لطالما كنت أول المنتقدين للحكومات المتعاقبة والوزراء المقصرين أو عديمى الجدوى وغير الملائمين للفترات التى يأتون فيها ويتحملون المسئولية، لم يكن انتقادا واعتراضا من أجل الاعتراض، بل وفقا لرؤية وأسباب منطقية.. اقول هذا بعدما تعالت أصوات فى الفترات الماضية لطرح تساؤلات استنكارية واهية حول فشل حكومة المهندس إبراهيم محلب والرئيس عبد الفتاح السيسى فى حل المشكلات الأساسية، دون النظر إلى ما تم إنجازه أو إلى المسار الذى تتخذه الإدارة الحالية فى مصر للنهوض بالدولة فى أكثر من محور رغم مرور فقط أقل من شهرين على وجود المشير فى الحكم.
لقد احتاج الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى ثلاث سنوات من أجل إعادة بناء الجبهتين الداخلية والخارجية، فى وقت كانت مصر تعانى فيه من الاحتلال الإسرائيلى لأراضيها واقتصاد متردٍ ووضع اجتماعى بائس، ولا أرى فى الوضع الحالى الذى تعيشه البلاد أى اختلاف عن العام 71 فالأزمات الاقتصادية تضرب البلاد منذ ثلاث سنوات، فى ظل غياب الأمن وإغلاق آلاف المصانع وهروب المستثمرين وتراجع السياحة، نتيجة للمناخ السياسى والاجتماعى الذى عشناه ولا نزال نعانى تبعاته حتى اللحظة منذ يناير 2011.
إن الضرورة تحتم علينا جميعا إعلاء صوت العقل والمنطق فى النظر إلى الوضع الحالى دون شعارات رنانة أو مزايدات رخيصة لا طائل منها ولن تفيد المواطنين ولا الدولة فى شىء.. للأسف كل من يزايد الآن هو عدو للوطن ولخارطة الطريق، التى حققنا منها عدة استحقاقات ولا يزال أمامنا الكثير..
لا أرى فى الرئيس السيسى من خلال متابعتى للأنشطة التى يقوم بها ورؤيته للأمور ومبدأ المصارحة المتبع مع الشعب إلا رجل دولة يدرك خطورة ما نعانيه داخليا من أزمات يسعى للتقليل منها ووضع الخطط الاستراتيجية المدروسة والمحكمة زمنيا لتنفيذها، وبين مخاطر خارجية هدفها توريط الجيش والدولة فى صراعات إقليمية غرضها الأساسى تشتيت الانتباه عن المشروع القومى الراهن لخدمة مصالح عدو أو أعداء فى الجوار..
اصبروا وصابروا.. لم تمر سوى أيام معدودات لمسنا فيها أداءا نشطا من الوزراء عكس ما كان يحدث فى السابق، ورقابة دورية شبه يومية لضبط الشارع والأسعار أعادت إلى أذهاننا هيبة الدولة ورقابتها.. أيام قليلة رأينا فيها رئيسا وطنيا نشطا يضع الفقراء نصب عينيه ويملك مشروعات طموحة لن تتحقق إلا بتكاتفنا ونبذ الخلافات والمزايدات.. مصر على الطريق الصحيح.