حتى الآن لا تعرف عدد القضايا التى يحاكم فيها الرئيس المعزول الفاشل والخائن محمد مرسى، والسبب أن مرسى تحول خلال العام الذى حكم فيه البلاد إلى رئيس عصابة، وساعده فى ذلك تنظيمه الخاص، وهو جماعة الإخوان، التى تم حظرها بعد أقل من عام من عزل مرسى، ولكن المؤكد أن مرسى لن يتم شنقه أو إعدامه حتى ولو حكم عليه بالإعدام أكثر من مرة، والسبب أن مرسى صيد ثمين لأى نظام يحكم مصر، لأن هذا الصيد يمكن من خلاله التفاوض، وهو ما بدأه بعض القوى التى انقلبت عليه، إذن مرسى لن يعدم، ولكن السؤال الصعب والمهم الذى يجب أن يطرح الآن: لماذا يحاكم مرسى المعزول؟ هل نحاكمه لأنه ارتكب جرائم قتل أو فساد مالى أو سياسى أو قضايا تخابر مع حماس أو القاعدة أو حتى إسرائيل؟ وماذا لو حصل هذا المعزول على البراءة؟.. أسئلة كثيرة تداعت أمامى عندما بدأت أمس أولى محاكمات الرئيس الإخوانى المعزول بمظاهرات شعبية محمد مرسى فى قضية الاتحادية، والتى لا تختلف كثيرًا عن قضايا مشابهة للرئيس المخلوع مبارك ورجال نظامه، وأغلبهم حصل على براءة فى مثل هذه القضايا التى لم تعد ذات قيمة فى ظل اختلاف الجميع فى من يملك الحق، والدليل أن نفس جرائم الإخوان كانت ترتكب فى 25 يناير حتى 11 فبراير فى ميدان التحرير، ووقتها كان البعض منا يصف هؤلاء الإخوان ومن معهم بالثوار والأحرار والصفات الفاضية، ووصل الأمر إلى أن يحصل الداعية الدجال صفوت حجازى على أنه أبوالشهداء، والصفات الأخرى التى أصبحت رخيصة فى ظل الهوجات الشعبية التى تخرج بين الحين والآخر، مثل خطيب الثورة، ومرشد الثورة، ومؤذن الثورة، وشهيد الثورة، وكلها مصطلحات وهمية أطلقها من لا يملك لمن لا يستحق، وهو ما يجعلنى لا أراهن على حكاية محاكمة المعزول مرسى، وقبله المخلوع مبارك فى قضايا مثل القتل أو حتى الفساد، ففكرة القصاص التى يتاجر بها أصحاب دكاكين حقوق الإنسان لم تعد تفيد سوى هذه الدكاكين، أما القاتل والمقتول أو السارق والمسروق فلن يستفيد أحد منهم من هذه العبارات الفضفاضة التى لم تعد تسمن ولا تغنى من جوع، ولن تفيد مصر فى أى شىء.