روت الشيماء عن والدها المعزول أن آخر ما قاله ليلة عزله: «يجب أن تعلموا ويعلم الناس أنى ما خنت الله فيكم أبدًا، وأنى فعلت ما بوسعى حتى أجنّب هذا الشعب الدماء والأهوال، وما فعلت ما فعلته إلا عذرًا إلى الله تعالى حتى إذا لقيته لا ألاقيه ويدى ملوثة بدم مصرى واحد، وإذا سألنى فيما حملنى من مسؤولية الناس أعذر إليه أنى ما ألقيت الراية من يدى حتى ولو دفعت حياتى الثمن.. لقد حاولنا جاهدين أن نجنبكم هذا الصراع وإراقة الدماء».
والله العظيم ثلاثة يا شيماء لو كان أبوكى مرسى يعرف يقول هذا الكلام لما سقط من حالق، كل هذا العقل، كل هذه الحكمة، كان مخبيها فين، فين قاموس القرد والقرداتى؟ ما شاء الله فصيح العياط.
معلوم السيد الوالد لم يكمل تعليمه اللغوى، هرب من مدرسة التربية الفكرية وهو صغير، ولايزال يعانى مشكلة لغوية عويصة ناجمة عن تربيته الغلط فى الحارة المزنوقة، أبوكى يا شيماء يا بنتى عاش حياته معذبا يعانى رهاب الأماكن الضيقة والأصابع اللى بتلعب.
نصيحة لشيماء وأخواتها، أبوكى، وهذا ليس عيبا تتدارون منه، لا ينفع تار ولا مزمار، لا ينفع مانديلا ولا عمر المختار، ولا تجوز العنعنة عنه لأنه أبعد ما يكون عن الصحابة الأبرار، عملية تصنيع مناضل من الفاشل جد فاشلة، والدك للأسف جاسوس برخصة (بقضية)، مرسى ليس بطلا فى السجن، أبوكى طِفس فى الأكل.. حتى اسألى عمك هشام جنينة.
أرجو من أسرة العياط وأم أيمن أن يترفقوا بالوالد قليلا، فلترووا عنه قدر عقله، صعب مرسى يقول: «ما ألقيت الراية من يدى حتى ولو دفعت حياتى الثمن»، أبوكى عمره ما شاف راية إلا فى فيلم «الشيماء»، وكان معجبا جدا بملابس سميرة أحمد، هو سماكِ الشيماء تيمنا، وأول مرة يشوف بيرق كان بيرق مقدمة السيارة الرئاسية، وطلب تغييره إلى اللون (الفحلوئى) لأنه يكره ألوان علم مصر، أصدقك لو أبوكى قال: «إنى ما ألقيت (البطة المشوية) من يدى حتى ولو دفعت حياتى الثمن»، أبوكى همّه على بطنه.
عجبا عملية سرية تجرى فى معامل كونية لتحويل سجين برج العرب إلى سجين زندا، والعبيط إلى مانديلا، والمسخ إلى بطل، والخائن إلى قديس، والجاسوس إلى مجاهد، ومن جزار الاتحادية إلى شهيد الحرية، محاولات كلها فاشلة، وآخرها فشل عملية اغتياله الوهمية، من ذا الذى يغتال هذا العبيط، حراس السجن يرثون لحاله، ويمصمصون الشفايف ويعصرون الليمون، مرسى بطل فيلم «جعلونى رئيسا.. ثم عزلونى...»!