حاول الإخوان مرات أن يعطلوا خريطة الطريق. فشلوا. أعلن عدلى منصور، الرئيس المؤقت، أن الانتخابات الرئاسية سوف تجرى أولاً. دعا لجنة الانتخابات الرئاسية إلى فتح باب الترشح. خطابه جاء بعد يوم واحد من يومين داميين. خلق الإخوان فى الشارع بحور دم. فجروا. اصطدموا. قتلوا. قُتل منهم من قُتل. لم يؤد الإرهاب إلى أى تعطيل. تم الإعلان عن خطوة جديدة فى خريطة الطريق. فى صباح يوم الاستفتاء حاول الإخوان تفجير مبنى محطة إمبابة. ذهب ٢٠ مليون مصرى إلى التصويت على الدستور. أقره الشعب. استجاب الرئيس المؤقت لرغبة الشعب.
لن تتوقف محاولات الإخوان. لا يوجد محلل واحد سمعته أو شاهدته أو قرأت له يتوقع أن ينتهى الإرهاب. النتيجة هى دماء بلا ثمن. عنف لا يحقق فائدة. تعكير واضطرابات بلا هدف. عقاب إخوانى للشعب. يعمق هذا المسافة بين المصريين والجماعة. لو قررت الحكومة سحب صفة الإرهاب منها فسوف تبقى لصيقة بها إلى الأبد. أفسد الإخوان فى عام خديعة استمروا ينفذونها طوال عقود. لو كنت أنصحهم لطالبتهم بالتوقف. مراجعة الذات. الاعتذار عما فعلوا. إعادة تقديم أنفسهم للمجتمع. القبول بأحكام القانون.
لا يذهب الإخوان إلى هذا الطريق. يذهبون بدون عقل إلى ما هو أبعد. وزير إخوانى هرب من مصر قال إن الإخوان سيقتلون جميع الخصوم. يحيى حامد، كما جاء فى مقال لديفيد هيرست، قال: عندما نطيح بالجيش سيكون القتل مصيرهم، وسوف نشكل مجلساً ثورياً، ولن ننظم انتخابات، وهدم المؤسسات سيكون هدفاً، وفى صدارة ذلك الجيش. قال يحيى حامد إن هذا هو رأى الشارع. لا يحتاج المصريون لقراءة ذلك لكى يعرفوه. الجميع يعرف أنه سيكون ذلك سلوك الإخوان. هذا سبب جديد يمنع المصريين من أى تواصل مع الإخوان. توجد أسباب أخرى. أقلها ما يحدث فى الشارع الآن.
دخلت الجزائر فى حرب دموية. كانت الأوضاع مختلفة. خسر الجزائريون ربع مليون نسمة فى هذه الحرب الأهلية طوال عقد كامل. بالمقارنة النسبية سيكون على المصريين أن يفقدوا ثلاثة أرباع مليون مواطن، قتيل. لأن الإخوان يريدون الحكم. انتهت حرب الجزائر بعد كل هذه الدماء دون أن ينتصر حلفاء الإخوان. انتهى تنظيم جبهة الإنقاذ. اعتذرت بعض قياداته. قُتل من قُتل. أصيب من أصيب. لا وجود مؤثراً لقادة التيار الدينى فى الجزائر. نسبة محدودة. ليس منها السيطرة على الحكم. لم يؤد العنف إلى حل سياسى. درس لم يستفد منه الإخوان.
قرار عدلى منصور خطوة على الطريق. كل خطوة فى الطريق إلى استقرار الحكم تبعد الإخوان ميلاً عن قصر الحكم الذى كانوا فيه. لن يعودوا إليه. يعرفون ذلك. يدركون هذه الحقيقة. لا يمكن أن تحكم شعباً ثار على تلك الجماعة ورفضها. خرج يطلب إبعادها. إبعاد رئيس ينتمى إليها. كل يوم يؤكد الشعب ذلك. لكن الإخوان يريدون مزيداً من الدماء. لماذا؟ لا أعرف شخصياً!!