هى مصر ناقصة.. لما أولادها يضربوا فيها

- بالله عليكم لما تكتشفوا إن بينكم طابور خامس من المصريين، هانت عليهم بلدهم.. فباعوا ضمائرهم من أجل حفنة دولارات لتنفيذ مخطط إرهابى لإحراق هذا البلد، بماذا تصفوهم.. إذا قلتم خيانة.. أو خسة.. أو نذالة، فهذا الوصف لا يكفى أن يقال على هؤلاء الخونة.. مع أنهم مصريون، أكلوا من خير مصر.. وشربوا من نيلها، وتعلموا فى مدارسها ثم انقلبوا عليها لحاجتهم إلى المال.

- أنا فى حيرة، لم أصدق ما يحدث من خيانة على أرض الوطن.. كم من السياسيين باعوا ضمائرهم وسقطت مبادئهم وراحوا يطعنون هذا الوطن وكأنهم غرباء عن وطنهم.. ثم المشاهد التى نراها على قناة «الجزيرة» لمصريين يتسابقون فى الحوار فى هدم الوطن، وكأنهم مأجورون ليصبح هجومهم على الوطن وجيشه.. ولا أعرف كيف هانت عليهم أنفسهم وهم يشهدون خناجرهم فى صدر أمهم مصر.. يمزقون فى جسدها وسيرتها أمام العالم، هل ينتظرون أن يحترمهم العالم على التشهير بوطنهم..

- مصر يا شباب فى حاجة إليكم فى هذه المرحلة الصعبة التى نواجه فيها إرهاب الأمريكان وإرهاب الغرب.. مصر لم تتوقع المؤامرات التى تحاك لها فى الظلام.. وللأسف من دول المفترض أنها صديقة لها وللمصريين.. هل أحد كان يتوقع موقف «أوباما» من المصريين.. فقد خدعنا بوقفته معنا فى 25 يناير.. وتصورنا أنه يدعم الديمقراطية وأنه يساند المصريين فى تحقيق العدالة الاجتماعية لم نكن نعلم «بالمؤامرة» التى كان يعدها لنا من خلال سفيرته فى القاهرة وأنه هو الذى أتى بالإخوان المسلمين.

- ويمضى عام على حكمهم وتسقط الأقنعة وهم يكشفون عن وجوههم القبيحة والمؤامرة التى كانت تجمعهم مع «أوباما».. فى مخطط لإقامة شرق أوسط جديدة.. وعدوه بالتنازل عن ثلث سيناء وعن حلايب وشلاتين.. ولذلك كان سندهم فى حكم مصر.. لم نسمع أنه اعترض يوم أن وطنوا الإرهاب وفتحوا أبواب السجون للجهاديين.. الشعب وحده هو الذى اكتشف هذه المؤامرات.. وعندما خرج فى ثورته يوم 30 يونيو، توقعنا أن تساندنا أمريكا طالما كانت تنادى بالديمقراطية وإسقاط الديكتاتورية.. وللأسف كانت صدمتنا عندما أدار «أوباما» ظهره للمصريين واحتضن الإخوان على حساب أمن مصر.. مع أن خلافنا مع الإخوان خلاف عائلى لا يعرف الحقد ولا الكراهية وقد كان فى إمكان قادته أن يستوعبوا نقطة الخلاف ويخرج علينا ممثل الجماعة على كرسى الرئاسة ويعلن استعداده لاستفتاء شعبى أو انتخابات مبكرة وقد كان من حق الإخوان أنفسهم الدخول فى هذه الانتخابات وإذا كانت لهم الشعبية فيعود كرسى الحكم إليهم.

- لم يتفهم أوباما الموقف بل اعتبره صفعة من الجيش المصرى فى مساندته الإرادة الشعبية واعتبر ما حدث هو انقلابا على الشرعية.. وهو يعلم جيدا كراع للديمقراطية أن الشعب هو الذى يعطى الشرعية وكون أن الشعب يخرج ليسحب الشرعية فهذا حقه.. لكن ماذا تقول للسيد «أوباما» الذى يتعامل بوجهين.

- ناهيك عن المؤامرات التى ينظمها الإرهاب ضد مصر.. فالأحداث كشفت عن سقوط الأقنعة لعدد من السياسيين المصريين الذين باعوا ضمائرهم وسلموا إرادتهم للأمريكان ضد مصر.. لا انتماء ولا دين.. ولا أخلاق.. لذلك أقول لشبابنا انتبهوا من الطابور الخامس الذى يمزق وحدتنا فقد كنا نأمل أن يكون هناك حوار مجتمعى بين الجماعة والقوى الوطنية ويعود الأمن والاستقرار لمصر، لكن الأصابع الخفية هى التى أشعلت هذا الموقف.. الأمريكان لا يهمهم استقرار هذا الوطن، والطابور الخامس الذى تحتضنه «قطر» يعمل على تفتيت هذا الاستقرار وكما ساهموا فى ضرب الجيش العراقى والليبى والسورى يعملون على ضرب الجيش المصرى.

- لذلك أقول يا شباب مصر انتبهوا، فلا تنساقوا وراء الشائعات، اتحدوا من أجل أمكم مصر، لا تصدقوا أن «مبارك» قد خرج ليحكم، لن يعود حكم مبارك ولن يتكرر سيناريو الفساد.. ثم إن اعتراضكم على أحكام القضاء ليست هذه هى العدالة الاجتماعية التى تنادون بها.. اتركوا «مبارك» فقد مات وهو يجلس على كرسيه.. لم يعد فى الحسبان، لا تخرجوا فى مظاهرات احتجاجا على حكم القضاء، كونوا عقلاء وفوتوا فرصة الأعداء.. مصر هى بلدكم، ومن يحكمها سيأتى بإرادتكم.. لا بإرادة الأمريكان.