قلت من قبل أننى من أشد المؤيدين لثورتى 25 يناير و30 يونيو ضد نظامى حسنى مبارك ومحمد مرسى .. وأرى أن ما قام به الشعب بالتعاون مع الجيش فى كليهما ثورة شعبية عظيمة ضد الديكتاتورية والظلم والإقصاء السياسى ..الخ .. ومن المؤكد أن المشير عبدالفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع كان له دور كبير فى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بمحمد مرسى وجماعة الإخوان من السلطة .. ومع ذلك قلت فى نفس هذا المكان من قبل أننى أرفض ترشح السيسى للرئاسة لأنه لو ظل فى منصبه أو حتى لو تم ابعاده عنه لظل بطلاً شعبيا فى عيون الغالبية العظمى من المصريين ..ولكن وبما أن السيسى قرر خوض انتخابات الرئاسة القادمة بناء على طلب الغالبية من الشعب – كما أعلن هو وأنصاره – فلنتعامل مع الأمر على أنه اصبح أمرا واقعا خاصة أن فرص فوزه فى انتخابات الرئاسة كبير للغاية . فى السطور القادمة نستعرض أهم الأخطاء أو بمعنى آخرالخطايا التى وقع فيها السيسى خلال الفترة الماضية لعلها تكون دافعا له لعدم الوقوع فيها مرة آخرى وليستفد من أخطائه لأنه لو أصبح رئيسا سوف يتسبب تكرار مثل هذه الأخطاء أو التراجع فى القرارا ت فى كوارث لا حصر لها لمصر وشعبها . - الخطأ الأول الذى وقع فيه السيسى هو تراجعه عن قراراه الذى أعلنه عقب ثورة 30 يونيو بالترشح للرئاسة حتى لا يقال أن ماحدث هو انقلاب عسكرى هدفه الإستيلاء على السطة فى مصر ..وهو الأمر الذى أدى إلى ترديد المنتمين لجماعة الإخوان وحليفاتها والمتعاطفين معها أن ترشح السيسى للرئاسة أكد أن ما حذر هو منه قد اصبح أمراً مؤكدا . - من بين الأخطاء التى وقعت تحت سمع وبصر السيسى الإجتماع الذى عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة للإعلان عن ترحيبه بترشح المشير للرئاسة بناء على طلب الغالبية العظمى من الشعب ..وهذا خطأ جسيم ولا يغتفر لأنه أقحم الجيش فى الحياة السياسية ..وكان الأولى بالمشير أن يقدم استقالته من منصبه أولاً ثم يعلن ترشحه للرئاسة دون أدنى تدخل من المجلس العسكرى والذى لم تفلح محاولته – أى المجلس العسكرى – منذ أيام قليلة لتصحيح موقفه عندما اصدر بيانا أكد فيه أن ترشح السيسى للرئاسة أمر يخصه .. وكان الأولى بالمجلس أن يكون ذلك هو موقفه منذ البداية دون أى تدخل من جانبه من قريب أو بعيد فى موضوع الترشح للرئاسة . - أعتقد أن السيسى أخطأ عندما فاجىء الكثيرين باستمراره فى حكومة ابراهيم محلب التى أدت اليمين الدستورية منذ أيام ..حيث كان الكثيرون يتوقعون أن يقدم المشير استقالته من منصبه استعدادا لإعلان ترشحه للرئاسة وهو ما لم يحدث واستمر فى موقعه ليتأخر الإعلان عن فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية (الذى كان مقررا رسميا ووفقا للدستور الجديد يوم 18 فبراير الماضى - انتظارا ل (تعطف ) السيسى بإعلان قراره النهائى فيما يتعلق بالترشح للرئاسة . - اذا كان السيسى قد تردد طوال الفترة الماضية فى اتخاذ قراره بالترشح للرئاسة .. فلماذا كان القرار الذى جاء مخالفا لما نصت عليه بنود خريطة الطريق التى أعلنها هو بنفسه يوم 3 يوليو الماضى والتى نصت على إجراء الإنتخابات البرلمانية قبل الرئاسية و فوجئنا بتبريرات من جانب سياسيين ومسئولين وشخصيات عامة تؤكد أهمية اجراء الإنتخابات الرئاسية أولا نظرا لحاجة البلاد إلى (ظبط وربط ) لإنهاء حالة الصراعات الدامية فى مصر, ورغم الموافقة على مخالفة خريطة الطريق إلا أن قرار السيسى بالترشح تأخر بدرجة استفزت وأثارت استياء الرأى العام لأنه وضح للجميع أن مصر ومصيرها أصبح مرتبطا ومرهونا ب (مزاج ) المشير . - من بين الأمور المثيرة للدهشة أن السيسى إذا كانت لديه النية منذ البداية للترشح للرئاسة فلماذا سمح بقيام حملات داعمة لترشيحه وظهر قادتها فى الفضائيات ووسائل الإعلام المصرية والعربية يطلقون التصريحات وكأنهم متحدثون رسميون باسمه .. وأيضا عندما اتخذ قراره بالترشح لماذا لم يكلف خاطره بتكليف أى جهة رسمية بالبحث والتحرى عن قادة تلك الحملات المشبوهة التى لا يستهدف معظم قادتها سوى تحقيق مكاسب سياسية ومادية من وراء تلك الحملات ..وما زلت أؤكد أنه فى حالة القيام بعمل التحريات اللازمة عن قيادات تلك الحملات سوف يتم الكشف عن (بلاوى سودة ) وسوف يتأكد السيسى وقتها أنه أخطأ كثيرا عندما التزم الصمت تجاه استمرار تلك الحملات .
ا