نزول الجيش يعنى ثلاثة أمور لا رابع لها، إما أن يكون نهاية نظام الرئيس الإخوانى محمد مرسى، أو توقع مزيد من العمليات الإرهابية لتخريب مصر، أو أن نزوله لحماية الشرعية.. وفى كل الأحوال فإن انتشار الجيش نزل على صدر الشعب المصرى بردا وسلاما، باعتباره آخر شىء محترم فى هذه البلد الذى لم يعد أحد يثق فى أى شىء فيه سوى الجيش المصرى الذى حمى المصريين داخليا وخارجيا، وأصبح هو منقذ الوطن، ليس من الأعداء فقط، بل من كل طاغ يحاول إذلال هذا البلد. وشواهد التاريخ تؤكد ذلك، فهذا الجيش نزل للشارع عندما كان لدينا ملك طاغية، فقام بثورة 23 يوليو 52 أعظم ثورات مصر، وعندما طغى مبارك على شعبه ساهم فى خلعه بعد انحيازه للشعب المصرى، وتم عزل مبارك، والآن عندما شعر الجيش بأن حكم الإخوان يأخذ البلاد إلى طريق مسدود، وأن هناك تخوفات من إرهاب متظاهرى 30 يونيو، أو استخدام هذه التظاهرات لحرق مصر، بدأ أكبر عملية انتشار منذ 28 يناير 2011، وبدأ فى تحصين كل المناطق الحيوية والاستراتيجية، وهو ما يعنى أن الجيش نزل ولن يعود إلا بعودة مصر للمصريين، أو إجبار الرئيس الإخوانى وجماعته على الاستجابة لمطالب هذا الشعب الذى بدأ يصرخ من ظلم الإخوان، وحكم مرسى الضعيف.
هذا هو جيش مصر الذى لم ولن يخذله، ولن يسمح لأى أحد مهما كان، حتى ولو رئيس الجمهورية، بأن يسرق أحلام أمة وشعب لصالح جماعته وعشيرته، ولن يسمح بأن تتحول مصر إلى سوريا، أو عراق جديد، فمصر فى قلب هذا الجيش الذى احترمناه لأنه ينزل لو شعر أن شعبه يريده، وهو ما حدث أمس، فعندما شعر بخطورة الموقف لم يتردد فى النزول لحماية الشعب وممتلكاته.. هذا هو عهدنا دائما بجيشنا العظيم الذى يجب أن نقدم له التحية صباحا ومساء، وأن نجعله الحارس على مصر دائما.
الجيش إذا نزل للشارع فهو دليل تأييد لاحتشاد الشعب الذى لخص مطالبه فى ضرورة رحيل مرسى، وتفويض كامل الصلاحيات لإدارة البلاد لرئيس حكومة من الشخصيات السياسية الوطنية المعبرة عن الثورة، على ألا يترشح فى أول انتخابات رئاسية أو برلمانية مقبلة، ويتولى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تكون أولويات مهامها هى الأمن، والاقتصاد، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق المصالحة الوطنية.