محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 جيل جديد آخر بقلم عبد المنعم سعيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

جيل جديد آخر بقلم عبد المنعم سعيد Empty
مُساهمةموضوع: جيل جديد آخر بقلم عبد المنعم سعيد   جيل جديد آخر بقلم عبد المنعم سعيد Emptyالأحد أكتوبر 20, 2013 4:01 am



حينما وقف جون كنيدى لكى يحلف اليمين الدستورية لتولى رئاسة الدولة الأمريكية أمام قاضى القضاة، كان فى مقابله دوايت أيزنهاور، الرئيس التى انقضت ولايته أو بقى منها ثوان قليلة حتى ينتهى القسم. تساءل كثيرون عما دار فى ذهن الرئيس المنتهية ولايته وهو يسلم السلطة الأمريكية الجبارة لشاب لم يتجاوز الثالثة والأربعين من العمر، وتوقع بعض من تساءل أنه لابد أن الرئيس لم يتمالك نفسه من مقارنة عسكرية لا يمكن الهرب منها. كان أيزنهاور قائد قوات الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، جنرالا بخمس نجوم لم يحصل على مثيلها إلا قلة من الجنرالات عبر التاريخ، وكان هو وليس غيره الذى وضع خطة «نورماندى» لغزو أوروبا وقصم ظهر النازية والفاشية. وبعد أن جلس فى منزله لست سنوات، وتم تجنيده للسياسة من قبل الحزب الجمهورى فإنه أخرج أمريكا من وحل الحرب الكورية وأعاد لها السلام وبث الرخاء، ونجح فى تجنيب البلاد انقساماً هائلاً حاولت «المكارثية» أن تفعله. على الجانب الآخر كان هناك جون كنيدى الذى لم تزد رتبته أثناء الحرب على رتبة الملازم أول، وبطولته عن إنقاذ أفراد طاقم قاربه البحرى ١٠٩. صحيح أن للرجل سمعة أخرى كنبت من أغنى أغنياء الولايات المتحدة، وشاب يتمتع بالوسامة السينمائية، ورصيد لا بأس به فى مجلس النواب، وزوجة -جاكلين كنيدى- جذبت إليها قلوب الأمريكيين، ومعها سجلّ لا بأس به من الغزوات النسائية الشهيرة!!.

أيّاً ما كان متوافراً لدى الرئيس القادم كان يخبو بالمقارنة بالرئيس الذاهب، الذى ربما خطر له أنه يشاهد واحداً من عجائب الديمقراطية الأمريكية التى تسمح لمثل هذا الشاب بأن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية. ولكن كنيدى كان لديه سلاح لم يكن متوفراً بالمرة لأيزنهاور، أو «آيك» كما كان معروفاً بين أقرانه، وهو أنه يمثل جيلاً جديداً آن الأوان لكى يعتلى سدة السلطة فى البلاد. كان جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية هو الذى أعطى أصواته لكنيدى وليس ريتشارد نيكسون، ليس فقط لأنه عرف كيف يستغل المناظرة السياسية معه، ولا بثها لأول مرة على التليفزيون فى نطاق واسع، وإنما لأنه كان ممثلاً لجيل لا يريد السلطة فى البيت الأبيض فقط، وإنما فى الولايات، والمجالس التشريعية، والجامعات، والعمل الأهلى، وقبل وبعد كل شىء فى مجال الأعمال والشركات. كانت أمريكا تتغير، وتخرج من عالم الحرب العالمية وما قبلها، إلى عالم جديد كانت الدنيا فيه حبلى بغزو الفضاء والوصول إلى أقمار ونجوم وكواكب بعيدة فى مجالات العلوم والفن والثقافة. ما عرفناه بعدها، وربما حتى التسعينيات من القرن الماضى، وُلد فى تلك اللحظة التى أدى فيها جون كنيدى القسم.

الرسالة التى أريد الوصول إليها من هذه المقدمة التى طالت أكثر مما قدرت أنه آن الأوان لكى يتولى جيل مصرى جديد دفة القيادة فى البلاد، فقد طال وقت الجيل الحالى لأكثر مما ينبغى مهما تغيرت ألوانه وشعاراته. تغيير الأجيال صار سُنّة كونية، وعندما تولى رولان فابيوس رئاسة الوزارة الفرنسية فى سن السادسة والثلاثين كان الأمر لدينا عجيباً، وتكرر العجب عندما أصبح تونى بلير رئيساً للوزراء فى بريطانيا المثقلة بالتقاليد والأعراف فى سن الثالثة والأربعين. الأمر لدينا أكثر ضرورة، فالجيل الحالى من حكام مصر، وأقصد بالحكام ليس من هم فى السلطة السياسية فقط، وإنما هؤلاء الذين ينتشرون فى مراكز القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى، وباختصار جماعة النخبة التى تفكر وتخطط وتنفذ، هؤلاء تعود أصولهم الفكرية والنفسية إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، أما تجربتهم العملية فلم تتجاوز كثيراً عقدى الأربعينيات والخمسينيات من القرن ذاته. تغيرت الدنيا كثيراً، وكذلك، وصدّق أو لا تصدّق، مصر أيضاً. ذات صباح من يناير ٢٠١١ طلع علينا جيل لا يصل إلى السلطة على طريقة كنيدى وفابيوس وبلير وكلينتون وأوباما، وإنما يقف سعيداً فى مكانه شارعاً بعد شارع وناصية بعد أخرى، وما إن وجد المجلس العسكرى قادماً حتى أعلن أن الجيش والشعب يد واحدة فتسلم المجلس السلطة، وعندما أتت الانتخابات الرئاسية بعد صراعات طالت، ذهب الشباب لمبايعة الدكتور محمد مرسى رئيساً للجمهورية. لم يمض عام حتى ثار الشباب ومعه الشعب مرة أخرى، وبات الجميع فى مفترق الطرق لا يدرى أحد معها عما إذا كانت الساعة قد حانت لتولى جيل آخر السلطة بالمفهوم الذى أشرنا له، أم أننا سوف نبقى فى إطار هذا الجيل الذى تمت صياغته فى النصف الأول من القرن العشرين؟!.

لم يلحظ الشباب، ولا أحد آخر، أن القول الذائع عن استمرار النظام بعد السقوط الأول للرئيس الأسبق مبارك، والثانى لقائد البلاد من منصة المجلس العسكرى، والثالث للرئيس السابق من منصة جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، لم يكن إلا استمراراً لنظام جيل قام تفكيره على مجموعة من المفردات يمكن جمعها تحت عنوان بسيط- والبساطة فيها قدر من الخلل- هو «نظام يوليو»، الذى كان الإخوان جزءاً منه كحلفاء (١٩٥٢- ١٩٥٤) و(١٩٧٤-١٩٨٠) وشركاء (١٩٨٢-١٩٩٠) و(٢٠٠٥-٢٠١٠)، وأعداء فيما تبقى من السنوات. ورغم أن العداء كان حاداً أحياناً، إلا أن المنظومة الفكرية لم تكن تختلف كثيراً، فالكل يريد تلك العلاقة الملتبسة بين الدين والدولة، والخلط بين الشعب والمجتمع، وصيانة الفقر والفقراء من خلال الدعم الذى يبقى الأوضاع البائسة على حالها، والتملق الزائف للعمال والفلاحين، والسيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد القومى من خلال الدولة، والتدخل فى منظومة القيم والأخلاق العامة، والعداء مع إسرائيل والغرب طوال النهار، ثم المصالحة معهم وخطب ودّهم والحصول على المعونات منهم مع حلول المساء. هذا النظام ظل موجوداً طوال العقود السابقة، فجَّاً وقاسياً فى الخمسينيات والستينيات، وفى السبعينيات كانت هناك الكثير من النوايا الطيبة وجاءت حرب أكتوبر وما تلاها بأفكار انتهت كلها بزيادة حجم الحكومة، وحينما جاء مبارك أخذ عقدا كاملا فى التردد، وعندما جاء إصلاحه استمر فى داخل الإطار نفسه، وفى عهد الثورات كان حلم كل الحكومات المتعاقبة أن تعيد البلاد إلى ما كانت عليه فى عهد مبارك!.

المؤكد لدينا أنه صار فى مصر جيل جديد يختلف جذريا عن الجيل السابق المشار إليه، تقول الأرقام إنه يمثل أكثر من ثلثى السكان (من سن ١٥ وحتى ٣٥ سنة)، وغالبيتهم (٣٣.٣ مليون) يستخدمون الإنترنت، ومن المرجح أن لديهم معرفة أفضل بلغة أجنبية، ويعرفون عن العالم أكثر كثيراً من آبائهم، ولا يخافون من الهجرة إلى الخارج، ولا يرهبون من العمل فى الشركات الدولية، ولديهم كم هائل من الغضب على حال البلاد كثيره عنيف، ومعرفتهم بالصبر قليلة، وظنهم دائماً أنهم يستطيعون فتح الأبواب للجيل القديم حتى يصحح المسار، ويقتحمون مستقبلاً آخر. هنا توجد الكارثة الكبرى وهى أن الجيل الحالى من القادة لا يعرف مستقبلاً آخر، وأفضل ما يقدمه من وجهة نظره هو وضع حد أدنى للأجور لتملق العامة، حتى وهو يعرف جيداً أنه سوف يتلف الحسابات الحكومية، ويقفل الأبواب أمام من لا عمل له، أو يستجيب لمطالب الضرائب التصاعدية فيغلق أبواب الاستثمارات، وتقل الموارد الحكومية. إنها الدائرة ذاتها التى دار فيها طوال عقود ستة أو أكثر قليلاً، لا يعرف غيرها، ولن يتعلم ما هو مختلف عنها. فيا ترى ما الذى يمكن للشباب أن يقدمه لنا، وهل فى جعبته ما يقدم ويطرح ويقتحم علينا ساحة الرؤى، أم أنه سوف يجتر معنا «الجمل القديمة والكتب القديمة وكلامنا المثقوب كالأحذية القديمة»، رحم الله نزار قبانى؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
جيل جديد آخر بقلم عبد المنعم سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لحظة المواجهه بقلم عبد المنعم سعيد
» الخروج من الأزمة الكبرى! بقلم عبد المنعم سعيد
» سباق السيسى مع الزمن بقلم عبد المنعم سعيد
» اختراق حاجز الصوت؟! بقلم عبد المنعم سعيد
» الخطيئة الأصلية فى المسألة الإخوانية بقلم عبد المنعم سعيد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: