محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 (جبل الحلال) بين الواقع و الاعلام (تقرير خطير)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

(جبل الحلال) بين الواقع و الاعلام (تقرير خطير) Empty
مُساهمةموضوع: (جبل الحلال) بين الواقع و الاعلام (تقرير خطير)   (جبل الحلال) بين الواقع و الاعلام (تقرير خطير) Emptyالجمعة سبتمبر 14, 2012 4:57 am

جبل الحلال.. جعلته الظروف و«الجغرافيا» المنطقة الأخطر فى مصر، ففى باطنه وتحت سفحه يعيش مواطنون منسيون، تحولوا إلى إرهابيين ومجرمين هاربين من أحكام قضائية، ويشكلون خطراً على الأمن القومى، وذلك إما «اختيارياً» عن سبق إصرار أو «إجبارياً» عن سبق تلفيق أمنى. أما على الصعيد الجغرافى فشاءت الأقدار أن تكمن خطورة هذا الجبل فى كونه قريباً من المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وهو ما جعل التعامل معه من المنظورين الأمنى والإعلامى مختلفاً، لدرجة حولته عن «عمد أمنى» و«خيال إعلامى» إلى «تورا بورا» مصرية، أشبه بتلك الجبال التى طالما آوت قيادات تنظيم القاعدة فى أفغانستان. «المصرى اليوم» رصدت على أرض الواقع الحياة تحت سفح جبل الحلال، من خلال مغامرتين صحفيتين منفصلتين، انتهتا إلى شهادات ومشاهدات واحدة، أهمها ما قاله سكان المنطقة إنه «لا وجود لإرهابيين هنا، فهذه كذبة من وحى خيال النظام السابق، ومازال النظام الجديد يستغلها لهدف ما».




بخطوات قدميه العاريتين على سفح الجبل وصخوره النارية، كان الحاج «موسى» يقودنا نحو المغارة التى حفرها هو وأبناؤه فى قلب الجبل، ضحك ساخراً عندما قلنا له إن تلك المغارات هى التى يستخدمها المسلحون والإرهابيون للاختباء من قوات الجيش، وقال: «لم يصل الجيش إلى هنا لكى نختبئ منه فى المغارة، ولا وجود لأسطورة الإرهابيين فى جبل الحلال».

بدا الحاج «موسى» واثقاً فى إجاباته، فسألناه لماذا حفرتها إذن؟ فرد: «نسكن فى عشش لا سقف لها، فلم توفر لنا الدولة مسكناً جيداً، ويعتبر (الحلال) منطقة سيول، وفى الشتاء لا نستطيع تحمل البرد والبرق والأمطار، لذا نسكن تلك المغارات فى الشتاء».

تحتوى سلسلة جبال الحلال على الصخور النارية والجيرية والرخام، وهى منطقة غنية بالموارد الطبيعية، وفى وديان هذه الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة لا تستفيد بها البلاد نتيجة الإهمال باعتبارها منطقة منسية، بينما يعيش أهلها على حافة الحياة.

على مدار شهور طويلة، يحفر الحاج «موسى» وابناه مغارة الشتاء ليس فقط لإيواء أطفاله الأربعة وزوجته، بل لحماية أغنامه وحماره أيضاً، تسلقنا الصخور فى طريقنا للمغارة، التى يصل ارتفاعها إلى نحو 10 أمتار، بدأنا نتخيل كيف تتحمل تلك الأسرة بنسائها وأطفالها مشقة تسلق الجبل وسط العواصف الترابية والأمطار، على الرغم من احتمال تعرضها لمخاطر لدغات العقارب والزواحف التى تنتشر جحورها حول المغارة.

«محمد» الذى أوشك على العام الخامس من عمره، ابتلعته عاصفة فى الشتاء الماضى فضاع وسط الصحراء والصخور، ظل تائهاً تتخطفه الرياح فى برد الصحراء القارس، بينما كان والده وجيرانه يبحثون عنه، حتى وجدوه على بعد كيلومترين من مقر سكنه، لكن الليلة التى قضاها وحيداً فى تلك العاصفة كانت كفيلة بإصابته بعاهة مستديمة فى ساقيه، بينما ساهم عدم حصوله على الرعاية الصحية فى تفاقم الإعاقة الذهنية التى أصابته جراء الحادثة.

يقول الحاج «موسى» إنه يعيش فى الجبل منذ ولادته وهو الآن يبلغ من العمر أكثر من 50 عاماً، وإن حالة الفقر التى يعيش فيها سكان الجبل تشبه حالتهم المعيشية التى كانوا عليها بعد نكسة 1967، ولم يتغير شىء بل زادت حالتهم سوءاً.

وأضاف: إن حالتهم تتحسن عند هطول الأمطار فتنمو بعض الأشجار التى يأكلون منها وتعيش عليها أغنامهم، إلا أن تلك الأمطار لم تهطل منذ عامين، قائلاً: «آخر مرة نزل فيها المطر كان من سنتين، استطعنا وقتها تجميع المياه فى الخزانات حتى نشرب ونروى الزرع، والأزمة حالياً أن الخزانات جفت وأصبحنا لا نجد مياهاً لنا وللماعز أو لرى الشجر».

يقع أقرب خزان مياه من «عشة» الحاج «موسى» على بعد كيلو متر تقريباً ويعتمد على مياهه ليشرب هو وأولاده، إلا أن ذلك الخزان جف من المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، فلم يعد أمامه سوى أن يركب حماره ويسير إلى البئر التى تبعد كليومتر آخر عن الخزان وسط الصحراء ليجلب مياه الشرب.

عن طائرة «الأباتشى» فاجأنا الحاج «موسى» قائلاً: «إن طائرة تابعة للجيش المصرى استطلعت هذه المنطقة الأسبوع الماضى، بحثاً عن الإرهابيين والمسلحين والمسؤولون يعرفون حالة سكان الجبل جيداً، وعرفوا أنه لا يوجد إرهابيين إحنا بس أزمتنا فى المياه لو الدولة تحفر لنا آبار مش هانكون محتاجين شىء تانى».

الحاج «سليمان» له قصة مع الجبل الذى يعيش فى «رأس العمرو» الواقعة فى قلب الجبل منذ ولد وحتى بلوغه عامه الـ63 رأيناه على حماره مع «جركن» أزرق اللون، كان عائداً من رحلة جلب مياه الشرب، وما إن شاهدنا حتى أوقفنا فوجدناه يضيفنا بالمياه.

يسكن «سليمان» فى عشة صغيرة مع شقيقه وابنه، سألناه عن أولاده فقال: «ما عندى أولاد كانت لى زوجة لكنها غادرت إلى بيت أهلها بسبب الفقر وقسوة الحياة، فليس من الطبيعى أن تتحمل إنسانة العيش فى مثل هذه الظروف الصعبة وسط الصحراء حيث لا ماء أو طعام».





المواطن السيناوى إبراهيم عواد كان مفتاح السر لاتجاهنا هذه المرة إلى سيناء، خبر مبهم صغير لا يتعدى الكلمتين عن انفجار لغم أرضى فى «عواد» حول جسده إلى أشلاء، فى منطقة القصيمة بوسط سيناء القريبة من الحدود مع إسرائيل، دفعنا دفعاً إلى استقلال سيارتنا لندخل إلى أرض الألغام ونرصد تفاصيل وشهادات وحقائق عن الحادث.

لا نعرف لما واجهتنا الشكوك وطاردتنا علامات الاستفهام، «من أين جاء هذا اللغم؟، ولماذا إبراهيم تحديداً؟، ولماذا هذا المكان الذى يبعد كيلو ونصف الكيلو عن الحدود الإسرائيلية، ولماذا نشتم الرائحة الإسرائيلية التى تنتهك حرمة أراضينا من آن لآخر؟

سرعان ما أفقنا من حالتنا فوجدنا أنفسنا قد عبرنا كوبرى السلام، ومنه إلى اللافتة الشهيرة التى تنبئنا بالدخول إلى أرض الألغام أهلا بكم فى محافظة شمال سيناء».

ساعة ونصف أصبحنا بعدها فى العريش لتنقضى ليلتنا الأولى، على أمل انطلاقنا فى صبيحة الغد التالى.

مصطفى الأطرش، مرافقنا الترابينى.

التقينا به عند مدخل مدينة الشيخ زويد، لننطلق إلى قلب صحراء سيناء، متجهين إلى منطقة القصيمة لنرصد حقيقة اللغم الذى انفجر فى «عواد» الذى لملم أهله أشلاءه من على بعدما يقرب من 7 كيلو مترات من موقع الانفجار. حتى نتجه إلى الخرايزة، التابعة للقصيمة بوسط سيناء علينا أن نصطحب معنا «أبوزايد» دليلنا إلى المنطقة، الذى التقيناه بعد ساعة ونصف من السير فى وسط صحراء سيناء.

استقبلنا الرجل بحفاوة وابتسامة يحسد عليها، ومع أكواب الشاى السيناوى الساخن راح يتحدث عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قال عنه: كان «أجدع واحد، وأرجل رئيس عرفته مصر، ورغم أن (النكسة) كانت فى عهده إلا أن نكسة كامب ديفيد التى جاءت على يد السادات، كانت أعظم الكوارث التى اكتوى بنيرانها أهل سيناء».

وبحرقة وحزن تحدث الرجل عن حكم الرئيس السابق حسنى مبارك قائلاً: «لقد نجح بجدارة فى أن يجعل الشعب يكره الدولة، ولا يثق فى أى مسؤول، خاصة عندما أطلق كلابه علينا».

هب الرجل واقفا ليمتطى سيارتنا ليصحبنا إلى «الخرايزة» لنرى بأعيننا مكان الانفجار، حيث مازالت رائحة أشلاء «عواد».

ما يقرب من ساعة أخرى فى طرق غير ممهدة إلى أن وصلنا إلى مكان الحدث، وبعد لحظات كان بجانبنا ما يقرب من 4 سيارات محملة بأفراد من قبيلة البريقات، وهم قاطنو المنطقة.

مع أولى خطواتنا، توقفنا أمام الحفرة التى خلفها الانفجار، قدمنا التعازى وسألنا هل كان «لغماً» فجاءتنا الإجابة صادمة بأنها «الزنانة»، أى الطائرة الإسرائيلية التى تطير دون طيار- اخترقت المجال الجوى المصرى وعبرت الحدود لتفجر هذا الرجل الطيب أثناء مروره بالموتوسيكل فتناثرت جثته، التى لملمناها لكى ندفن ما تبقى منها.

فقالوا: لقد فوجئنا بأن الحادث أرجعه الإعلام إلى انفجار لغم وأن إسرائيل تكذب اختراقها للحدود المصرية، والحقيقة أن كل ساكنى المنطقة رأوا هذا المشهد فكيف لنا أن نصدق ما لم نره ونكذب ما شهدناه.

سألنا، بصفتكم تعيشون فى منطقة حدودية وهناك انتهاكات دائمة للحدود، ما هو الحل الذى ترونه مناسباً للقضاء على ذلك؟





الوضع أقرب إلى القصص والسيناريوهات التى تروى عن «مطاريد الجبل»، ففى جبل الحلال، مئات من الشباب دون الأربعين عاماً، حددت القبضة الأمنية للنظام السابق إقامتهم فى الجبل وصحرائه القاسية، يطالبون النظام الجديد بعد الثورة والرئيس محمد مرسى، باعادة النظر فى أحوالهم والتهم المنسوبة إليهم ظلماً، على حسب قولهم.

عدد كبير منهم وافق على الحديث لـ«المصرى اليوم»، وآخرون رفضوا خشية نشر صورهم، إلا أن الجميع روى قصته مع الهروب فى الجبل، ذلك المكان الذى فرض عليهم العيش فيه وحظر عليهم مغادرته أو الخروج منه لعدة أمتار.

كان من الصعب أن نلتقى هؤلاء «المطاريد»، كما يطلق عليهم إعلاميا، إلا أن ما نشر فى الآونة الأخيرة عنهم بأن الجبل مأوى للإرهابيين دفعهم للإفصاح عن هويتهم وعرض مشكلاتهم، مئات من الشباب حُكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين 25 عاما و175 عاما، دون أن يعلم كثير منهم أن جهات التحقيق لم تتهمهم إلا بعد إصدار الحكم غيابيا.

«لم أرتكب جرمًا، ولم أخرج على القانون يومًا، وكل ما نسب إلىّ من تهم كان بالتلفيق»، كانت تلك كلمات يونس عيد، أحد سكان جبل الحلال، يبلغ من العمر 32 عاما، لم يخشَ تصويره رغم أنه هارب من السجن، وتابع: «سجنت ظلماً وبهتانا، لأن أحد الضباط كان يريدنى أن أدفع له رشوة شهرية ورفضت».

«يونس» ليس الوحيد الهارب أو المحكوم عليه بالسجن فى جبل الحلال، فالمئات من الشباب محكوم عليهم غيابيا، منهم من نفذ الحكم أو هرب من السجن «متجنى عليه»، كما يصفهم الأهالى، من داخل منزله البسيط بدأ يونس يروى قصته من بدايتها، عندما كان عامل بناء فى منطقة التل الكبير بالإسماعيلية، وألقى القبض عليه دون تهمة، على حد قوله.

وقال: «رفضت إعطاء رشوة للضابط الذى أعرف اسمه الرباعى، وبعد القبض على وعرضى على النيابة، فوجئت باتهامى بحيازة المخدرات، سألنى وكيل النيابة عن سعرها فقلت له اسأل الضابط عن سعرها، وحكم على بـ10 سنوات قضيت منها 3 سنوات ونصف السنة».

وأضاف «يونس»: فى يوم 28 يناير 2011 فتح أمين الشرطة بالسجن الزنازين فهرب المساجين وعددهم كان يفوق 4500 سجين، وكنت من بينهم وصلت إلى منزلى فى الجبل بسهولة، فلم تكن هناك أى حركة تفتيش عند مداخل ومخارج سيناء، ولم أخرج من الجبل حتى الآن.

وتابع «يونس»: «إن الضابط - ذكر لـ«المصرى اليوم» باسمه - لفق لى تهمة حيازة المخدرات، وطلب منى راتباً شهرياً قدره 2000 جنيه، ولم يكن باستطاعتى تنفيذ ذلك، فكما ترون منزلى البسيط مكون من غرفة واحدة وصالة استقبال للضيوف، ولو كنت تاجرت بالمخدرات لكان حالى أفضل، اتهمونى زورًا وحددت إقامتى فى الجبل، خشية إلقاء القبض علىّ، بينما تجار المخدرات الحقيقيون يتمتعون بالعيش الكريم وحرية التنقل».

وعن المعاملة فى السجن، قال: «معاملة اليهود أحسن من المعاملة اللى شفناها فى السجن، وأول ما أمين الشرطة فتح الزنازين كل المساجين هربوا وهربت معاهم، وعن نفسى أموت ولا أرجع للسجن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
(جبل الحلال) بين الواقع و الاعلام (تقرير خطير)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخطه القذره لاسقاط السيسى (تقرير خطير)
» وسقطت الاقنعه عن الكل( تقرير خطير بقلم محسن سالم)
» تقرير خطير عن الرؤيه الاسرائيليه لمصر منذ عام 2009(من فضلك اقرأه اولا)
» هل تنتهى حقا وزارة الاعلام؟
» هؤلاء سقطت اقنعتهم ويجب اعدامهم( تقرير خطير بقلم محسن سالم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات الصحفى محسن سالم-
انتقل الى: