كشف مصدر مطلع أن القيادة المصرية كانت على يقين أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى إلى المصالحة الوطنية، وأن أمريكا تضع مصالحها الاستراتيجية في المقام الأول، والتي كانت جماعة الإخوان المسلمين أول الخادمين لهذه المصالح.
وأضاف المصدر لـ«الشروق»، أن الإدارة الأمريكية بعثت خلال الأيام الماضية أكثر من مسؤول حتى تتمكن من تزييف الحقائق بأنها تقول للعالم إن مصر ترفض إجراء مصالحة وطنية مع الإخوان المسلمين المعتصمين سلميًّا بميداني رابعة العدوية والنهضة، مؤكدًا أن «كل المحاولات التي تجريها واشنطن لمحاولة إعادة حكم الإخوان مرفوض قطعيًّا من قبل القيادة المصرية الجديدة»، على حد قوله.
وأشار المصدر إلى أن المفاوضات التي أجرتها أمريكا مع مصر باءت بالفشل لإصرار القيادة المصرية على تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنت من قبل، موضحًا أن الرئاسة والمؤسسة العسكرية لا يتراجعان عن تنفيذ إرادة الشعب المصري التي أسقطت حكم الإخوان المسلمين وأطاحت بالرئيس محمد مرسي.
وأوضح المصدر المطلع أن «كل ما حاول قيادات الإخوان فعله هو الاستقواء بأمريكا التي تدعمهم منذ سنوات طويلة لتنفيذ مخططات تحفظ الأمن لإسرائيل لإعادة «مرسي» رئيسًا لمصر من جديد، وهذا مرفوض تمامًا».
وأكد المصدر أن القيادة المصرية ترفض نهائيًّا التدخلات في الشأن الداخلي، مضيفًا أنها نفذت إرادة الشعب بمنتهى الحيادية، معربًا عن غضب مصر من تغيير الحقائق ومحاولات تشويه السلطات المصرية بارتكاب جرائم ضد المصريين بدون أساس وحقائق.
وأوضح المصدر أن مصر ترفض الإملاءات الخارجية، والضغوط الأجنبية لن تجدي لأن الجيش المصري نفذ إرادة المصريين الذين أذهلوا العالم بديمقراطتيهم، مؤكدًا أنه إذا كانت أمريكا تهدد بقطع العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى قطع المعونات العسكرية والاقتصادية، فهي الخاسر الأول من هذا القرار لأنها تعرف أهمية مصر لها استراتيجيًّا في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع: الحكومة المصرية تعمل حاليًّا لتحقيق مصالحة سياسية حقيقية من خلال خارطة الطريق التي ستنتهي إلى إجراء انتخابات وإقرار دستور يتوافق عليه الشعب المصري.
وقال المصدر إن واشنطن هدفها تأجيج الوضع فقط، وأن إدارة أوباما تدعم الإخوان المسلمين، لأنهم العنصر الوحيد من الاستراتيجية لسياسة واشنطن الخارجية في مصر.
وقال المصدر إنه لا عفو ولا إفراج عن أحد من قيادات الإخوان إلا عن طريق القانون، مشيرًا إلى أن قيادات الإخوان متهمون في قضايا، وسيتم اتخاذ الإجراءات معهم وفقًا للقانون، مؤكدًا أن كل الحيل التي لجأت لها قيادات الإخوان المسلمين باءت بالفشل، سواء الاستقواء بأمريكا أو الضغط على الاتحاد الأوروبي، وليس أمامهم طريق سوى السير مع إرادة الشعب.