قال مصدر مطلع على زيارات المسؤولين والوفود الأمريكية والأوروبية والخليجية إلى مصر، في الفترة الأخيرة، إنه «لا توجد حتى هذه اللحظة مبادرة محددة يمكن القول إن طرفي الأزمة متفقان عليها».
وأضاف «المصدر»، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، اليوم الأحد، أن «كل ما حملته (الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي) كاثرين آشتون، هو إطار وليس بنود خطة، وما ناقشه وليم بيرنز (نائب وزير الخارجية الأمريكى) ما هو إلا تصورات عامة».
وأشار المصدر القريب من الطرفين، إلى أن «زيارة وزير الخارجية القطري خالد العطية للقاهرة ربما تقود إلى حلحة بالنظر إلى العلاقة الطيبة التي تربط الدوحة بجماعة الإخوان».
وأضاف أن وزير الخارجية القطري خالد العطية، أكد أنه لن يستطيع أن يفعل شيئا طالما لم يحصل على مقابل يمكن أن يقدمه لجماعة الإخوان، لتقنع أنصارها بالانصراف من ميادين الاعتصام. وسيطلب ذلك من المسؤولين المصريين.
في سياق آخر، قال مصدر سياسي قريب من دوائر صنع القرار، إن «تأجيل قرار فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، ربما يكون قد جنب مصر مأساة دموية إذا نفذت وزارة الداخلية التفويض الذي منحه لها مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضى بالطريقة التى كانت تريدها».
وكشف المصدر عن أن «الاتجاه العام داخل الحكومة كان يميل إلى سرعة فض الاعتصام بالقوة، مهما كانت التقديرات، لكن أقل من خمسة وزراء فقط أبدوا ملاحظات وتحفظات على هذه الخطوة».
لكن المصدر أشاد بـ«موقف الفريق أول عبدالفتاح السيسى (وزير الدفاع) الذى انتصر لضرورة الصبر واستنفاد جميع الوسائل السياسية ودراسة الموقف من جميع أبعاده».
فى السياق نفسه، أبدى مصدر ثالث خشيته من أن «تأجيل الفض قد لا يعنى أن الأزمة انتهت أو فى طريقها إلى الانتهاء، بل ربما يكون الأمر أقرب إلى هدوء ما قبل العاصفة، وبعدها يكون الصدام الكبير الذى قد يقود إلى مأساة أكبر».
وأضاف أن «كثيرين لا يلتفتون إلى أن غياب الحل أو تأجيله قد يعني أن فرص انزلاق الأزمة ــ المسيطر عليها حتى الآن ــ قد تزيد فى اتجاه سيناريوهات أسوأ». وختم بأن «أكثر ما يزعج فى هذه اللحظة هو أن طرق التواصل المباشرة بين طرفى الأزمة مفقودة تماما، والكلام يمر عبر وسطاء عرب وأجانب، حتى إن الطرفين لا يعرفان أرقام تليفونات بعضهم البعض».
وعن الخيار الأخير، فأكد «غالبية المتحفظين داخل الحكومة أنهم ليسوا ضد قرار الفض، حتى لو كان بالقوة مادام ذلك هو الخيار الأخير، وسيكون مصحوبا بخطة ورؤية تتعامل مع تداعيات لخطة ما بعد الفض، لكن هذه المجموعة تعرضت لحملة لوم وتقريع وانتقادات واسعة النطاق فى أجهزة الإعلام المحلية منذ صدور قرار التفويض وحتى هذه اللحظة».