فى البداية أود أن أوضح أننى لا أخضع لأى ابتزاز سياسى ولا تعنينى أى مزايدات وكل ما يهمنى هو مصلحة الوطن، وأنوه أن الشعب المصرى أبدع فى ثورته المجيدة بداية من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 وأعطى درسا للعالم أجمع فى قدرته على تحديد مصيره وكونى أحد المتمردين الذين تصدروا مشهدا كان من الممكن أن يودى بحياتنا وانحازت لنا كشعب قواتنا المسلحة، وبعد أن رأيت أن المصلحة العليا للبلاد تقتضى أن أكتب رسالتى هذه فتوكلت على الله.
رسالتى للفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان، والفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى، والفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية، والفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية.. اعلموا جميعا أن مجرد الحديث عن حاجة المؤسسة العسكرية لشخص الفريق السيسى يعد إهانة للمؤسسة بأكملها لأن المؤسسة التى خرج منها الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات هى من تصنع قادتها من أبنائها وليس العكس، ومن بينكم الكثير من القيادات الحكيمة قادرة على قيادة المؤسسة فى كل المراحل.
كلمة أعلنها قبل أن ينزل الملايين ليعلنوا تفويضهم الثانى لشخص الفريق السيسى ليكون قائدا لجمهورية مصر العربية وليس لجيشها فقط، فالجيش جزء من الدولة وليس كل الدولة، وكونك قائدا وزعيما لمصر تستطيع أن تحافظ على الدولة وجيشها كجزء أساسى منها.
سيادة الفريق.. لا تستسلم لما يريده الغرب وإخوانهم وهو نشر شائعات تؤكد أن الجيش بدون السيسى قد يصيبه مكروه.
وقبل أن أعرف نتيجة الاستفتاء لا بد أن تثق فى هذه الكلمات «أنت لم تكن جزءا من إرادة الشعب فى 30 يونيو فأنت جسدت كل إرادة الشعب المصرى، بعد أن اعتقد أنه فقد الوطن» كنت صمام الأمان لعودة الوطن فى أحضان الشعب.
فالجميع يعلم أن التاريخ سيقف كثيرا أمام دورك البارز تنفيذا لإرادة الشعب المصرى فى 30 يونيو، ولكن اعلم جيدا يا سيادة الفريق أن التاريخ سيحاسبك إذا حدث أى خلل فيما بعد هذه المرحلة، فالعالم أجمع يراقب ما يحدث فى مصر وأنت تعلم كم من الأعداء متربصا بنا.
كنت وما زلت أرى أن المصريين يصنعون مفهوما جديدا فى الحياة السياسية سيقف العالم أجمع أمامه، وعليك أن تبادر بشخصك كمصرى أصيل وتقدم نموذجا جديدا فى مفهوم القيادة، وأنا على يقين أن التاريخ سيسطر تجربة المصريين التى ستدرس قريبا فى كل أنحاء العالم شاء من شاء وأبى من أبى.
نحن لا نطلب ديكتاتورا «فالديكتاتور تم حبسه ووضع رهن الإقامة الجبرية» ولا نطلب إمعة «فهذا الإمعة محبوس فى برج العرب» ولكن نطلب ملهما لشعب رضع الكرامة ففاضت منه نطلب قائدا لدولة تاريخية اسمها مصر ما زال عدوها عبر التاريخ هو الكيان الصهيونى فى الخارج وإخوانهم فى الداخل، نطلب زعيما للأمة العربية.
يا سيادة الفريق.. نحن لا نطمح سوى أن تحمى مصر من مجموعات مات بداخلها معنى الانتماء ولا يعرفون معنى كلمة وطن.
نطمح أن تكون معبرا عن جيل تحرر، وأثبت أنه يستحق القيادة فحين اخترت متحدثا عسكريا شابا هو العقيد أحمد محمد على كان حسن الاختيار كعنوان للشباب الذى لديه الخبرة والوعى، لذلك نريدك رئيسا بفكرك المستنير الذى يؤكد أنك تحسن الاختيار والانتقاء، فالمرحلة التى تمر بها البلاد لا تتحمل أن تكون حقل تجارب.
نريدك مدنيا فى الصفة عسكريا فى الالتزام والانضباط، فأنت تعلم أن مصرنا الحبيبة أضيرت كثيرا من جهلاء فى حين ومن عملاء فى حين آخر، وعليك أن تحمى إرادة شعب وثق فى شخصك وحسن قيادتك.
نطمح فى وطننا الغالى بقيادة حكيمة وحاسمة فى الأزمات، فوجودك على رأس مؤسسة الرئاسة يصنع مزيدا من التناغم بين مؤسسات الدولة بأكملها ويزيل أى احتقان كان أو محتملا بين هذه المؤسسات.
كل ما نطلبه هو نظرة بانورامية على شعب بأكمله يرى الأمل فى وجودك قائدا لمصر، وإن كان الشعب المصرى «نور عينيك» كما ذكرت فى كلمتك يوم السادس من أكتوبر 2013 فعليك أن تلبى نداءهم.
لديك رؤية وطموح ولابد أن تكون لديك عزيمة متجددة ودائمة ونحن نرى ذلك فيك.
فالأوطان دائما تبحث عن البطل والقائد وهو ما نراه فى شخصك وإن كان منصب وزير الدفاع هو صمام الأمان للجيش والشعب فنحن على علم أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
نعم اخلع بدلتك رسميا ولكن ارتدها يوميا لتحقق طموح شعب يحب جيشه