لا يمر يوم إلا ونرى مفجرى الفوضى يجوبون شوارع وميادين مصر يعتدون على أمن الجامعات ورجال الشرطة ومؤسسات الدولة ويقتلون المواطنين الأبرياء وكان آخرهم سائق تاكسى المنصورة الذى ذبح دون ذنب اقترفه- والذبح هو الطريقة المفضلة لدى المتطرفين- أما وقد تم القبض على أربعة أشخاص من المتورطين فى قتله، وقد طالب أهله بالقصاص وهذا من حقهم بل وحقنا جميعًا أن نرى صور رؤوسهم معلقة على المشانق ليكونوا عبرة لغيرهم لعلها تبث الرعب فى قلوب هؤلاء المجرمين القتلة المتحجرة التى لا تعرف الرحمة طريقاً إليها.
ومرة أخرى استشهد ضابط بقطاع الأمن المركزى وهو النقيب أحمد وحيد فى الإسماعيلية على يد أحد أعضاء تنظيم جهادى تكفيرى، ونشرت مديرية أمن الإسماعيلية صور دمائه الزكية المصرية وهو يقوم بواجبه الأمنى المقدس، وقبلها بعدة شهور قام أربعة من عصابات الإجرام بقتل الملازم أول أسامة كامل، الضابط بإدارة أمن الطرق والمنافذ، أثناء محاولته استيقاف عربة المجرمين أثناء حملة أمنية على طريق قليوب.
ما قدمناه إلى القارئ ما هو إلا نماذج محدودة لجرائم البلطجة والإرهاب التى تتكرر كل يوم أمام أعيننا جميعا، ونحن نتساءل: ماذا نفعل لكى نحمى أنفسنا وأبناءنا رجال الشرطة الشرفاء؟!
بعد أن فكرت طويلاً بحثا عن إجابة لهذا السؤال تخيلت صورة ملايين الأبطال الذين نزلوا إلى شوارع وميادين مصر كلها فى 30 يونيو وطووا بسواعدهم القوية صفحة مظلمة من تاريخ القهر والظلم والاعتداء على حقوق المواطنين، وتبادر إلى ذهنى تساؤل: لماذا لا يعود هؤلاء الأبطال إلى ساحة المعركة ويتصدون بقوة شبابهم لعدوان البلطجية والإرهابيين وهم يهتفون «مصر وطننا نحميه»، ولسنا فى احتياج هذه المرة إلى 25 أو 30 مليونا.. يكفى مليون أو مليونان ليغطوا كل احتياجات أقاليمنا فى الدفاع الشرعى عن أمننا، وسينزل هؤلاء الشباب والرجال فى ظاهرة جديدة تبغى التصدى بضرب البلطجة والإرهاب.
وهذه الكتيبة التى أرشحها لهذا الدور الوطنى والإنسانى اسمها «الكتيبة الشعبية» للدفاع الوطنى، وبطبيعة الحال ستقوم قوات الشرطة والجيش بحماية ظهر هذه الكتيبة.
بقى بجانب كل ذلك رجاء والتماس إلى رجال القضاء فى ممارستهم المستقلة لسلطتهم التقديرية التى نحترمها فى كل الأحوال، أن يضعوا فى اعتبارهم أننا نعيش حالة حرب حقيقية مع الإرهاب والبلطجة، وبالتالى نحن فى أمس الحاجة إلى عدالة ناجزة وأحكام رادعة، وأنا واثق وأدعو الله ألا أكون مخطئاً أنه من الممكن إقامة توازن بين عدالة القانون والصرامة التى تردع كل من يستبيحون دماء الأبرياء، وأود أيضا أن يكون الحكم على من قتلوا رجال الشرطة بالغ القسوة لكى يشعر زملاؤهم أن الجزاء قد وقع بقوة وحزم على من أجرموا فى حق الشهداء.
بقى منهج جديد فى الإعلام والكتاب المدرسى يكون بمثابة الحل الطويل والمتوسط الأجل، ولابد من إيجاد طريقة عصرية لتقديم فكر كتابنا ومفكرينا من طه حسين إلى العقاد ومحمد حسين هيكل ولطفى السيد فنتعلم الكثير عن ثقافة ماضينا وحاضرنا على يد أنيس منصور وجيله من العمالقة.
أما الإعلام، فأقول إن شاشة التليفزيون هى المدرسة الشعبية المجانية، وهى أيضا، وبدورها، يجب أن يتعلم منها المشاهد أو المستمع من الإذاعة التى علمت جيلنا الكثير فى الماضى خلفيات معانى التطرف وأخطاره التى تؤدى إلى الإرهاب.
وحينما تتكامل الوسائل والخطط العاجلة والمتوسطة وطويلة الأجل يكون المجتمع قد وجد طريقه إلى بر الأمان لحماية الوطن والمواطنين من أعدائه الذين يريدون به وبهم شرًّا.
الرئيسية 
