تعرض الفريق سامي عنان لحملة تشويه "عاتية " من خلايا الإمارات "الزاعقة" في الإعلامي "الفلولي" المصري. البعض اعتقد أن الحملة، كانت لصالح الفريق "السيسي".. ولم يدرك بأنها كانت لصالح مرشح الإمارات للرئاسة "أحمد شفيق". اختفى عنان فترة، وتردد بأنه تلقى "أوامر" بالجلوس في بيته، وأشاع الإعلام الإماراتي في مصر، بأن أجهزة أمنية مصرية، هي من "أمرته" بذلك.. ليبدو المشهد بوصفه صراعات على السلطة بين جنرالات الجيش في الداخل.. في سياق تلاعب إعلامي، يستهدف إخفاء "اللاعب" الإماراتي الذي يرتع في إعلام الثورة المضادة. بعدها تحدث الفريق السيسي، بإجلال عن المشير طنطاوي وبالتبعية عن رئيس أركانه الفريق سامي عنان، في لافتة، فُهم منها بأن الأخير، في بؤرة الاستهداف من قوى أخرى ـ غير الجيش ـ تريد إزاحته من طريقها. السيسي في قلب السلطة، ويملك كل أدوات القوة، ومسنود بظهير شعبي، لا يزال متوهجا، رغم الانكسارات التي تلت قرار عزل مرسي يوم 3يوليو.. بينما شفيق "هارب" خارج البلاد.. وعنان على "المعاش".. فممن يخاف الفريق عبد الفتاح السيسي؟! معركة "شفيق" و"عنان" تجري بعيدا عن ملعب "السيسي".. مع الفارق كبير بين الثلاثة على صعيد "الحائط" الذي يستند كل منهم إليه. فالإمارات تلعب على "المكشوف" لصالح شفيق.. فيما يظل الغموض وعدم الوضوح يكتنف الإجابة على سؤال "السند" الذي يعتمد عليه "عنان" في مواجهة رجل الجيش القوي عبد الفتاح السيسي.. وإن كانت مؤشرات، تلقي بظلالها صوب القوى المؤيدة لـ"عنان" إقليميا.. فإن بعض القوى النفطية الخليجية، مستاءة من "السيسي" بسبب موقفه من سوريا.. حيث تعتبره قد أجهض كل جهودها للإطاحة ببشار الأسد.. وبالتالي فهي ترى في "عنان" خيارا مفضلا عن السيسي، خاصة وأنها ـ أي تلك القوى ـ في صراع إقليمي حاد على مناطق النفوذ التقليدية لها في العراق واليمن وسوريا ولبنان.. وانتقلت أخيرا إلى صراع على نفوذها في مصر.. بعضها يؤيد "شفيق".. والبعض الآخر المنافس يؤيد "عنان". أمريكيا.. فإن "عنان" هو أكثر جنرالات الجيش، الذي عايش الأمريكيين.. وبات بالنسبة لهم كتابا مفتوحا.. وهم بالنسبة له القوى العظمي الذي استمتع بدفء صدقاته مع جنرالاتها بحكم أنه الوحيد الذي شغل منصب رئيس الأركان، لفترة طويلة جدا لم يناظره فيها أحد آخر. غير أن الفريق السيسي، الذي يمثل مركز ثقل القوة في مصر، يتمتع بميزة أهم، وهي أنه ـ سواء اختلفت أو اتفقت معه ـ جاء على بعد شعبي، بمعنى أنه يمثل مشروعا لـ"زعيم شعبي".. وهي الميزة التي تعطيه مساحة من الاستقلالية، والتي ستنعكس حتما على استقلالية القرار الوطني.. وهي الميزة التي تقض مضاجع الخليج والأمريكيين معا. السيسي ـ إذن ـ مرفوض خليجيا وأمريكيا.. ويعتمد فقط على الشرعية الشعبية التي أضيفت إلى رصيده بشكل طاغ بعد أحداث 30 يونيو 2013.. ولعل ذلك ما يجعله الأوفر حظا للفوز بمنصب رئيس الجمهورية.