اكبر تحيه..لأم الارهابى

دائماً نقول اكبر تحيه لأم البطل.. أو تعظيم سلام لأم الشهيد.. لكننا اليوم نقولها بملء فمنا تعظيم سلام لأم المجرم الإرهابي!!
فماذا فعلت هذه الأم حتي تكسر كل قواعد العقل والمنطق لنهديها شكرنا ونشد علي يديها بهذه الصورة؟!
الحقيقة يا سادة أن ما فعلته أم المجرم شيء خارق للعادة وكل الأعراف بل ويدل علي أن مصر بخير، وان الإرهاب والشر لم يستطع ان يصل لقلبها.. قد يكون قد أصاب الأطراف الهشة الضعيفة سواء في حب الوطن أو في طاعة الله سبحانه وتعالي.
حتي لا نطيل عليكم تعالوا نعرف ماذا فعلت هذه الأم العظيمة.. أم الإرهابي فبعد ساعات قليلة من مجزرة الفرافرة والتي راح ضحيتها 23 شهيداً بساعات عاد الإرهابي - أحد منفذي المجزرة - إلي منزلة منتشياً سعيداً بالنصر الذي حققه بإراقة دماء شهدائنا ومن فرط سعادته والذي لفت نظر أمه وسألته عن مبررات هذه السعادة فحكي لها الإرهابي أنه شارك اليوم في المذبحة التي هزت مصر بأكملها.. وهو يعتقد أن الأم ستر وغطا عليه ولن تفصح لمخلوق أياً كان بسر ابنها المجاهد - حسبما يري نفسه - وخرج الابن مع رفاقه ليختبئ بعيداً عن أعين البوليس وليحتفل هو وزملاؤه المجاهدون بهذا النصر العظيم!!
وهنا أخذت الأم تفكر في الأمر.. ماذا تفعل في هذا الحادث الجلل؟!
< قلبها يطالبها بالصمت حرصاً علي ضناها وقرة عينها الذي أفنت عمرها في تنشئته وتعليمه وهي ساهرة بجوار سريره وتحت قدميه حتي أصبح رجلاً يسعد القلب.. قبل ان يصاب بداء الإرهاب وتسطو جماعات الإرهاب علي عقله وتحوله لشيطان رجيم لا يري حرمة ولا دينا ولا أخلاقا.
< أما عقلها وضميرها فيحرضانها علي الإبلاغ عن قرة عينها لانه ارتكب إثماً من أعظم الكبائر وهو قتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. قتلهم المجرم هو وإخوانه الشياطين وهم صائمون لم يدخل جوفهم شربة ماء ولا كسرة خبز دون ان يعرفوا أسماءهم أو ان تكون بينهم وبين هؤلاء الأبرياء أية عداوة أو حتي سابقة معرفة.. ومع ذلك أشبعوهم قتلاً وحرقاً حتي أسقطوهم جميعاً قتلي!!
وقعت السيدة العظيمة في حيرة شديدة.. وقلق أشد.. وتمزق لم تعانيه طوال حياتها.. صراع إنساني رهيب بين نداء القلب الذي يصرخ فيها بالصمت والسكوت، ونداء الضمير والوطنية الذي يصرخ فيها بالإسراع بإبلاغ الشرطة علي أقرب وأحب الناس إليها ولم تستمر حيرة أمنا العظيمة كثيراً، وقررت فوراً تلبية نداء الضمير والواجب وأسرعت بارتداء ملابسها الريفية البسيطة وفي دقائق مرت عليها وكأنها سنوات وقفت أمام ضابط الشرطة لتبلغ عن أقرب الناس إليها بانه هو وزملاءه ارتكبوا مذبحة الفرافرة.. لم يصدق الضابط الشاب نفسه وهو يستمع لأقرب مشهد في التاريخ أم تبلغ الشرطة ضد ابنها في أخطر جريمة قتل شهدتها مصر رغم علمها بان هذا البلاغ قد يؤدي لوضع حبل المشنقة حول رقبته!!
وعلي الفوز قام الضابط الشاب بإبلاغ قياداته التي سارعت بوضع خطة سريعة للقبض علي الابن ورفاقه المختبئين في قرية دلجا بالمنيا، فقبضت عليهم أجمعين!!
أظنكم يا سادة قد عرفتم الآن لماذا قلت تعظيم سلام لأم الإرهابي، بل وأطالبكم جميعاً بتحية هذه السيدة العظيمة التي تفوقت عندها نوازع الحق والواجب ولبت نداء الضمير والوطنية، رغم صرخات القلب التي تطالبها بعدم التسبب في إلحاق الأذي ولف حبل المشنقة حول رقبة ضناها وقرة عينها وأقرب الناس إليها.
موقف لا تحسد عليه.. وقعت فيه المسكينة لكن نداء الحق كان الأقوي وصوت الضمير هو الأعلي.. فاقدمت علي هذا السلوك غير المألوف للكثير منا.
لكل ذلك أقول ان مصر بخير وشعبها بخير لان الإرهاب الأسود والأفكار الخربة لم تصل لقلبها الذي مازال ينبض ويقدم الحب والمودة لكل البشر.
مرة أخري تعظيم سلام لهذه الأم المصرية العظيمة.. رغم أنها أم الإرهابي المجرم.. عاشت مصر.