قالت صحيفة الديلى تليجراف، إن مبادرة التهدئة والوقف الفورى لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل يؤكد أن مصر تمثل وسيطاً محايداً بين إسرائيل وحماس، وأن القاهرة لعبت دورا قيما فى مثل هذه الظروف من قبل.
ووصفت الصحيفة القاهرة بأنها لا تزال المفتاح لنجاح الوساطة لوقف إطلاق النار.
وأضافت فى تقريرها، إن التهدئة ووقف إطلاق النار المتبادل مع إسرائيل ربما لا يناسب الحركة الإسلامية المتشددة "حماس"، التى تسيطر على قطاع غزة، فى الوقت الحالى.
وفى الإطار ذاته تشير الديلى تليجراف إلى أن قطر حريصة على الاستفادة من الصراع القائم بين إسرائيل وحماس، لإنقاذ صورتها الإقليمية، التى ساءت بسبب دعمها الثابت لجماعة الإخوان المسلمين، وأن الدوحة تهدف للتوسط بين الطرفين، لكنها لا تزال منبوذة من قبل مصر وغالبية دول الخليج، حسب وصف الصحيفة، وعلاوة على ذلك، فإن قطر تعتبر طرفا متحيزا لحماس وليس من المرجح أن تلقى مبادرتها دعما من الجهات الفاعلة الأخرى، والأهم من ذلك من الرئيس عباس.
وتضيف الصحيفة أن استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل يعطى صورة بأن حماس تتصدى للأعداء، فى تناقص صارخ مع منافسه وشريكه الأساسى المتمثل فى السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذى فشل فى التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وعلى هذا النحو فإنه من مصلحة حماس أن تصر على نيل مكاسب قوية كثمن لوقف إطلاق النار.
وأوضحت الصحيفة فى تعليق على المحاولات المصرية الأمريكية لعقد هدنة بين الطرفين، أنه قبيل اشتعال الصراع كانت حماس فى أدنى مستويات شعبيتها، فى ظل انهيار الاقتصاد وتراجع النفوذ السياسى لها، لافتة إلى أن الصراع ساعد على تغيير الأوضاع بشكل ما، وكلما طالت مدة القتال مع إسرائيل، كلما نالت الحركة الإسلامية تعاطفا من الشارع الفلسطينى. بينما ستواجه إسرائيل إدانة دولية جراء قتل المدنيين الفلسطينيين.
ومع ذلك فإن هذه الموافقة على مثل هذه الشروط يمثل إعلان هزيمة بالنسبة لإسرائيل، لأن هذا يعنى مكافأة حماس على ترويع السكان الإسرائيليين بالصواريخ.