لا سطوة للباز( الصقر) في آفاق السماء بغير جناح ولا حيلة للضارب في الأرض بغير جواد وسلاح عبارة للكاتب الصيني ف يان في كتابه جنكيزخان سفاح الشعوب.
وقد أختارت إيران أن يكون التقدم العلمي جناحيها للتحليق عاليا وتجاوز العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي عليها منذ.1995 وقد واجهت إيران الكثير من العقبات في سبيل تحقيق هدفها القومي, من أبرزها هجرة الكثير من العقول الإيرانية في اعقاب الثورة الاسلامية والحرب الايرانية العراقية والعقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية. ورغم ذلك استطاعت في الفترة ما بين1996 وحتي2011 أن تتبوأ مكانة متصدرة في العالم في مجال التقدم العلمي. ووفقا لتقرير لمجلة نيوسياينتيست فان معدلات النمو العلمي الايراني هي الأسرع وتتفوق علي المعدل العالمي12 مرة.أما تقرير وكالة رويترز للأنباء لعام2011 حول أوضاع البحث العلمي في الشرق الأوسط فقد أظهر أن إيران تحتل المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث الانتاج العلمي.فقد بلغ اجمالي انتاج تركيا من الابحاث العلمية1.9 في المائة من الانتاج العالمي تليها إيران ب1.3 في المائة.بقي أن نعرف أن اجمالي الانتاج العلمي للدول الأربع عشرة في منطقة الشرق الأوسط التي شملها التقرير( مصر والبحرين وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والسعودية والامارات واليمن) مثل4 في المائة فقط من الانتاج العالمي.
ولا تقتصر انجازات ايران العلمية علي المجال النووي بل تمتد إلي مختلف المجالات الأخري: الفضاء وصناعة الدواء وزرع الخلايا والنانوتكنولوجي وتكنولوجيا المعلومات والكيمياء الحيوية وبعض فروع الابحاث الجينية. ولكن لماذا اختارت إيران التقدم العلمي ليكون جواز مرورها إلي العالم؟ يلخص الرئيس الإيراني السبب بقوله إن السبيل الوحيد للترويج للثورة الإيرانية ومبادئها وجعلها ملهمة بصورة أكبر للعالم هو من خلال احراز التقدم في مختلف المجالات.ويؤمن الكثير من الايرانيين بأن التخلف العلمي هو السبب الرئيسي وراء التسلط العسكري والسياسي للدول المتقدمة علي العالم الثالث ولذا حرص السياسيون في إيران,سواء من التيار المحافظ أو التيار الاصلاحي,علي التركيز علي التعليم والتدريب واحياء الابحاث العلمية وذلك علي الرغم من الحظر الدولي. وتشير الاحصائيات إلي أن عدد طلبة الجامعات في إيران ارتفع من مائة ألف في1979 إلي ثلاثة ملايين في.2011 وفي إطار سعيها الدؤوب لتحقيق هدفها القومي وضعت طهران خطة علمية شاملة تضم224 مشروعا يجب الانتهاء منها بحلول2025 مع التركيز علي أبحاث الخلايا الجذعية وصناعة الأدوية المضادة للسرطان والنانوتكنولوجي وتكنولوجيا المعلومات.يذكر هنا أن الحكومة الايرانية هي المسئولة عن تمويل أكثر من75 في المائة من الابحاث العلمية التي تجري في البلاد. وتؤكد نسرين سلطانكا نائبة وزارة العلوم والتكنولوجيا الايرانية أن بدلا من تصبح العقوبات تهديدا لاستمرار الحياة في ايران تحولت إلي فرص للنمو والازدهار في المجالات العلمية.