لا شك أن العدل والعدالة مبتغى أى ثورة من الثورات التى قامت فى العالم حتى وإن بدت صعبة لتنفيذها فى الحال، لكن إن طال على الناس الأمد لا مانع لديهم من بذل المزيد من التضحيات وتكرار ثورتهم طالما لم تتحقق العدالة ولم يروا نور العدل ينير لهم ظلم الأوضاع الاجتماعية المجحفة التى يعانون منها من قبل ومن بعد هذه الثورة.
فبات من الضرورى بعد أن استفاد من الثورة بعض من النخبة السياسية وغيرها، وطبعًا المستفيد الأكبر من الثورة هم فئة الموظفين بكل صورهم، فقد زادت مرتباتهم ومعظمهم بلا عمل لذلك فهم خبراء فى الإضرابات والاعتصامات مدفوعة الأجر من قوت هذا الشعب الذى يدفع الثمن وحده وخصوصا المهمشين منه.
الجميع استفاد من قيام الثورة خصوصًا أصحاب الدخول الدورية وقل ما يطلب منهم من عمل وزاد الحمل ثقلا على كاهل المواطن المطحون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات وبطالة غير طبيعية وعدالة بطئية بطء غير عادى وهى محل حديثنا فى هذا المقال .
لذلك أناشد كلا من القضاء الإدارى والقضاء العادى والمحكمة الدستورية العليا .. أرجوكم الاهتمام بهذا الشعب الذى أصبح يشعر بأن عليه وحده أن يقيم العدل وأن يفكر جديًا بالقصاص لحقه من الجميع، واعلم أن هناك الكثير من المعوقات فى التشريعات الحالية تساهم فى بطء التقاضى فى مصر ولكن الدستور الجديد خصوصًا فى المادة 97 منه تتحدث (على أن تعمل الدولة على سرعة الفصل فى القضايا)، وأنتم تعلمون أين الثغرات وما تحتاجه العدالة لسرعة الوصول إليها ويمكنكم الآن والآن فقط أن تنبهوا رئيس الجمهورية لهذه التشريعات وتتصدوا لهذه المعوقات لمصلحة هذا الشعب المقهور بالظلم باسم القانون، ولا تقولوا لى أننا لسنا مشرعين ولا نتدخل فى أعمال سلطة أخرى لأننى لن أقتنع !
لماذا ؟ لأنى شاهدت مدى حماستكم كسلطة قضائية عندما حاول البعض عن طريق التشريع المساس بحقوقكم ونحن ساندناكم فى حماية هذا الحق ..لكن من يتحمس منكم لحماية حق هذا الشعب لمساعدة رئيس الجمهورية لأرشاده للثغرات التشريعية التى تعيق العدل والعدالة كلا فى مجاله لكى يشفى صدر الشعب ويرى العدل سريع وتشريعات قوية بلا ثغرات، لكى يرى الشعب المصرى قضاة مصر العظام وقد تصدوا فى مرحلة انتقالية هامة فى حياة الدولة المصرية لكل التشريعات المعيبة يدا بيد مع رئيس الجمهورية المحترم المستشار عدلى منصور .
يا قضاة مصر أنتم ورئيس الجمهورية مسئولون عن العدل والعدالة وسرعة الفصل فى القضايا وليس لكم أى عذر، لأنكم بحكم مهنتكم الجليلة تعلمون مواطن الضعف والقوة فى كل تشريع والثغرات القانونية.. رئيس الجمهورية واحد منكم ساعدوه على جعل هذا الدستور محترم بحق وليس مجرد حبر على ورق.. والله الموفق .