محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قبل أن تزل الأقدام إلى بحر الدم بقلم جمال سلطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

قبل أن تزل الأقدام إلى بحر الدم بقلم جمال سلطان Empty
مُساهمةموضوع: قبل أن تزل الأقدام إلى بحر الدم بقلم جمال سلطان   قبل أن تزل الأقدام إلى بحر الدم بقلم جمال سلطان Emptyالخميس أغسطس 22, 2013 4:53 am

لفت انتباهي في التقرير الموسع الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء أمس، عن توقعات مسار العنف في مصر بعد الأحداث الأخيرة تلك العبارة: (وقال برايان فيشمان المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب في مؤسسة أمريكا الجديدة على تويتر "إنها مسألة وقت فحسب قبل شن ضربة كبيرة وستكون القاهرة هي الهدف وليست سيناء".. وقالت جماعة كينية تتبع حركة الشباب الصومالية الموالية للقاعدة في تغريدة على موقع تويتر: إذا كانت هناك من لحظة سانحة لدعم القاعدة فهي الآن بالتأكيد.. إن رفع الراية في مصر الآن يمثل أولوية إن شاء الله، وهذه التغريدة واحدة من رسائل عدة لجماعات جهادية مرتبطة بالقاعدة تدعو المصريين إلى نبذ الديمقراطية بوصفها منتجًا مستوردًا من الغرب والقتال في سبيل الحكم الإسلامي)، انتهى النقل عن التقرير، والحقيقة أن التقرير ليس مفاجئًا لي من واقع قراءتي لتاريخ الحركات الجهادية وآليات التفكير الدموي لدى كوادرها، وأنا أدرك أن هذا المسار ـ مع الأسف ـ سيتمدد في مصر حتمًا وبداهة إذا لم نوفق جميعًا إلى الخروج السريع من هذه الأجواء الكابوسية التي تظلل البلاد في أعقاب الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين، وإذا لم تتوقف الجماعة عن ممارسة عمليات الشحن النفسي والعصبي الخطير الذي يعبئ الوطن للانفجار كمن يفتح كل أنابيب الغاز في الغرفة المغلقة، بحيث يصبح أي عود ثقاب صغير كافيًا لإشعال الحريق في كل شيء، هناك حملة هستيرية الآن لملاحقة جماعة الإخوان والقضاء عليها بأسرع وقت حتى لا يتاح لها أي فرصة لالتقاط الأنفاس، وفي تقديري أن الجماعة انتهت بالفعل وستصبح عما قريب تاريخًا من التاريخ، سواء بفعل الضربات الأمنية أو حتى بفعل التفكك الذاتي والانهيار الفكري لكوادرها وشبابها الذين رأوا بأعينهم مآلات فكر وتقدير القيادات العقيمة ونمط المنهج القديم وهياكله التي آن تجاوزها بالكامل لصياغة رؤية جديدة للشباب الإسلامي، ورغم ما حدث ويحدث الآن من قتل ورعب وملاحقات ودماء وعنف متبادل، فإن قناعتي أن تلك مجرد مقدمات ورسائل وأن الأسوأ لم يأت بعد، ولذلك أتمنى من القيادة السياسية الجديدة، ومن القيادة العسكرية التي تمسك بزمام الأمور أن يكون لها جهد حقيقي وجاد وعاجل على المسار السياسي مثلما هو الحال في مسارها الأمني الذي تأخذه الآن بمنتهى الصرامة، لأن تمدد المسار الأمني بدون أفق سياسي واضح وملهم للقوى والتيارات السياسية المختلفة، بما فيها التيار الإسلامي، يعني أن الدولة المصرية تتجه إلى نفق مظلم حقيقي، ولن يكون ثمة أي معنى للحديث عن المنتصر والمهزوم في نهاية هذا النفق، فالكل خاسر والوطن سيدفع فاتورة باهظة كان يمكن تجنبها ببعض الجهد المبكر، وفي مثل هذه المواجهات التي تعمل بسقف مفتوح وتكلفة دموية غير محدودة، تكون الغلبة دائمًا مع السلطات الرسمية وأجهزتها، ولكن المشكلة أن هذه الغلبة لن تحقق أي نهاية للمشكلة أو خروجًا من النفق المظلم، وإنما تتحول إلى حروب استنزاف طويلة الأمد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا أيضًا، وسيضطر الجميع في النهاية إلى البحث عن مسار سياسي وتصالحي، خاصة عندما تكون المواجهة مع منظمات عنف لها محيط اجتماعي وإنساني واسع يؤمن بفكرتها أو ينحاز لقضيتها كبعد عرقي أو ديني، وفي خبرات الشعوب والدول في أوروبا وآسيا وإفريقيا دليل كاف لمن أراد أن يختصر الرحلة، كما أن التكلفة تكون فادحة على المجتمع كله، لأن الإرهاب الأسود لا يمكن توقع متى يضرب وأين يضرب ومن يضرب وكيف يضرب، وفي المقابل فإن المؤسسات الرسمية لا يكون أمامها من خيار سوى ممارسة أقصى ألوان الردع، لأن المواجهة مصيرية، فهي ـ إذن ـ دوامة مروعة من القسوة تنشر الموت في كل مكان، وفي تلك الدوامة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد الإرهاب، ولطبيعتها القاسية والاستثنائية، فإن القوانين الاستثنائية والمحاكم الاستثنائية وحالة الطوارئ هي المعبر الوحيد عن سلطات الدولة القانونية مهما كان لها من ضحايا جانبية لم يكونوا طرفًا في المواجهة، وبالتالي لا يحلم أحد بأن تكون هناك ديمقراطية أو شفافية أو انتخابات حقيقية أو حريات عامة أو سيادة حقيقية للقانون وما شابه ذلك من "أحلام" الثورة، فكل ذلك سيكون "ترفًا" ينبغي تأجيله حتى حسم المعركة، وهي معارك طبيعتها الامتداد لسنوات طويلة قبل أن يتعب الطرفان ويبحثان عن مخرج. ومن طبيعة تلك الأزمات عندما تتفجر المواجهة وتظهر تكاليف عالية لها عند الطرفين أنها تكون قد خرجت عن السيطرة، حيث تختفي الأهداف السياسية ليحل محلها منطق الكرامة والثأر المجرد، كيف أنال منك وأوجعك بكل وحشية، وكثيرًا ما يكون الضحايا لا صلة لهم بالمواجهة المباشرة وإنما يجري استهدافهم لمجرد الإحراج والإهانة، وأي أفكار للحوار أو آفاق له لم تعد موجودة أساسًا، خاصة أن المواجهات تنهي وجود القيادات العاقلة أو التي تملك رؤية أو قدرة على الحوار، ليتزعم الحراك قيادات جديدة لحركات العنف، وهي عادة تكون من المستويات المتدنية في وعيها السياسي والأكثر وحشية وعنفًا، واللغة الوحيدة التي تفهمها هي لغة السلاح، إما أن تفجر رأسه أو يفجر رأسك، ولا وسط، والحراك السياسي يصبح رهنًا بأعمال الإرهاب التي يمكن لعملية واحدة كبيرة منها أن تحرق مسارًا سياسيًا بكامله وتوقفه. هل هذا السيناريو أصبح حتمًا وواقعًا لا يمكن تفاديه، لا أعتقد ذلك، وعلى ثقة من قدرتنا على وأده ومحاصرته وقطع الطريق عليه، لكن ذلك يحتاج إلى مستوى أخلاقي أعلى لدى الجميع، وإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن أكثر عقلانية ورشدًا، والخروج السريع من أسر الخوف من عودة الإخوان، فهم لن يعودوا، وتحجيم دور المهاويس والفاشيين من كلا الاتجاهين ومنع تأثيرهم على مسار خارطة المستقبل، والسيطرة على النزعات الأمنية الجديدة التي يبدو بعضها منفلتًا وشديد الخطورة، وتعزيز التواصل مع القيادات والرموز والأحزاب الوسطية والمعتدلة في التيار الإسلامي، لأنهم القادرون على نزع فتيل العنف وحماية مسار الأجيال الجديدة من الانزلاق إليه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
قبل أن تزل الأقدام إلى بحر الدم بقلم جمال سلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصر .. غياب اليقين بقلم جمال سلطان
» هل خسر السيسي الرهان ؟! بقلم جمال سلطان
» وكم ذا بمصر من الفضائح بقلم جمال سلطان
» من يحاكم من اليوم؟بقلم جمال سلطان
» جريمة الوراق بقلم جمال سلطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: