كشف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أنه حضر اجتماعًا حضره الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع مع عدد من قيادات "الإخوان المسلمين" على رأسهم المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، والدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب "الحرية والعدالة"، المسجونين حاليًا بـ "طره"، على خلفية اتهامات بالتحريض على العنف. وأضاف هيكل ـ الذي يعتقد على نطاق واسع أنه مهندس خطة "خارطة الطريق" التي أسفرت عن عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو ـ أن السيسي طرح خلال الاجتماع المشار إليه كل الحلول الممكنة للخروج من الأزمة، وأنه شعر بأن الشاطر لوح له بالتهديد عندما تحدث عن وجود سلاح بكميات كثيرة في مصر ومن الممكن أن تتعرض مصر لموجة إرهابية. وأوضح أن السيسي دخل إلى الاجتماع الذي أعلن فيه "خارطة الطريق" في الثالث من يوليو والذي حضره البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وشباب "تمرد" والدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المستقيل بفكرة طرح الاستفتاء على استمرار الرئيس مرسي في منصبه من عدمه، إلا أن حركة الشعب كانت أسرع من أي حلول وسطية، على حد قوله. وقال هيكل في مقابلة مع قناة "سي بي سي"، إنه التقى الفريق السيسي لأول مرة في نهاية مارس 2011، عندما تلقى دعوة لمقابلة أحد قيادات المجلس العسكري لم يعرف اسمه ورحب بذلك. وأوضح أنه خلال ذلك اللقاء توصل لمعلومة مفادها بأن السيسي أحد الأشخاص المؤثرين في قرارات المجلس العسكري، وأنه أدرك أنه هو الذي وضع الخطط المختلفة التي تعكس انحياز القوات المسلحة للشعب في حالة حدوث صدام بين الشعب ونظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. من جهة أخرى، كشف هيكل عن أن الرئيس المعزول كان قلقًا من مكتب الإرشاد ـ أعلى هيئة داخل جماعة "الإخوان المسلمين" التي كان ينتمي إليها ـ ومما يدبر له هناك، كاشفًا عن أن مرسي كان يلوح ببعض الأحيان لجماعته بأن الجيش يدعمه وأنه مدعوم في مواجهة الجماعة نفسه. وعلى الرغم من اعترافه بأن "الإخوان" تلقت ضربة قاسية عقب 30 يونيو، إلا أنه أكد أن "الفكرة الإسلامية موجودة وستظل موجودة وتنظيم الإخوان أحد مكونات هذه الفكرة". وتابع: "تنظيم الإخوان تصادم مع مختلف الأنظمة التي عايشها ابتداء من نظام الملك فاروق والرئيس عبد الناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك"، مشددا على أن الإخوان اصطدموا مع هذه الأنظمة عندما واتتهم الفرصة للانقضاض عليها وتحالفوا معها عندما كانت هذه الأنظمة في قوتها. واعتبر أن الصراع بين الإخوان والقوات المسلحة، كانت سيناء رهينة فيه، موضحًا أن التقديرات حول أعداد الجهاديين بسيناء وفقًا للمعلومات الأمنية تتراوح بين 18 و24 ألف جهادي. وأضاف: "كما أن حجم السلاح المهرب إلى مصر عبر حدودها الغربية أكبر مما يتخيل أي طرف"، مشيرا إلى أن القوات المسلحة كانت تدرك حجم الصعوبات. في سياق منفصل، قال هيكل إنه يعتقد أن الدكتور محمد البرادعي تعجل في تقديم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، عقب فض اعتصام "رابعة العدوية" و"النهضة" بالقوة ما أدى إلى مقتل المئات. لكنه أكد أنه ضد الحملات التي وجهت ضد شخصية وقيمة البرادعي. وأوضح، أنه على قناعة بأن البرادعي وافق على كل ما حدث بحضوره ومشاركته وموافقته على خريطة الطريق التي وضعت في الثالث من يوليو.