«المصريون لا يمكن أن يثوروا إلى الأبد، ويجب النظر إلى إعادة بناء البلاد».. وجه المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، هذه الرسالة إلى الشباب المصرى، فى مقابلة حصرية مع صحيفة «لوفيجارو»، الفرنسية.
وأعرب الرئيس عن أمله فى عدم تكرار سيناريو الجزائر فى مصر، قائلاً إن «مشكلتنا تقتصر على سيناء، حيث يشن الإرهابيون، الذين أطلق سراحهم مرسى، الهجمات هناك، وهذا هو السبب فى كوننا فى حالة حرب ضد الإرهاب».
وشبه «منصور» حالة الشباب قبل ثورة 25 يناير بـ«حلة الضغط»، قائلاً إنهم «أظهروا شجاعة هائلة خلال السنوات الـ3 الماضية فى التظاهر والخروج إلى الشوارع، وذلك بعد سنوات تحت قبضة نظام مبارك، ولكن انفجرت هذه الحلة فى نهاية الأمر، ثم انتفضوا من جديد فى يونيو الماضى ضد الحكومة الدينية، ولكن لا يمكننا أن نثور إلى الأبد».
وعما إذا كان إعلان جماعة الإخوان «منظمة إرهابية» أمرا محفوفا بالمخاطر، رأى الرئيس المؤقت أنه «يجب التمييز بين أعضاء الجماعة الذين يمارسون العنف المسلح، والعديد من أعضائها الآخرين الذين يدافعون عن أفكارها فقط»، مؤكداً أنه «يمكن لأولئك غير المسلحين والذين لم تلطخ أيديهم بالدماء المشاركة بشكل طبيعى فى أى عملية ديمقراطية مقبلة»، وقال: «إنهم مدعوون إلى ممارسة حقهم كناخبين ومرشحين».
وبسؤاله عن إمكانية الحكومة الحالية تلبية احتياجات المجتمع فى ظل تجميد أموال العديد من المؤسسات الخيرية التى ملأت الفراغ الذى تركه نظام مبارك، قال إن «الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان ازدهرت فى الوقت الذى لم تكن فيه الدولة تؤدى دورها الاقتصادى والاجتماعى، ولكن النظام الجديد يعتزم إعطاء مزيد من الاهتمام للفئات الاجتماعية التى تعانى من صعوبات».
وعن اعتقال النشطاء الليبراليين، رأى «منصور» أنها «تتم لأسباب وجيهة»، مشيراً إلى أن نشطاء حركة «6 إبريل» الثلاثة: أحمد ماهر، وأحمد دومة، ومحمد عادل، تحدوا سلطة الدولة، وانتهكوا قانون التظاهر، وهم الآن يحاكمون فى محكمة مدنية، والعدل سيأخذ مجراه. وتساءل: «أليس هذا ما يحدث فى فرنسا؟».
وتحدث الرئيس المؤقت عن علاقته بالفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب أول رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، قائلاً: «نحن نتقابل بانتظام هنا فى القصر الرئاسى»، ورفض الحديث عن الشائعات حول ترشح وزير الدفاع للرئاسة، وقال: «أنا لا أحكم على شائعات، فستكون هناك انتخابات، وكل مصرى له حرية الترشح».