ليس من العيب أن نعترف ونواجه أنفسنا يوميا وكل ساعة بتلك الحقيقة المرة أن هذا البلد يعيش الآن مخاضا عسيرا ويتدني إلي أسوأ أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية
وأنه ذاهب إلي حالة التشظي والتشرذم وفصول طويلة من التداعي, بدليل ما يحدث يوميا من مشاهد القتل والترويع والتخريب والحرق والتدمير لمؤسسات الدولة ودور العبادة والتعدي علي مراكز الشرطة ومديريات الأمن, وكل ذلك من صنع عتاة الإرهاب والضلال ممن يسمون بجماعة الإخوان المسلمين وعصابات الإسلام السياسي, فانظروا ماذا فعلوا علي سبيل المثال الجمعة الماضي وكل جمعة مقبل.
ولذا فقد آن الأوان لوضع نهاية عاجلة لهذا المشهد الكارثي الذي لايجب بأي حال من الأحوال أن يستمر أكثر من ذلك فإما أن نعيش ونكون في دولة صاحبة قرار وسيادة تملك المقومات الأساسية لشعبها وإلا فلا دولة ولا يحزنون. ومن أجل إنقاذ واستمرار هذه الدولة وشعبها فلابد من التخلي من الآن فصاعدا عن سياسات التردد والتدليل السياسي الذي تمارسه السلطة الحاكمة المؤقتة وحكومة تسيير الأعمال بشأن ممارسات وجرائم القتل اليومية والقنص والاغتيال البشعة لجنود وضباط القوات المسلحة والشرطة والمدنيين.
المشهد الدرامي البكائي الذي يعيشه الوطن يوميا تحتاج إلي نهاية عاجلة قد يراه البعض الخيار الأصعب والأخطر ألا وهو حل واجتثاث جماعة الإخوان المسلمين نهائيا في هذا الوطن, بالفعل هو طرح صعب ومؤلم ولكنه عين الحقيقة التي لايجب أن يغض البعض الطرف عنها ويجب أن يتلمسها قريبا ويتعايش معها المصريون من الآن فصاعدا, حيث لا حاضر ولا مستقبل لهذا الوطن إلا بوضع تلك النهاية الطبيعية والمرتقبة لهذه الجماعة والقضاء علي تلك العصابات المنضوية تحت خطها ومنهجها الفكري التصادمي.
هناك نموذجان صارخان يجب الاقتداء بهما لاجتثاث مثل هذه الجماعات المارقة وتلك الأحزاب متطرفة في الفكر والمنهج والتي كرست الاستبداد والسلطوية والتي كانت تعكس فكرا مشابها للاستبداد الإخواني والديكتاتورية الأولي الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية, اقرأوا وابحثوا ماذا فعلت في الجزائر قتلت022 ألف جزائري في عشرية الدم الحمراء, ولكن بعد أن طفح الكيل وكفر الجزائريين الاسلاميين تجار الدين والشعارات نهض خالد نزار وزير الدفاع والحكومة في التسعينيات وخلصوا الشعب هناك من ارهاب وترويع جبهة الانقاذ وانظروا أين جبهة الانقاذ الآن, انتهت وتلاشت وضرب فكرها.
النموذج الثاني حزب البعث العراقي صحيح كان الخطأ حله والدعوة الأولي لاجتثاثه كانت علي يد بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق بعد الغزو, ولكن العراقيين أنفسهم هم من تولوا بأيديهم وخططهم القضاء علي هذا الحزب صاحب العقيدة والفكر التآمري علي العراق والمنطقة مثل جماعة الاخوان لأكثر من06 عام وانتهي واندثر البعث ولم يعد يتبقي منه سوي رجل فار مختبئ في الأقبية تحت الارض يسمي عزت الدوري.
وبالتالي تطبيق هذين النموذجين علي جماعة الاخوان واجتثاث فكرها في مصر قابل للتطبيق مع اتاحة الفرصة لمن يريد من كوادرها العاقلة ومريديها العودة إلي جادة الحق والصواب والرشادة السياسية.
ولتكن تلك مهمة الدولة من الآن فصاعدا مع الأخذ في الاعتبار أنها مهمة تحتاج إلي رجل وفريق حكم قوي صاحب ارادة وقرار لا إلي أيد مرتعشة مترددة خجولة في التعاطي مع جرائم الاخوان كما نشاهد حاليا, حيث هناك كثير من العتب علي مواقف الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء الذي قرر وتناغم مع مطالب وطموحات الغالبية من المصريين بالاستعداد لحل هذه الجماعة ووقف ممارساتها ومحاصرة جرائمها بالقانون. ولكنه تراجع وتخلي عن هذا التعهد حسب تصريحاته نهاية الاسبوع الماضي, الأمر الذي أصاب الدولة والشعب بالاحباط.
أعتقد انه بعد بشاعة ودموية وجرائم الاخوان وترويع شعب بأكمله حاليا لا يحدثنا أحد عن المصالحة والعفو والتسامح والتعاون مع جماعة تقتل وتسفك الوطن وتحرقه, فهذا العنف والمشهد الدامي لا حل ولا نهاية له إلا باجتثاث وضرب وإنهاء مآسي الاخوان حاليا بطول البلاد وعرضها.. فماذا تنتظرون؟