من الذى يحرك الناس ويحرضهم على الالتفاف حول الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ومن الذى يمتلك تلك القدرة الهائلة على الحشد فى المؤتمرات الجماهيرية وفى الميادين لمطالبته بالانصياع لإرادة الشعب والترشح للرئاسة؟
أعتقد أن الحب فقط هو الذى يستطيع فعل ذلك، نعم إنه الحب ولا شىء سواه القادر على تحقيق تلك الأفعال التى تفوق فى قدرتها طاقة البشر.. فالحب ولا شىء غيره هو الذى حرك الملايين من قبل وأنزلهم إلى الشوارع والميادين فى ثورة 30 يونيه لقوله لا للظلم ولا للإرهاب باسم الدين.
حب الجماهير للفريق السيسى وثقتهم المطلقة فى نواياه المخلصة تجاه الوطن هى الدافع الأول والأخير للخروج يومياً فى جميع ربوع مصر لمطالبته بأن "يكمل جميله" ويرشح نفسه رئيساً لمصر لأنهم يرونه الشخص الوحيد على الساحة الآن الذى يحظى بجماهيرية كبيرة لما يتمتع به من صفات الزعامة الحقيقية التى نحن فى أشد الحاجة إليها الآن.
فليس جديداً علينا أن نرى تلك الأعداد الحاشدة التى امتلأ بها المؤتمر الجماهيرى الذى نظمه الإعلامى محمد فودة يوم الجمعة الماضى فى مدينة زفتى بمحافظة الغربية، فالمؤتمر الذى نقلته على الهواء مباشرة قناة "أون تى فى" و"المحور" و"سى بى سى " كان قد اكتظ بالجماهير التى ربما تزيد على ٢٠ ألف مواطن من مختلف الأعمار، جاءوا تلبية للدعوة التى أطلقها فى مؤتمره الجماهيرى للمشاركة بكلمة "نعم" فى الإستفتاء على الدستور، لأن "نعم" بالنسبة للبسطاء فى جميع أنحاء مصر تعنى "نعم" لثورة ٣٠ يونيه، و" نعم" للفريق السيسى رئيساً لمصر.
لقد حرك الإعلامى محمد فودة من خلال مؤتمره الجماهيرى الحاشد مشاعر البسطاء الذين جاءت هتافاتهم التلقائية نابعة من قلوبهم تأييداً للدستور وللفريق السيسى ومطالبته بأن يكمل مشواره معهم، هذا المشوار الذى كانت بدايته يوم ٣٠ يونيه الذى هو بمثابة مرحلة فاصلة فى عمر الوطن.
لقد عبر أهالى مدينة زفتى عما يدور فى كل شبر من أرض مصر، فمطالبة الفريق السيسى للترشح للرئاسة لم تعد مجرد فكرة أطلقها "ائتلاف" أو"حملة شعبية" وإنما تحولت هذه المسألة إلى مشروع قومى كنا فى حاجة إليه منذ زمن.. مشروع أعاد إلى الشعب ثقته فى نفسه وأصبح بحق هو المصدر الرئيسى للسلطات وهو الغاية والوسيلة فى نفس الوقت.
إننا الآن فى أشد الحاجة إلى المزيد والمزيد من اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الشعبية على غرار مؤتمر زفتى لنؤكد للعالم أن ما يجرى من حوادث عنف من أنصار الإرهابية بين الحين والآخر وفى أنحاء متفرقة على أرض مصر ما هى إلا فقاعات فى الهواء سرعان ما تنتهى وتصبح هى والعدم سواء فهى فى حقيقة الأمر مجرد ذوبعة فى فنجان، فبلد فى حجم ومكانة مصر لم ولن تتأثر بتلك الأفعال المرفوضة التى تركتبها "الجماعة الإرهابية" فى حق المجتمع ككل فتلك الحوادث من فرط وقاحتها و"سفالتها" أصبحت تشبه إلى حد كبير "الأفعال الفاضحة" التى يرتكبها البعض على الملأ وكأنهم رفعوا عن وجوههم برقع الحياء فصاروا يعبثون بكل شىء من أجل وهم اخترعوه وأطلقوا عليه اسم " الشرعية " متناسين أن الشرعية الحقيقية هى التى صنعتها تلك الملايين التى امتلأت بها الشوارع والميادين فى جميع محافظات مصر يوم ٣٠ يونيه.
واللافت للنظر أن هذه المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية التى أتحدث عنها والتى كان آخرها مؤتمر الإعلامى محمد فوده فى زفتى لم تسلم من النقد والهجوم فيختلق البعض قصصاً وهمية حولها ويطلقون الشائعات لتشويهها وكأنه قد ارتكب جريمة حين أسهم هذا المؤتمر إلى حد كبير فى تفجير طاقات الحب الهائلة التى "تعشش" بين ضلوع الجماهير تجاه الفريق السيسى، فسمعنا- عبر شاشات الفضائيات- الهتافات التى خرجت من القلوب قبل أن تنطق بها الألسن وشاهدنا صور الحب التى ارتسمت فوق الوجوه "الطيبة" بدون تكلف أو زيف أو خداع.
نحن بالفعل فى حاجة إلى المزيد من تلك المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة وليذهب أعداء النجاح، وأعداء السيسى، وأعداء ثورة ٣٠ يونيه إلى الجحيم، فالشعب قد أخرج المارد من "القمقم" وكسر القيود التى كبلته لسنوات وسنوات وأقسم على أن يكمل مشوار الوطنية الحقيقية مع الزعيم والقائد الذى أحبه والتف حوله، لأنه بالنسبة لهم هو الزعيم الذى طال انتظاره.