كشف مقربون من الرئيس الأسبق حسنى مبارك أنه تابع عمليات الاستفتاء على الدستور من خلال شاشات التلفاز، وتحدث مع المقربين له عن الطوابير التى امتدت خارج اللجان فى بعض الأماكن لعدة أمتار، وإصرار المواطنين على الأدلاء بأصواتهم، ومشهد الزغاريد ورقص السيدات واصطحاب الأطفال، مؤكدا أن الشعب المصرى لديه إصرار، وخرج للتأكيد على ثورة 30 يونيو، بالإضافة إلى رغبة هذا الشعب أن تسير الأمور فى البلاد، ويتحرك الاقتصاد.
وأفاد المقربون أن مبارك شاهد طوابير السيدات فى شاشات التلفاز، وقال للمقربين له مبستماً: "فعلا الست المصرية بمليون راجل"، وتحدث عن طبيعة المصريين، وتكوينهم الفكرى، كما تحدث عما اعتبره مبارك "الغباء السياسى لجماعة الإخوان الإرهابية"، من خلال سلسلة التفجيرات والأعمال الإرهابية التى ارتكبتها الجماعة، بغرض تعطيل سير الاستفتاء على الدستور، مؤكدًا لمرافقيه أن هذه الأعمال سوف تزيد من نسبة التصويت على الدستور، لأن المصريين لديهم إصرار، ويواجهون عنف الجماعة بالخروج والزحف نحو صناديق الاقتراع.
وأوضح للمقربين له أن خروج المصريين، وبهذه الأعداد الكبيرة التى ملأت الشوارع، واكتظت أمام اللجان، وشاهدها العالم كله، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية قضت على فكرة جماعة الإخوان نهائيا، وأكدت الرفض الشعبى لهذه الجماعة من خلال هذا المشهد الكبير الذى ظهر فى الاستفتاء على الدستور، متوقعًا أن تكون هذه الموقعة هى نقطة النهاية فى تاريخ الجماعة التى أسسها حسن البنا سنة 1928.
وقال "مبارك" لمرافقيه إنه كان يريد التصويت على الاستفتاء على الدستور، خاصة أن لديه الحق القانونى فى ذلك، وطلب من فريق دفاعه القانونى أن يتقدموا بطلب رسمى للجهات المعنية حتى يتمكن من الإدلاء بصوته، إلا أنه لم يتلق ردًا فى هذا الشأن، وبالرغم من انتهاء مدة التصويت وعدم مشاركته، إلا أنه أبدى سعادته بنتائج الاستفتاء التى جاءت فوق ما كان يتخيله البعض، حيث إن معظم الذين خرجوا للتصويت قالوا "نعم" مقابل القليلين الذين صوتوا بـ"لا".
كما أبدى مبارك سعادته بما قاله فى حقه الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة التحرير، أن مبارك كان رجلًا وطنيًا من الطراز الأول، وإصراره على الذهاب لمبارك لمصافحته عقب الانتهاء من الشهادة، بالرغم من إمكانية خروجه دون أن يلتقى مبارك.
وكان المحامى المعروف فريد الديب، أكد فى تصريحات لـ "اليوم السابع" أنه أرسل خطاباً جديداً للجنة العليا للانتخابات لطلب إرسال لجنة خاصة إليه فى مستشفى القوات المسلحة للتصويت فى الاستفتاء على الدستور، نظراً لسوء حالته الصحية، ورغبته الشديدة فى التصويت بـ"نعم" على الدستور، فى حين لم تصدر اللجنة العليا للانتخابات قراراً بالرفض أو القبول.
وأوضح الديب، أن سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق لم تتمكن من الذهاب إلى لجنتها الانتخابية للإدلاء بصوتها، نظراً لإقامتها الدائمة مع زوجها بالمستشفى.