كشفت صحيفة «غارديان» البريطانية، اليوم، أن مسؤولي الدفاع البريطانيين يضعون على مضض خططاً للمشاركة في مواجهة محتملة تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران بسبب أسلحتها النووية.
وقالت الصحيفة إن هذا التحرّك جاء بعد إبلاغ مجلس الأمن القومي، التابع للحكومة البريطانية، أن هناك احتمالاً يراوح مقداره بين 25 إلى 50% بأن الجدل النووي مع إيران يمكن أن يؤدي إلى وقوع مجابهة عسكرية، مضيفةً إن تقويم مخاطر الموقف من قبل وزارة الخارجية البريطانية وجهاز الأمن الخارجي البريطاني «إم آي 6» يعكس حالة القلق التي تنتاب الحكومة البريطانية بشأن احتمال قوع هجوم من قبل إسرائيل، جراء مخاوفها منذ فترة طويلة من طموحات إيران لامتلاك أسلحة نووية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد أجرى مباحثات مع نظيره البريطاني، وليام هيغ، تناولت إيران إلى جانب مواضيع أخرى، خلال الزيارة التي قام بها إلى لندن على مدى يومين.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال ديفيد ريتشاردز، يعمل على تنقيح وتحديث مجموعة من خطط الطوارئ لأي تدخل بريطاني محتمل، سواء قبل أو بعد وقوع مواجهة عسكرية مع إيران، على الرغم من أن كبار الضباط ومسؤولي الدفاع البريطانيين يعترفون سراً بأنه ليس لديهم شهية للمشاركة في أي حملة عسكرية جديدة، ويعتقدون أنه يمكن تجنّبها، لكنهم على بيّنة من الحقائق السياسية.
وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أن مصدراً، لم تكشف عن هويته، أكد أن من الصعب تخيّل أن يرفض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إذا أرادت أميركا المساعدة البريطانية، مشيرةً إلى أن وزراء الحكومة البريطانية أُبلغوا أن الولايات المتحدة تقوم بتخزين الوقود وغيره من المعدات الدفاعية في قواعدها في الخليج في إطار عملية حشد سرية لمدة تصل إلى عام، غير أن المملكة المتحدة تعدّ ذلك فرضية لا مؤشراً لاحتمال وقوع حرب مع إيران.
وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة ضغطت على بريطانيا لنشر كاسحات ألغام حول مضيق هرمز، بعدما هددت إيران بإغلاقه، موضحةً أن مسؤولي الدفاع البريطانيين اعتمدوا أيضاً خططاً لتأمين حماية إضافية للقوات البريطانية في أفغانستان، ويتوقعون أن تشن إيران هجمات ضدها وضد السفن البريطانية في الخليج إذا ما شاركت بلادهم في أي عمل عسكري يستهدفها.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قد كشفت، أمس، أن وزراء بريطانيين يناقشون الطرق التي سترد بها بلادهم في حال وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران في وقت لاحق من هذا العام، مضيفةً إنهم ما زالوا يأملون أن تتمكن الدبلوماسية من منع طهران من تطوير سلاح نووي وإقناع إسرائيل بعدم تنفيذ تهديدها بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مع انطلاق جولة المحادثات الجديدة في بغداد بين القوى الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي.
وأكدت الهيئة أن مناقشات الوزراء البريطانيين لا تقتصر فقط على احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران، لكنها تغطي أيضاً الدور الذي يمكن أن تؤديه المملكة المتحدة فيها، وما إذا كان ذلك قانونياً، مشيرةً إلى أن مجلس الأمن القومي في الحكومة البريطانية ناقش قبل أيام أيضاً السيناريوهات المحتملة إذا باءت جولة المفاوضات الجديدة في بغداد بالفشل، ونفّذت إسرائيل تهديداتها بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
رد مع اقتباس