لا تكف إسرائيل عن التلويح والتصريح بضرورة شن حرب علي إيران لتدمير منشآتها النووية, قبل أن تتمكن طهران من صنع أسلحة نووية.
وأوضح زعماء إسرائيل وفي مقدمتهم نيتانياهو رئيس الوزراء وأفيدجور ليبرمان وزير الخارجية أن ما يعتبرونه الخطر الإيراني علي أمن الدولة العبرية, يأتي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية والدفاعية الإسرائيلية, وكان ليبرمان قد أعلن مرارا وتكرارا أن المسألة الايرانية تفوق في أهميتها المسألة الفلسطينية بالنسبة لإسرائيل.
ولهذا فإن إسرائيل لا تدخر جهدا ولا وسعا في الاستعداد العسكري لشن الحرب علي إيران. وهذا هو موقفها الثابت منذ ظهور أزمة الملف النووي الإيراني.
ومما لا شك فيه أن الموقف الإسرائيلي كانت قواسمه مشتركة مع الموقف الأمريكي خاصة ابان رئاسة جورج بوش الابن, فقد كانت السياسة الأمريكية أنذاك تتحرك تجاه الملف النووي الايراني علي محورين متلازمين.
أولهما: امكان الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة, واقتران ذلك بفرض عقوبات علي طهران في محاولة لإرغامها علي وقف برنامجها النووي.
ثانيهما: التلويح باحتمال شن حرب علي إيران في حالة تعثر الحل الدبلوماسي.. ولم تحد إدارة الرئيس أوباما عن هذين المحورين في معالجة أزمة الملف النووي الايراني.
غير أن نيتانياهو صعد في الآونة الأخيرة من تهديداته بشن حرب علي إيران, وطالب الولايات المتحدة الأمريكية والقوي العالمية بتحديد خط أحمر لبرنامج طهران النووي, لكن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية صرحت بأن واشنطن لن تضع خطوطا حمراء.
وقد دعا هذا نيتانياهو إلي الرد بقوله إنه ليس لأولئك الذين يرفضون وضع خطوط حمراء أمام إيران الحق بوضع ضوء أحمر أمام إسرائيل بحيث يمنعها من شن الحرب علي إيران.
وفي الوقت نفسه, فان عددا من التقارير الدولية تشير إلي أن توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل احتمال قائم.
إن مثل هذا الاحتمال لو تحقق, فإنه سيؤدي إلي إشاعة الفوضي والعنف في منطقة الشرق الأوسط بأسرها, وهي منطقة تلتهب بأحداث جسام.
ولذلك, فان الأمر يقتضي بذل الجهود الدولية لكبح جماح إسرائيل, واستمرار المساعي الدبلوماسية لإمكان حل أزمة الملف النووي الإيراني