منذ 43 عاما وبالتحديد فى 28 سبتمبر 1970 مات الزعيم جمال عبدالناصر وخرج الملايين لوداع أول رئيس مهزوم يحصل على كل هذا الحب، فعبدالناصر مات وسيناء تحت الاحتلال الصهيونى بعد نكسة 5 يونيو 1967 مات عبدالناصر ولم يكن فى مصر أحزاب أو صحف معارضة أو مستقلة، مات ناصر ولم يكن هناك سوى صوت واحد فقط هو صوت الزعيم، مات عبدالناصر منذ 43 عاما، ولكنه ظل يعيش داخل قلوب الأغلبية العظمى من المصريين وما زالت صورته وأغانى عصره هى وقود أى مظاهرة تخرج ضد أى نظام من السادات حتى محمد مرسى مرورا بمبارك.
والحقيقه أنه يجب التوقف طويلا أمام شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، لأنه ببساطة ما زال اسمه خالدا فى قلوب المصريين رغم مرور 43 عاما على رحيله، وهو ما يجعل فكرة مقارنة شخصية عبدالناصر «المهزوم» وخلفائه فى حكم مصر من السادات «المنتصر» ومبارك «المخلوع» ومرسى «المعزول» لن تكون فى صالح الرؤساء الثلاثه، فالزعيم عبدالناصر هو الرابح فى كل المقارنات لذا سيظل خالدا فى قلوب المصريين.
عبد الناصر تفوق على السادات بأنه انحاز للفقراء، وعلى مبارك بأنه لم يكن يفكر فى التوريث، وتفوق على محمد مرسى ببناء أمجاد المصريين، أما مرسى فقد هدم أحلام المصريين، ناصر هو ابن المؤسسة العسكرية التى يملكها الشعب، أما مرسى فهو ابن مؤسسة المرشد التى يملكها الإخوان، ومنذ أن فتح الرئيس المعزول محمد مرسى الباب للهجوم على عبدالناصر، وجدنا قيادات إخوانية أخرى تقوم بنفس الدور «القذر» والسبب لا يعود إلى أن ناصر قد حبسهم أو عذبهم أو قتلهم ولكن السبب الحقيقى وراء حملة الهجوم الإخوانى على ناصر يعود بالدرجة الأولى إلى الفشل الذريع الذى حققه أول رئيس إخوانى يحكم البلاد بالمقارنة بالنجاح الكبير الذى حققه عبدالناصر فى حكم مصر وبحسبة بسيطة نجد الزعيم عبدالناصر حقق ما لم يحققه مرسى وجماعته حتى الآن والسبب أن ناصر كان رئيسا لكل المصريين أما مرسى فهو رئيس للإخوان فقط والنتيجة الطبيعية هى فشل مرسى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفى كل شىء. عبد الناصرالرئيس «المهزوم» أحبه شعبه على الرغم من أنه لم يات بصناديق الانتخابات مثل الرئيس المعزول محمد مرسى الذى كرهه شعبه، والسبب أن عبدالناصر كان رئيسا لكل المصريين ولكن محمد مرسى كان رئيسا لجماعته وعشيرته، وهو ما دفع شعبه لعزله بينما كرم هذا الشعب الزعيم عبدالناصر رحمه الله ورحم شعبه من كل رئيس فاشل يسير على خطى المخلوع والمعزول.