محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ضمانات الحل أهم من الحل!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

ضمانات الحل أهم من الحل!  Empty
مُساهمةموضوع: ضمانات الحل أهم من الحل!    ضمانات الحل أهم من الحل!  Emptyالأربعاء أغسطس 07, 2013 6:58 am

خلال الأيام القليلة الماضية جرت حوارات عدة لي مع شرائح مختلفة من الإسلاميين الذين يدعمون الاعتصامات خاصة في رابعة وميدان النهضة، قواعد إسلامية عادية، وقيادات وسيطة، وقيادات رفيعة من أصحاب القرار في الأحزاب الرئيسية وليس أحزاب "كمالة العدد"، وقد وجدت الرابط الأساس بين الجميع هو السؤال: ما الضمانة أن يلتزم الآخرون بما يتم الاتفاق عليه؟ وما الضمانة ألا يكون هناك غدر؟ وما الضمانة أن لا يكون هناك تلاعب بالخارطة المعلنة حسب أهواء أصحاب القوة؟ وما الضمانة أن لا يكون هناك تدخل في الانتخابات وتزويرها بصورة أو أخرى؟ أثناء الحوار لاحظت أن مسألة القبول بحقيقة الواقع الجديد الذي تشكَّل في مصر لا تمثل محطة مراجعة كبيرة، والتمسك بها هو من باب البحث عن ضمانة مؤكدة لديهم، أكثر من موضوع التمسك بمنصب رئيس الجمهورية في حد ذاته، الإسلاميون مهجوسون بالمخاوف من المستقبل القريب الغامض، مسكونون بالخوف من عودة ممارسات الأمن الوحشية والمستبيحة للقانون والآدمية، مسكونون بالخوف من عودة الممارسات الإقصائية في السياسة التي تعمدت تهميش هذه الملايين وحقوقها السياسية على مدار عقود طويلة، وللأمانة فإن بعض هذه المخاوف له ما يبرره في الواقع الجديد، لأن بعض الممارسات التي أعقبت عزل الدكتور مرسي كان فيها قسوة مفرطة، بدءًا من عمليات اعتقال لإعلاميين وغلق لقنوات، مرورًا بقرارات ضبط وإحضار لبعض القيادات والكوادر الإسلامية على خلفية اتهامات أسطورية كما لو كانت سابقة التجهيز، انتهاءً بسلوك أمني مستهتر بالدماء وكأنه كان ينتظر لحظة ثأر ليشفي غليله من أبناء التيار الإسلامي، على النحو الذي حدث عند دار الحرس الجمهوري وعند المنصة بعدها، أضف إلى ذلك موجة من الأداء الإعلامي التحريضي والدموي ـ وأنا أعني تعبير الدموية ـ لأنه تحريض صريح على القتل واستباحة الدماء وتحريض على استباحة الحقوق الإنسانية والسياسية للآخرين، ودع عنك روح الشماتة التي تعبر عن مجتمع بدائي وحشي أكثر من تعبيرها عن مجتمع متحضر أو إعلام يحمل أدنى قدر من الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن ومستقبله. غير أن المشكلة لدى التيار الإسلامي، أنه ينظر إلى الخريطة السياسية نظرة اختزالية ولا أقول سطحية، فلديه فسطاطان، فسطاط الإسلام والشرعية، وفسطاط أعداء الإسلام وخونة الشرعية، وهو تبسيط مخل جدًا بالخريطة السياسية، كما أنه مضر بالقدرة على العمل السياسي الإيجابي في واقع معقد مثل الحالة المصرية، فالإعلام التحريضي هو إعلام فلول نظام مبارك، وليس إعلام السلطة الجديدة، وهو يعتمد على دعم قطاع صغير متطرف داخل بعض الأجهزة الرسمية، وهو قطاع يعمل ضد قطاع آخر له رؤية مختلفة لإدارة البلاد، ولكن وجود الجميع تحت ضغط غضب الشارع ومفاجآته لا يتيح الفرصة لصراعات أو حسابات جانبية، كما أن هذا الإعلام الفلولي يحاول التزلف إلى السلطة الجديدة بتقديم نفسه كحليف وداعم ويحرضها على الصدام والعنف، أما الإعلام الرسمي فهو يعمل الآن بتوجيهات منبعها الخوف والقلق والرغبة في تثبيت الوضع الجديد ومنع أي إرباك، وهي حالة من الطبيعي أن تفرز أداءً إعلاميًا هزليًا وإقصائيًا ولا يحترم ألف باء المهنية، أيضًا فالقوى المدنية التي عملت على إسقاط محمد مرسي، أخلاط، التقت إرادتهم عند نقطة الخوف من إقصائية الإخوان والعمل على إسقاطهم، لكن قلوبهم بعد ذلك شتى، وأخلاقهم شتى، ووجهاتهم شتى، وكثير منهم الآن يدافع عن حق الإخوان والإسلاميين في المشاركة ويتعرضون للإهانة والتشهير من إعلام الفلول بسبب تعاطفهم مع الإسلاميين، رغم أنهم يرفضون بشكل حاسم وقاطع فكرة عودة محمد مرسي، أيضًا فالقوى الثورية ليست فسطاطًا واحدًا، فهناك تيار ناصري له حسابات وصداقات مع جناح في السلطة يحلم بسيناريوهات تستلهم بعض معالم مصر في الستينات ويحلم بتحقيقها، وهناك تيار ليبرالي قوي يرفض قطعيًا مثل هذه السيناريوهات ويرفض أي مظهر لعسكرة السلطة، ويرى أن قضيته الآن هي عودة المسار الديمقراطي على أسس مدنية سليمة وعادلة، باختصار، الخريطة معقدة، ومن لا يتعامل مع تفاصيلها بحكمة سيخسر كثيرًا وربما يرمي سهمه في صدر من يحميه، ويخدم بغفلته مسارات خصومه. وأما فيما يتعلق بالضمانات، فأعتقد أن المهمة الأساسية للوساطات الدولية هي في توفير الضمانات المطمئنة أكثر من طرحها حلولًا، لأن الحلول الوسط سهلة ومعروفة، ولكن الأزمة كانت في الضمانات، وأعتقد أن الضمانات الدولية ستكون حاسمة، أيضًا هناك ضمانات محلية لا تقل أهمية، وبشكل خاص الضمانات التي يقدمها الرئيس المؤقت رئيس المحكمة الدستورية كشاهد وراعٍ، وكذلك الدكتور محمد البرادعي الذي يخوض صراعًا حقيقيًا الآن من أجل حماية المسار الجديد من سطو الفلول أو تغلغل تيار العسكرة، أضف إلى ذلك ضمانات الواقع الثوري نفسه، لأن مصر تغيرت كثيرًا، وجوهريًا، والتيارات الرئيسية في المجتمع، ومنها التيار الإسلامي، قادرة على حشد الملايين من جديد في الشوارع والميادين إذا شعرت بالخطر أو بالغدر، وهو افتراض أوقن أنه مستبعد، كما أنها في هذه الحالة، إن حدثت، ستكون مدعومة داخليًا ودوليًا بصورة حاسمة تخيف أي قوة محلية من تجاوز تلك المعادلة. أتمنى أن يخرج الإسلاميون من أسر الخوف سريعًا، وأن يقبلوا على المساهمة في المسار الجديد بروح إيجابية مختلفة، وأن يعملوا بمنطق الشراكة الوطنية الحقيقية وليس بمنطق "الطوائف" والأقليات، وأنا ما زلت مصرًا على أن مفاتيح المستقبل في مصر بيدهم، ومسؤوليتهم أعظم من غيرهم بكثير، في العمل على تأسيس دولة حديثة ديمقراطية تعددية تحترم الشرعية بكل أبعادها وليس بانتقائية، وأن ينظر إلى تجربة العام الماضي، ليس بوصفها هزيمة سياسية، وإنما كتجربة مشحونة بالتوتر والأخطاء وقلة الخبرة وسوء التقدير، تبقى أهميتها كدرس عملي لتصحيح المسار والعمل على تلافي كل سلبياتها من أجل بناء وطن جديد.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
ضمانات الحل أهم من الحل!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاعدام هو الحل (مقال رائع)بقلم المبدع تامر ابوعرب
» الديكتاتورية هي الحل
» الحل عند الاخوان الارهابيين الفوضى والترويع
» ليبيا تشتعل .. ومصر تقترب من الحل العسكرى
» الجماعة الإسلامية: وضعنا مختلف عن «الإخوان».. ولا نخشى الحل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: