك. وأرسلت التهنئة عبر الصديق أحمد سعيد «رئيس حزب المصريين الأحرار»، ونائب الرئيس فى الأهلى، عندما التقيته فى واجب عزاء مساء الأحد 30/3/2014، وإنا لمنتصرون بإذن الله والله معكم- وعزائى فى شهيدة الثورة والصحافة والوطن الابنة ميادة أشرف، أسكنها الله فسيح جناته. الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، ومازال الحوار متصلاً.