مازالت قيادات جماعة الإخوان المحظورة قادرة على استخدام المساجد فى الحشد، واستهداف نقاط وأقسام الشرطة، وترويع الآمنين، والسبب القبضة السياسية والأمنية الرخوة التى تعجز عن المضى إلى آخر الشوط فى تجفيف منابع الإخوان، واحتواء جميع الأعضاء المنظمين بصورة أو بأخرى، بحيث تشل قدرتهم على الحركة ميدانيًا.
أنصار الجماعة المحظورة تجمعوا أمام مسجد الإيمان بمدينة نصر تحت نظر الأمن، وأعلنوا عن اقتحامهم ميدان طلعت حرب تحت سمع الأمن وقبلها بأيام، وبالفعل تحركوا من أمام المسجد بمدينة نصر واعتدوا على نقطة تابعة لقسم أول مدينة نصر، واقتحموا ميدان طلعت حرب كما سبق أن أعلنوا، والشرطة تلعب دور الضحية.
ما هذا العجز والجبن فى مواجهة جماعة إرهابية تعلن إرهابها على الكافة، كما تعلن عمالتها وتبعيتها للناتو، ولأجهزة المخابرات الغربية وتفاخر بها؟، ما هذا التقاعس عن مواجهة إرهابيين انتفض الشعب بكامله لمواجهتهم، وأعطاكم أيها المسؤولون تفويضًا لدحرهم؟، ولماذا تتأخرون فى حل جمعيتهم المشبوهة، ومنعهم من مزاولة العمل السياسى بعد ثبوت جرائمهم فى حق الوطن؟.
قولوا صراحة إنكم تخشون تهديدات الولايات المتحدة التى أعلنت سابقا أن حل جمعية الإخوان سيكون أمرًا سيئًا، واعترفوا أنكم تأتمرون بأوامر البيت الأبيض لا الشعب المصرى، فبينما يأمركم الشعب أن تخلصوه للأبد من هذه الجماعة الإرهابية، يأمركم البيت الأبيض أن تجلسوا معها إلى طاولة المفاوضات، وأن تعقدوا الصفقات معها لتنال حصتها من العمل السياسى، وتظهر على السطح مجددا.
قولوا صراحة إنكم أضعف من أن تحمّلوا الجماعة الإرهابية فاتورة عنفها وإرهابها وجرائمها فى حق البلاد.
ورغم أن أصول الجماعة المحظورة فى مصر معروفة، وأرصدتها فى البنوك مرصودة ومعروفة، و«الواجهات» والأسماء الكبيرة التى تغسل أموالها، وتعيد ضخها فى السوق المصرية معروفة ومرصودة، فإن يد الدولة لم تمتد حتى الآن إلى هذه الأرصدة بالمصادرة، وهذا أبسط حقوقها، الأمر الذى يمثل لغزًا كبيرًا، وعلامة استفهام ضخمة فى تعامل الدولة مع هذه الجماعة المحظورة.
يا أهل الحكم، لا نريد منكم صفقات مع الإرهابيين، ولا نريدكم ضعفاء منبطحين أمام أمريكا، نريدكم رجالاً تعرفون معنى تكليف الشعب لكم بمهامكم فى هذه المرحلة، وإلا فلتريحوا وتستريحوا.