تلقيت تلك الدعوه لحضور الحفل التي تضم
بعض من اشهر شخصيات المجتمع في الفندق
الشهير بوسط البلد فقررت الذهاب وتأنقت
في ذلك اليوم جيدا
وأثناء خروجي من باب شقتي وجدت جاري
واقفا مع زوج إبنته علي باب شقته
وكان يبدو أن هناك مشكله وقد أحتد
صوت زوج إبنته وهو يقول له
بنتك نكديه يا عمي
فرد عليه جاري بهدوء
انت لما خدتها مني كانت فرفوشه واللا نكديه
فقال له زوج إبنته
لأ كانت فرفوشه
فرد عليه جاري قائلا له
خلاص يبقي ده مش عيب صناعه ده سوء
إستهلاك
فكتمت الضحكه في أعماقي ومررت بجانبهم بهدوء
ذاهبا الحفله كانت الساعه تقترب من الحاديه عشر
مساء وارجوا الا تندهشوا فتلك الحفلات سهراتها للفجر
وهي عادة ما تبدء ف التاسعه
وانا دائما احب الوصول قبل منتصف الليل
حيث يكون الأغلب قد شرب حتي الثماله
وأشرت لتاكسي فتوقف علي الفور
وحينما ركبت بجواره لم أتمالك نفسي
مما شاهدت
فقد كان السائق يستمع لام كلثوم (الاطلال)
وهل رأي الحب سكاري
غائصا في مقعده حتي أن رأسه أسفل
مسند الكرسي
وكان هو يدندن مع نفسه برغم اغنية الاطلال
ولكنه كان يدندن
توهان توهان توهااان
توهان توهان توهااان
فقلت بسري وانا اضحك
من اولها كده الظاهر إن ده هيبقي يوم تحفه
واخيرا وصلت ودخلت الحفله سريعا ووجدت الكثير
من نجوم ومشاهير المجتمع
فأخذت أتجول وسط تجمعاتهم فقد كانوا عباره
عن مجموعات كل مجموعه منهمكه في أحاديث
اغلبها نميمه وتفاهه بالطبع
خاصة وأن أغلبهم كان يمسك بالكأس في يديه
وقد دارت الرؤوس غالبا من واقع رؤيتي لهم
واثناء تحولي سمعت أحدهم يقول لمجموعه
بحماس
مش قلتلكوا اهم وقفوا الشيخ اللي غلط
في قراية آيه عشان قلتلكم مصدقتونيش
تعرفوا إننا بنغير عالدين
ثم إرتشف من كأس الويسكي
فاقتربت منه وانا اقول بتهكم
طبعا بتخاف عالدين اومال اللي يغلط
ف آيه نوقفه إنما الوزير يغلط ف قراية الفاتحه
وهي ركن من اركان الصلاه عادي
فنظر إلي بغيظ فتركته وانصرفت لمجموعه اخري
وكانت مجموعه ثلاث نساء ورجلين
منهم فنانه شهيره
كانت تقول بحماس للواقفين معها
لعلمكم الحجاب مش فرض واكبر دليل
علي ده إنه نزل ف وقت مكانش فيه دبابيس
وسمعت الصحفي الشهير إياه يرد عليها
فعلا عندك حق ولعلمك زمان كل نساء مصر
كانوا بيلبسوا مايكرو چيب ف الستينات
ومكانش في تحرش خالص
فدخلت ف الحوار وقولت له
بالتأكيد يعني ماما كانت بتلبس مايكروجيب
ف الستينات وبابا كان راضي
ده كان داء ف العيله بقي
فنظر لي الكل وقالت الفنانه الشهيره
اهلا بصحفي المثل والاخلاقيات
اللي فاكر نفسه هيصلح الكون
فتركتهم ورحلت وأثناء مواصلة تجوالي
سمعت موظف كبير ف وزارة التموين
يقول لمجموعه حوله بألاطه
احنا والله بندورة عالصالح العام ف موضوع
بطاقات التموين في ناس بتسيب بطاقتها ف الفرن
واللي هيعمل كده هنلغي بطاقته
فقلت له بحماس وقد تدخلت ف الحوار بسماجه كعادتي
وانا بأيدك يا مصطفي بيه
فانتفخت أوداجه ولكنني تابعت بحماس
ومش كفايه نلغي بطاقته لأ
نخليه يقف طابور ذنب وهو رافع إيديه
واللي ياخد رغيف عيش وهو من جواه
مش مبسوط نلغي بطاقته
واللي يبص جنبه أو يحلم بأي حاجه نلغي بطاقته
فقال لي محنقا
إنت بتتريق علي كلامي
فقلت له بحماس
اتتريق إيه بس يا مصطفي بيه
كلامك هو اللي بيتريق علي نفسه
وهنا تدخلت ممثله نصف مشهوره
وهي تقول بسكر واضح
كل الناس بتهاجم الممثله رشا علي
لإنها خلعت الاندر ف مشهد
مع إنها بتمثل واقع يعني مالهاش ذنب
فقلت لها وانا ابتسم
يعني حضرتك ممكن تخلعي الاندر
زيها يا فنانه؟
فقالت لي وهي تهز كتفيها
انا مش بلبسه اصلا
وهنا سألني أحدهم عن مشكلة الاحتباس الحراري
وحرب روسيا وأوكرانيا
فقلت له وقد بدأت اشرب من كأس لتقليدهم
فشعرت بنار بصدري ورأسي يدور بشده
انا اقول لك
كنت مره نايم جنب الشباك ف ميكروباص
وراكب جنبي عيلين وراجل شكله ابوهم
وكان معاهم كتكوت عمال يصوصو فصحيت
وقلت لهم الله جميل الكتكوت ده جبتوه بكام
قالولي بخمسه جنيه قلتلهم تبيعوه بعشره
العيال بصوا لبعض ووافقوا دفعت لهم العشره
جنيه وخدت الكتكوت رميته من الشباك وكملت نوم
فضحكوا جميعا
وقال لي أحدهم
تخيل يا استاذ حسن ورق العنب بقي بستين جنيه
فقلت له ورأسي ما زال يدور بشده
وليه ورق عنب استعمل ورق بفره ولف ارخص
وهنا سألني أحدهم
تفتكر ابو الهول غمض عينيه فعلا يا حسن
فقلت له بسكر واضح
لا دي مجرد غيبوبة سكر بس
بعدين ده مش بعيد يتعمي فعلا
ف الايام السوده اللي إحنا فيها
فقال لي أحدهم بخبث
طب بصفتك صحفي تفتكر ليه الأسعار
بتزيد عندنا بسبب حرب روسيا وأوكرانيا
ومبتزيدش عندهم
فقلت له بسخريه
عشان العلف عندهم والبهايم عندنا
وهنا قال لي موظف بوزارة الأوقاف
الخطبه بقت عشر دقايق بس
يا أستاذ حسن مش عارفين نكتبها
إيه ف الخطبه الموحده
فقلت له بنفس السخريه وبصوت كله سكر
بسيطه الامام يصعد المنبر ويقول إن الحمد لله
وأقم الصلاه
أو يقول للمصلين عارفين قصة سيدنا إبراهيم
فيقولوله أيوا يا مولانا فيقول لهم طب اقم الصلاه
وبكده مش هيعدي العشر دقايق
فقالت أحدهم بحماس
انا بسمع الخطبه ف التليفزيون ويصلي
ف البيت زي ما افتي الشيخ خميس
فقلت له وانا اضحك
معاك حق فعلا ولما تعوز تعمل حجه بدل
ما تروح للكعبه غطي التلاجه بقماشه
سوده ولف حواليها
فقال لي بخشوع وهو ممسكا بالكأس
انا بعيط لما بسمع سورة طلع البدر علينا
وقال أخر وهو أستاذ جامعي كبير
فعلا ومتنسوش إن ربنا قال ف كتابه
إسعي يا عبد وانا إسعي معاك
فقلت لهم مؤيدا
رواه شحتر إبن بحتر
وظلت الحفله علي ذلك مجرد اراء بجهل
وهيافه وفتي من غير علم
لحد ما خلصت
وروحت وانا بتتطوح
وقعت ف إيد حماتي وانا داخل بتسحب
ومقولكوش بقي عاللي حصل