كلما امتدت الازمة وكلما ظل الاخوان فى الميادين بنفس كثافة حشودهم الراهنة فانهم يراهنون على انضمام المزيد من الناس اليهم وبالتالى حدوث تغيير فى المعادلة فقد تنقلب لصالحهم فى لحظة ما.
معظمنا اعتقد ان الاخوان لن يتحركوا من رابعة العدوية او ميدان نهضة مصر واذا حدث ذلك فان الحياة سوف تستمر وسيتاثر فقط اهالى المنطقتين مثلما تاثر اهالى التحرير ومحيطه طوال عامين تقريبا. لكن الاخوان كانوا يدركون اللعبة ويرفضون نظرية الموت صمتا فى ميدانى رابعة والنهضة ولذلك بدأوا يكسرون قواعد اللعبة التى اعتقد فريق ٣٠ يونيو انها استقرت. بدأ الاخوان يتحركون ببط من الميدانين ومحاولة اكتشاف ارض جديدة واحتلالها مثلما فعلوا امام الحرس الجمهورى ثم رمسيس والسفارة الامريكية ومدينة الانتاج الاعلامى وغيرها.
النظام الجديد فهم نقلة الشطرنج الاخوانية جيدا ولذلك فان احد الاسباب الرئيسية لدعوة السيسى لنزول الجماهير مرة اخرى هو رفض قواعد اللعبة الجديدة التى يريد الاخوان فرضها واللعب طبقا لقواعد السيسى وعدم التحجج بامتلاك الحشد والميادين مرة اخرى.
هذه القواعد تقول بوضوح انه يمكنكم التظاهر والاعتصام فى اى مكان لكن من دون اشتباكات او خروج على القانون بما فيه تعطيل المصالح والانتاج. فى القواعد الجديدة لن يكون مسموحا للاخوان التحرك بحرية فى الشوارع خصوصا ان الرأى الشعبى يرفض معظم تحركاتهم وهو ما ظهر من الاشتباكات المتعددة بينهم وبين سكان معظم المدن التى مروا بها. اذن فان السيسى يحاول نزع اوراق الضغط اولا باول من ايدى الاخوان لكن الورقة الاكبر التى لاتزال فى جعبة الاخوان هى قدرتهم على التعطيل والتعويق والايذاء. حتى اذا عاد الاخوان لبيوتهم غدا فانهم سيحاولون تقليد شباب تمرد وبلاك بلوك اى اقراف الحكومة وموسساتها باكبر قدر ممكن من الاذى.
من دون تسوية تعطى الاخوان حدا ادنى من الخروج الكريم فاغلب الظن اننا «رايحين فى ستين داهية» وتفاصيل ذلك ان الاخوان سيلجأون الى كل طرق الازعاج والتعويق ضد حكومة حازم الببلاوى وهنا علينا ان نتذكر ماذا كان يقوله محمد مرسى واقرانه عن المظاهرات وتعطيل الانتاج.
مصر عبرت مواقف اصعب بكثير من قبل واغلب الظن انها سوف تعبر هذه المرة ايضا.