وأخيرا السعودية تعلن الحرب على الإخوان، وتصنف الجماعة منظمة إرهابية ضمن قائمة تضم تنظيم القاعدة وجماعة الحوثى وجبهة النصرة وحزب الله السعودى وداعش.
أما اللجنة السداسية التى تكونت من أجل تحديد من هى الجماعات الإرهابية، فما أعتقده أن القيادة العليا حددت الجماعات الإرهابية سلفاً، ولو لم تنته إليها تلك اللجنة المكونة من عدة وزارات استولى عليها الإخوان وفكرهم منذ عقود، فكيف جاء الاعتقاد بأنهم سيتهمون أنفسهم بأنفسهم؟
ذُكر أن خلافاً دبّ بين بعض أعضاء اللجنة حول الجماعات الإرهابية، وجاء رأى أحدهم بضم التيار الليبرالى والعلمانيين المعارضين للفكر السلفى. كأن قضية هلاك الأرض العربية سببها العلمانية والليبرالية اللتان لم تصلا لمرحلة التيارات الفكرية المنظمة بعد. وكأن الليبرالية فجّرت واغتالت وأفتت بالقتال. العلمانية لم تشهر السلاح، والليبرالية لم تعترض على الوطن، ولم تقل إن المسلم السنى بإندونيسيا خير من المسيحى بمصر أو الشيعى بالسعودية. العلمانية لم تنظم العمليات الانتحارية وتقتل البشر باسم الجهاد لغايات جنسية.
السعودية تعمل على غسل الرمال من آثار أقدام وأفكار الإخوان. الوقت تأخر جدا، إذ كان المفترض الاستقلال من احتلالهم منذ موقفهم بحرب الخليج. لكن أن يأتى الفراق خير من ألا يأتى أبداً.
أما السؤال المطروح اليوم فعن مصير الإخوان السعوديين. كثير من الجبناء بدأوا يختفون ويتقلبون كالحرباء. إشارة رابعة اختفى معظمها من صورهم بـ«تويتر»، بعد أن كانوا يتبجحون (بالكف ذات الأربع) رمز الإرهاب. كلهم ظنوا أن وصول مرسى يعنى سيطرة الإخوان على الحكم فى السعودية. وقتها أسرعوا ليباركوا ويهللوا نصرهم الموعود والقريب، قبل أن يضغطوا بسرعة البرق على المفاتيح لحذف وسم رابعة.
لكن العمل لا ينتهى هنا، فهناك إثباتات وأدلة دامغة على وجودهم كتنظيم لا كفكر فقط. تنظيم له أعضاؤه، وكل عضو يحمل رتبة فى الأسر، التى ابتدعها التنظيم لتُنسِى المنتمى إليه أسرته الحقيقية ووطنه ويصبح التنظيم الدولى حاضنته ومرجعيته.
حلقات تحفيظ القرآن كانت ومازالت مقرهم الرئيسى. المراكز الصيفية لم تتوقف.
تلك الحلقات كانت الحاضنة لفكر الإخوان، آلاف لا حصر لها من الحلقات منتشرة فى كل المدن والقرى. ولا أعلم لِمَ الخوف أو الخجل من إغلاقها.
الإخوان هم من جاءوا بفكرة الحلقات والمراكز الصيفية لبث سموم فكرهم وإكمال السيطرة على الشباب والبنات، بعد تبجحهم بالسيطرة على أغلب الوزارات وأهمها وزارة التعليم، وتبجحهم بتأليف مناهجنا الدراسية.
الخطوة الثانية التى اتخذتها السعودية ردا على دولة ترعى الإرهاب هى سحب سفيرها مثلما فعلت الإمارات والبحرين من قطر التى تمادت فى دعم الإرهاب، وتمادت أكثر فى إشعال الفتن وإطلاق نيران العصابات فى الشوارع العربية.
أتمنى أن تكون الخطوة المقبلة المطالبة بمحاكمة مسؤولى دولة قطر المتسببين فى كل هذه الإهانة للشعب القطرى، وكل ذلك القتل والتدمير بين الشعوب العربية.
وهذه عبارة أنهى بها المقال كانت عنوان كتاب للراحل المثقف العميق حسام تمام: (السعودية والإخوان.. هل دقت ساعة الفراق؟)
نعم، والحمد لله.