يوما بعد يوم يفقد الإخوان ما كان فى يدهم من أوراق. وأتمنى ألا يكون السلاح الأخير فى جعبتهم وبعض أنصارهم هو الضغط على الحكومة الجديدة بورقة الأقباط.
استهداف بعض فصائل الإسلام السياسى للأقباط فى مناطق مختلفة خصوصا فى الصعيد صار واضحا بل ومفضوحا فى ظل عجز الحكومة عن توفير الأمن لفئة من الشعب.
ومن العجيب أن تجد البعض يبرر هذه الجرائم المقيتة بدعوى أن الأقباط خرجوا للتظاهر بكثافة فى ٣٠ يونيو. يحق للأقباط باعتبارهم مواطنين مصريين لهم جميع حقوق المواطنة أن يتظاهروا ضد الإخوان مثلما يحق لبعضهم أن يتظاهروا تأييدا لهم إذا أرادوا. ووجدنا شخصية قبطية شهيرة تحتل مركزا قياديا فى حزب الحرية والعدالة كما نرى الآن ناشطة ومحامية قبطية تدافع عن الإخوان بأكثر مما تفعل بعض القيادات السلفية.
الآن نرى ما يشبه العقاب الجماعى لبعض الأقباط خصوصا فى الصعيد. فى بنى أحمد بالمنيا وفى الأقصر وسوهاج وسيناء. هجمات على الكنائس ورفع الأعلام السوداء فوقها وخطف وقتل لمواطنين لأسباب طائفية محضة.
هل أخطا بابا الأقباط لأنه حضر مع شيخ الأزهر إعلان عزل مرسى؟ ربما نعم وربما لا. لكن إذا جاز للتيار الإسلامى أن يعاقب الأقباط لهذا السبب، فهل سيفعل الأمر نفسه مع الأزهر والقضاء وسائر القطاعات التى أيدت العزل؟ هل سيهاجمون القوى والأحزاب السياسية وحركة تمرد بالرصاص والقنابل لأنهم طالبوا وسعوا لعزل مرسى وليس فقط تظاهروا كما فعل الأقباط؟ قد يكون البابا تواضروس وبعض الأقباط ارتكبوا أخطاء سياسية شأنهم شأن الآخرين فهل نعاقبهم بالقتل والحرق؟
أخشى أن تتمخض كل تهديدات التيار الإسلامية عن مجرد استهداف المسيحيين فقط كما فعلت الجماعات الإسلامية فى التسعينيات وقتها عجزت عن مواجهة الحكومة فكانت تهاجم الكنائس وتقتل أحيانا الحراس الواقفين أمامها ومعظهم مسلمون أو تستهدف الأماكن السياحية.
ما يفعله بعض الإسلاميين ضد المسيحيين هذه الأيام خطير ومقلق ويكشف عن وجه كن نظن أنه اختفى. المطلوب من جماعة الإخوان أن تدين أولا هذه الاستهدافات ثم تتبرأ من هذه الهجمات التى تتم تحت شعار إعادة الشرعية لمرسى. لكن الأهم من كل ذلك أن تتخلى الجماعة عن التعامل مع الصراع الحالى باعتباره بين مسلمين ومسيحيين أو بين الأكثر إسلاما والأقل إسلاما لأن الصراع فى مصر كان، وسيظل سياسيا.
والأكثر أهمية أن كثيرين استخدموا نفس الكارت فى صراعهم مع الحكومات المختلفة. وكانت النتيجة ليس فقط أنهم خسروا بل تلوثت سمعتهم باعتبارهم مجرد طائفيين. لا أعرف كيف يحاول الإخوان العودة لحكم كل المصريين، وهم أو أنصارهم يستهدفون طائفة من المصريين لمجرد أنهم مختلفون فى الديانة؟!