ساعات ويبدأ30 يونيو في ظل أجواء الترقب والقلق والضيق والغضب إنه اليوم الذي حددته المعارضة للمظاهرات والاحتجاج علي حكم الرئيس مرسي
الجميع يحبس أنفاسه الجيش عاد للشارع لحماية المواطنين ونشر قواته الخاصة.. تخزين السلع الغذائية وسحب الاموال من البنوك وزحام في صالات السفر بالمطارات ومعارك في محطات البنزين بين المواطنين.. لا أحد يعلم ما الذي قد يحدث الساعات القادمة, سيمر اليوم بسلام أم سنشهد خلال التظاهرات سحب الثقة من الرئيس؟ هل سنصل إلي سيناريو الانتخابات الرئاسية المبكرة؟ وهل هناك أمل في علاج هذا الانقسام الحاد داخل المجتمع المصري بكل طوائفه واتجاهاته؟ انقسام بين جماعة الاخوان المسلمين والتيارات الاسلامية وبين جموع الشعب المصري؟ هل يتكرر سيناريو25 يناير في وقوع الانفلات الأمني؟ في مواجهة اليوم الدكتور مراد علي المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة يتوقع فشل30 يونيو واستسلام المعارضة ويـؤكد ان مؤسسة الجيش جزء من النظام وان الجيش منحاز دائما لإرادة الشعب والشرعية ويتساءل أين أخونة الدولة هذه التي يتحدثون عنها؟ وفي المقابل يؤكد نبيل زكي المتحدث الإعلامي لحزب التجمع أنه لا يوجد حاكم بالعالم يتحدي إرادة الشعب وأن مرسي لم يعد له نصير إلا جماعة الاخوان وان هؤلاء لن يجرؤوا علي التصدي لملايين المتظاهرين من الشعب المصري ويؤكد أنه لن يحدث عنف لان الاخوان لا يريدون نزول الجيش إلي الشارع.. واليكم المواجهة.
.............................................................................................................................................................................
نبيل زكي المتحدث الإعلامي لحزب التجمع:
لايوجد حاكم بالعالـم يتحدي ارادة الشعب
ماذا تتوقع من أحداث في30 يونيو المقبل؟
أتوقع أن يكون30 يونيو بداية وليس يوما فاصلا, فهو بداية لسلسلة من الاعتصامات والاضرابات التي ستمتد إلي أيام, فمن الواضح أن المتظاهرين هذه المرة مصرون علي تحقيق مطالبهم قبل العودة إلي منازلهم, وأهمها اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ألا تري أن مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة شيء صعب حدوثه ومبالغ فيه؟
أري أنه مطلب ديمقراطي علي عكس ما يقول البعض, لانه كان المفترض كما يحدث بأي دولة ديمقراطية بالعالم, أن الامر يستلزم بعد وضع دستور جديد ان تجري انتخابات رئاسية جديدة, لان قبل وضع الدستور المواطنين لم يكونوا يعلمون سلطات الرئيس, واختصاصاته وحدود العلاقة بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية, والتي تحدد من خلال الدستور, ولكن مع الأسف الشديد الجمعية التأسيسية المطعون في شرعيتها, والتي لا تمثل إلا فصيلا واحدا سارعو أعضاؤها الي بوضع مادة بمشروع الدستور, تسمح للرئيس الحالي استكمال مدته الرئاسية لقطع الطريق علي تنفيذ التوجه الديمقراطي أو العرف الديمقراطي القائل ان عقب اي دستور جديد يتم اجراء انتخابات رئاسية هذا بالاضافة إلي سبب آخر والذي يتطلب ضرورة اجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو فوز الرئيس الحالي كان بأغلبية ضئيلة وبعد فوزه بدأ يأخذ سلسلة من الخطوات أدت إلي انقسام فعلي بالمجتمع, ومن تلك القرارات, طلب عودة مجلس الشعب والذي تم حله بناء علي حكم من الدستورية العليا ثم عمل ما سمي الإعلان الدستوري أو كما يسميه الناس بالاعلان الديكتاتوري حيث ان الرئيس منح نفسه سلطات الهية ووضع نفسه فوق كل القوانين والدساتير وأعتبر قرارته لا أحد يملك مراجعتها أو الطعن عليها.
ألا تري أن الاسباب التي ذكرتها تعد مجرد ذرائع غير كافية لطلب انتخابات رئاسية مبكرة, خاصة أن المادة التي سمحت باستكمال الرئيس لمدته لم تقابل باعتراض كالمواد الاخري وكذلك مسألة أن الرئيس فاز بنسبة ضئيلة, فهذا هو عهد الديمقراطيات والانتخابات الحرة في العالم؟
أريد أن أوضح أن الاعتراض علي الدستور لم يكن علي مادة بمفردها ولكن كان علي الدستور ككل وانصب الاعتراض علي أنه من صنع فصيل واحد, وبالتالي هذا الدستور لا يمثل كل أطياف المجتمع, مثل أي دستور في العالم, حيث يكون العقد الاجتماعي لهم, ورضاء الأقلية عنه أهم من رضاء الأغلبية وتلك القاعدة, لان الاغلبيات متغيرة, بينما الدستور مستمر لاجيال متعاقبة ومن هنا الحرض علي ما يشبه الاجماع حول الدستور.
أما عن الديمقراطيات في العالم, والتي من الممكن أن يفوز الرئيس بها بنسبة1%, فإن هناك فارقا لدينا, لأنه لم يحدث في تاريخ الديمقراطيات بالعالم أن ينتخب رئيس بأغلبية ضئيلة بهذا الشكل وكل قراراته تتحدي ليس من لم ينتخبوه فقط بل أيضا جزء كبير ممن انتخبوه, والدليل علي صدق قولي أن حتي حلفاؤه يرفضون تلك القرارات سواء كان حزب النور أو تنظيم الجهاد واعتراضهما أن هذا الحكم قائم علي الاقصاء, وأن كل قراراته لا تعكس الارادة الشعبية, ونحن نري أن كل قرارات مرسي بها اصرار علي المغالبة والاستحواذ كما أن بها ما كنا نرفضه طيلة السنوات الماضية, وهو حكم الفرد المطلق وتمتع الرئيس بكل السلطات المطلقة ليكون فوق المحاسبة أو المساءلة.
فما الداعي أو الفائدة من قيامنا بثورة25 يناير ان لم يتغير هذا علي مدي الانظمة السابقة, والتي لم تقتصر علي عهد مبارك بمفرده بل السادات أيضا, والذي منح لنفسه في دستور71 سلطات هائلة, وهذا نفسه ماحدث في الدستور الحالي.
يقال إن الداعي لهذه المظاهرات هم الفلول ومجموعة من شباب الثورة والعلمانيين والناصريون, وأن كل هؤلاء ليسوا ضد الاخوان بل هم ضد الاسلام نفسه.. فما ردك علي ذلك؟
هذا الكلام لا يستحق الرد عليه, لان القائلين بهذا القول يحتكرون الرأي الآخر ويستخفون به وهي نفس نظرية النظام السابق بأن كل من يعارضه يكون لديه أجندة أجنبية وعميلا إلا أن الامر الآن ازداد خطورة عما كان يفعله النظام السابق لانه حاليا يوجد تكفير للمعارضة, وهذا يعني الاستباحة للدم وهذا يردنا إلي مجتمع العصر الحجري والبداوة بأن من يخرج عن شيخ القبلة يقتل.
هل تري أننا سنصل إلي الصراع الدموي في مصر؟
أري أنه لن يجرؤ الاخوان علي أن يتصدوا للمظاهرات.
إذن لا تقلق من التصريحات والتلويح بالتهديد الذي يخرج من بعض المنتمين للتيار الاسلامي؟
لانخشاها, فهي تصدر منهم للتخويف فقط, ولكن جل حديثهم لا يعبر إلا عن الحقد والكراهية للافراد وعدم الاحترام لحقوق الانسان.
ما هو مصدر ثقتك بأن الاخوان لن تصطدم مع المعارضة؟
لأنه في حالة حدوث عنف فسينزل الجيش والاخوان لا يريدون نزول الجيش للشارع ولذلك سيتجنبون ذلك, هذا بالاضافة إلي أنه في حالة نزول جموع غفيرة, وهذا ما أتوقعه فلن يجرؤ الاخوان المسلمون علي مهاجمتهم.
إذن أنت تتوقع نزول ملايين من الشعب المصري في تلك المظاهرات؟
نعم وتوقعي ذلك ليس مبنيا علي تخمينات ولكن علي اساس مشاهدتي وحديثي وزيارتي لكل أنحاء الجمهورية, ولقاءاتي في مؤتمرات سياسية شعبية في الشوارع ورأينا حجم مايختزنه المواطنون من غضب هائل هذا ما فوجئنا به, والاسباب معروفة, والتي أهمها العامل الاقتصادي الذي أدي إلي انهيار مستوي معيشة الشعب مع ازدياد البطالة والتي تجاوزت نسبتها الـ20% وإغلاق آلاف المصانع وتشريد العمالة بها وهذا كله في ظل انفلات أمني رهيب.
يقال إن المعارضين والراعين لـ30 يونيو هم من المتمردين علي الرئيس مرسي من اللحظة الأولي لتوليه ولم يمنحوه الفرصة لكي يعمل.. فما ردك علي ذلك؟
علي العكس, والناس دائما لا تنسي, فالذين وقفوا ضد التوافق الوطني هم الجماعة الحاكمة بمصر للحرص علي الهيمنة والسيطرة والانفراد بالحكم, فنحن نسعي للوفاق وهم الذين يرفضون ذلك, أما القول بأننا لم نمنحه فرصة للعمل هذا أمر غير حقيقي, ولنا أن نتذكر في ذلك الموقف الذي سانده فيه بعض القوي المعارضة ومن قبلوا علي أنفسهم أنهم عصروا الليمون, حيث وعدهم الدكتور مرسي وقتها بتعديل في الجمعية التأسيسية وألا يطرح الدستور إلا بالتوافق حوله, كما وعد بتشكيل حكومة يرأسها شخصية يتفق عليها, بالاضافة الي سلسلة من الوعود, ولم ينفذ منها وعدا واحدا, وكشف نواياه بالإعلان المسمي الإعلان الدستوري, فكل اجراءات مرسي منذ دخل الرئاسة تستهدف إقصاء كل القوي السياسية من الحكم, وذلك مرفوض. كما أن الناس غير مدركة أن القضية الوحيدة التي شغل نفسه بها د. مرسي هي الأخونة والتي تعني زرع عناصر من جماعة الإخوان بكل مفاصل الدولة من وزارات ومصالح ومؤسسات ومجالس محلية رؤساء المدن والقري.
وما الهدف من زرع تلك العناصر الاخوانية في تلك الجهات من وجهة نظرك؟
ليس الهدف هو التعصب من الدكتور مرسي لجماعته, فهذا تفسير سطحي, لكن حقيقة الأمر أن الأخونة لها هدفان أحدهما قصير المدي والآخر بعيد المدي.
ما هي تلك الأهداف التي تقصدها؟
هدف الأخونة قصير المدي هو أن يستطيع تزوير أي انتخابات وذلك متعارف عليه من دور المحافظين بهذه العملية.
وهل هذا يمكن حدوثه بالفعل ولا يحدث تداول للسلطة؟
سيحدث إذا نجح الاخوان, ولكن إذا نجح30 يونيو ستصحح تلك القصة بكاملها.
وهل تتوقع أن التظاهرات التي ستخرج ستنجح في تحقيق مطالبها؟
أنا متفائل جدا, لأنه لا يوجد أي حكم يستطيع ان يتحدي إرادة شعب, فنحن وصلنا اليوم أنه لا يؤيد د. مرسي إلا جماعة الإخوان المسلمين, فحتي أعضاء من الجماعة الاسلامية والدعوة السلفية يعترضون علي سياسته الاقصائية التي تستحوذ علي كل السلطات.
ما تعليقك علي تصريحات الفريق السيسي والتي أخذها البعض علي أنها تحذير للمعارضة وآخرون رأوها أنها موجهة للنظام الحاكم وتنذره؟
من يقول إن تصريحات الفريق السيسي دعم للحكم واهم ويخدع نفسه, فالحديث كله موجه لـ د. مرسي والدليل أن كل كلمة في تصريحات الفريق السيسي كما لو كانت ترد حرفا بحرف علي تجمع رابعة العدوية الأخير, الذي هاجم المعارضة وكفرها, كما أنه تم الهجوم اللفظي علي الجيش في تلك المليونية, وكذلك وجه حديثه علي من لوح باستخدام العنف ضد المتظاهرين, هذا كله بالاضافة الي ما ذكره اللواء أحمد عبدالحليم عن وصول معلومات للفريق السيسي بوجود منظمات تستعد بالسلاح وهذا ما دفعه لقول تلك التصريحات, وأنا أصدق ذلك الكلام,
ما هي حدود التدخل للقوات المسلحة من وجهة نظرك؟
أتوقع أن الجيش لن يتحرك إلا في حالة واحدة, وهي اعتداء جماعات تابعة للاخوان علي المتظاهرين, الأمر الذي سيؤدي الي رد فعل لأن العنف لا يولد إلا العنف, وبالتالي من الممكن أن تتحول الي اقتتال وحرب أهلية, وفي تلك الحالة سيتدخل الجيش لأنه سيعتبر تلك الحالة مشكلة تمس الأمن القومي المصري.
وهل تتوقع حدوث ذلك؟
هذا متوقف علي موقف الإخوان وتصرفهم.
وما تفسيرك إذن للمعلومات التي ذكرتها أنها وصلت للفريق السيسي بوجود منظمات مسلحة تستعد للصدام مع المتظاهرين؟
أفسرها علي أنها اصرار من جانب الإخوان علي تخويف وترويع وارهاب المتظاهرين, وهناك فارق بين التخويف والتنفيذ.
ما هو السيناريو الذي تتخيله في حالة قبول د. مرسي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
أري أنه لا مفر أمام د. مرسي من التسليم بفكرة اجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة, وذلك للأسباب التي ذكرتها من قبل, ولكن الخطوات التي تتلو ذلك وهي ما يغيب علي بعض القوي, أنه لا يكفي مجرد اعلان الرئيس عن موافقته علي اجراء الانتخابات المبكرة لانها من الممكن أن تكون خدعة.
هل من الممكن ان يوافق الإخوان علي مطالب المتظاهرين من وجهة نظرك؟
إذا لم يوافقوا ستستمر الاعتصامات بالشارع المصري وتتصاعد الاضرابات الشاملة.
هل من الممكن إن تصل إلي حرب أهلية؟
لا, هذا يحدث لو أن هناك انقساما في المجتمع كما يقال إن هناك تصنيفا بين مؤيد ومعارض لحكم الإخوان وعلي العكس الشعب كله في جهة وجماعة الإخوان بمفردها في جانب آخر, ولهذا لن تكون هناك حرب أهلية
وماذا تقول في مليونية لا للعنف والحشود لها؟
أي حشود, فليس حقيقيا أن عددهم وصل إلي2 مليون مواطن, بل الحقيقة ما ذكرته جوجل إيرث والتي قالت إن عددهم لم يتعد الـ250 الفا فأي مقارنة بينهم وبين الـ90 مليون مصري.
لكن ألا تري أن المعارضة صارعت من أجل مصالح شخصية وتركت الشعب والوطن فلم يعد لدينا رمز يلتف حوله المصريون؟
لا أدعي ان لدينا سعد زغلول أو مصطفي النحاس ولكن لا نريد أن نبالغ في دور الاسماء, لأن الشباب في الشارع سبقهم بزمن, ولم يعد هؤلاء الرموز في مقدرتهم أن يوجهوا أو يقودوا الحركة الجماهيرية وفق رؤية كل منهم, ولذا نجد تصريحاتهم الأخيرة أن من يقود30 يونيو المقبل هم شباب تمرد, وهذا يعني أنهم يعترقون بذلك.
الشباب دائما هم مفجرو الثورة ولكن بعد ذلك يتفرق هؤلاء الشباب ما السبب برأيك؟
الشباب تعلموا الدرس وشكلوا لجنة قيادية تتولي توجيه كل المظاهرات, ومن الممكن أن تنبثق منها قيادات جديدة للبلاد.
ماذا لو أصر كل طرف علي موقفه سواء من المعارضة أو الإخوان واشتعلت الأحداث؟
في تلك الحالة يتدخل الجيش وممكن أن يضع حدا لكل تلك الأوضاع ويشكل إدارة انتقالية ويتولي زمام الأمور في البلد. ونعود مرة أخري للقول بلا لحكم العسكر. هذه المرة صعب أن تقال, بعدما عاشوا تحت حكم الإخوان.
لكن ما رأيك في مقولة الجيش يحمي ولا يحكم؟
الجيش لو أتي فلن يكون من أجل تولي حكم البلاد ولكن لكي يرتب تنفيذ نقل الحكم, فعصر الانقلابات العسكرية انتهي فأي بلد في العالم.
فالمشكلة أن بعض الناس يرو أن الجانب الايجابي لنزول الجيش أنها الطريقة الوحيدة لحقن الدماء وتجنب المزيد من إراقة الدماء.
هل يمكن للجيش أن يتغلب علي العناصر القتالية من الجماعات التكفيرية الجهادية؟
الجيش يمكن أن يجمعهم كلهم في ساعة واحدة.
مراد علي المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة:
أتوقع الفشل.. واستسلام المعارضة
ما انطباعك عن حركة تمرد ودعوة30 يونيو المقبلة والمطالب التي تنادي بها؟
من قناعتي أن هذه الحركة لا نعرف لها قادة, ونري أنها إعادة إنتاج جديد لجبهة الإنقاذ بعد أن أصبحت علامة تجارية لاقت فشلا, وكل ما تؤديه حركة تمرد ظاهريا للحركة, إلا أنه علي أرض الواقع هي أفعال ممثلي التيار الشعبي, ولا يوجد شيء جديد.. أما عن رؤية حركة تمرد, وقضية حق الناس في الاعتراض لا ننكر عليهم هذا الحق, ولكن أن يأتي بطلب إلغاء الدستور بدون آلية ديمقراطية ويرفض إجراء حوار أو أن يخوض انتخابات, ويريدون الخروج في المظاهرات وإصدار إعلان دستوري بذلك, فهذه أمور عنجهية وفي التعريف القانوني تسمي انقلابا علي نظام الحكم.
لكن منذ البداية وفي أثناء صياغة الدستور كانت هناك اعتراضات علي مواد كثيرة به وحدثت أزمة من وقتها؟
لكننا في النهاية احتكمنا للشعب المصري, والذي أعطي نسبة تصويت تعدت الـ64% بـنعم للدستور, رغم حشود المعارضة لقول لا.
لكن ألا تتفق معنا أن هناك مواد بالدستور تحتاج لتعديل رغم مروره وهي ما تؤدي إلي احتقان؟
أنا في النهاية أمام64% من المصريين قالوا نعم, والنسبة الباقية ليس من حقهم أن يأتوا ولا يعترفوا بالدستور, ويقولوا إنهم سيصدرون إعلانا دستوريا آخر, فإذا أرادوا تغيير الدستور ومعهم15مليون استمارة تمرد موقعة والاستفتاء علي الدستور نزل به17 مليون مصري, ومعني أنهم تمكنوا من جمع كل تلك التوقيعات, هذا يعني أن المصريين غيروا رأيهم في الدستور, فلماذا لا يدخلون في الانتخابات البرلمانية والتي ستتم خلال شهرين أو ثلاثة علي الأكثر من الآن.
هم يخشون من التدخل في الانتخابات بحيث تكون في مصلحة الإخوان المسلمين من خلال سيطرة الحكومة التابعة لهم علي العملية برمتها؟
الانتخابات تدار من الألف للياء حتي في تحديد مواعيدها من خلال اللجنة العليا للانتخابات, وعلي كل صندوق قاض, ولا أعتقد أن القضاة سيزورون لمصلحة الحرية والعدالة, فالعلاقة بين الحرية والعدالة والقضاء ليست سمنا علي عسل, ورغم أن علاقتنا بالقضاء ليست طيبة, ندعو الجميع للانتخاب بإشراف القضاة علي كل صندوق من بداية العملية لنهايتها.
هم يرون أن سيطرة الإخوان علي العملية الانتخابية من خلال المحافظين التابعين لهم ووزراء الخدمات والذين يسيرون لهم التزوير بالانتخابات.. فما ردك علي ذلك؟
السؤال عند الاستفتاء علي الدستور الحالي, وفي محافظة المنوفية بالتحديد, وكان يتولاها الدكتور محمد علي بشر, ورغم ذلك جاءت نسبة التصويت بها بنسبة51% بـلا علي الدستور, بينما المحافظات الأخري والتي يقودها قادة جيش لا تابع الحرية والعدالة ولا غيرها في مرسي مطروح, والوادي الجديد, والتي جاءت نتيجة الاستفتاء بهما بنسبة65% بـنعم للدستور, فأين العلاقة الموجودة بين المحافظين والانتخابات, وأي حشود أو ترتيبات يتحدثون عنها في ظل النتائج التي ظهرت في نتائج الاستفتاء نفسه.
ما تفسيرك ومدلولك أن حركة تمرد استطاعت أن تجمع تلك الملايين من توقيعات المواطنين؟
لدينا مؤشرات أن تلك الأرقام المعلنة عن التوقيعات لحملة تمرد غير صحيحة, أولها ما ذكره أحمد فؤاد نجم بأنه وقع16 استمارة, وكذلك قاعدة البيانات التي أعلنوها هي نفسها التي لدينا في أثناء حملة المليون توقيع للجمعية الوطنية للتغيير من قبل الثورة.
أليس لديكم انطباع بشكل ما أن هناك غضبا في الشارع المصري؟
هناك فارق بين أن يكون هناك بعض المواطنين غير راضين عن الحالة الاقتصادية وبين أن تصور الأوضاع علي أن الأغلبية أو51 مليونا من الشعب المصري غاضبون, فما نريده أن نطبق النظام الديمقراطي بدلا من نظام مجموعة أشخاص ومعهم بلطجية يجمعون التوقيعات, فعلينا أن نلجأ للنظام المتعارف عليه, وهو الآلية الموجودة التي اخترعها العقل البشري, وهي الانتخابات, والتي من خلالها يمكن تحديد من يملك الأغلبية الفعلية علي أرض الواقع.
ما ردك علي القول إن مطالب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هي آلية ديمقراطية متعارف عليها بالعالم كله وأجريت بكثير منها؟
أليس هذا تناقضا في أقوالهم, فعندما نطالبهم بخوض الآلية الديمقراطية بالانتخابات البرلمانية, لتحدد الأغلبية لأي من القوي, فيرد علينا أنها ستزور, وفي حين آخر يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, فلماذا لم يطلها التزوير الذي تحدثوا عنه من قبل, أليس هذا تناقضا.
فحديثهم ليس متفقا عليه, وكل واحد منهم له سيناريو مختلف, بحيث قال بعضهم سنلغي الدستور ونعلن إعلانا دستوريا ونأتي برئيس المحكمة الدستورية ونشكل حكومة من15 وزيرا, وهي فترة انتقالية لمدة12 شهرا.. ونتساءل من أعطاهم الحق كمجموعة أن يقرروا إلغاء إرادة64% من الشعب المصري, وعلي أي أساس هذا يحدث.
لكن الانتحابات المبكرة هي آلية ديمقراطية.. فهل من الممكن أن نقبلها في مصر؟
أختلف في تلك النقطة, فمثلا الرئيس الفرنسي هولاند شعبيته تناقصت الآن ووصلت إلي26%, فهل خرج الفرنسيون يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
فالشعب ينتخب الرئيس لمدة محددة, مع الوضع في الاعتبار أننا علي أبواب انتخابات برلمانية, فإذا فرضنا أننا قبلنا هذا الطرح وتم إجراء الانتخابات المبكرة وفاز الرئيس مرسي مجددا فيها, فماذا سيفعلون.
يجب أن ننوه إلي نقطة هامة أن هذه المطالب ستعطي الفرصة لأي حزب أو تيار آخر بعد تولي أي رئيس جديد بستة أشهر, أن يطالب بنفس المطالب, ويخرج في اعتصامات, ويجمع شوية توقيعات, ويصر علي رحيل الرئيس القادم.
لابد أن نتفهم جميعا أنه من بدء تولي الرئيس لمهامه والمعارضة تحاول التشكيك في الشرعية, ولنا أن نتذكر ما فعله عمرو حمزاوي بعد جولة الإعادة وطالب الدكتور مرسي بالتنازل لحمدين صباحي في المرحلة الثانية, وكأننا كيلو لحمة نعدمه, فعلي أي أساس وأي ديمقراطية يقال ذلك.
فهل من أعطي الصوت للدكتور مرسي يمكن أن يحول لمرشح آخر حسب مزاج أحد من المعارضة, فأي آلية ديمقراطية تقول ذلك, وأي آلية ديمقراطية بعد تولي رئيس بفترة عشرة أشهر فقط يطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة رغم وجود انتخابات برلمانية لا يريدون خوضها, مع الوضع في الاعتبار أن الدستور نص علي أن البرلمان لديه سلطات أعلي من سلطات رئيس الجمهورية, فهو من لديه سلطة تشكيل الحكومة وسلطة تعطيل الدستور, ولكن المعارضة لا تريد ذلك ولا ذاك, ولكنهم يريدون أن يدخلونا في حالة من عدم الاستقرار, وهذا يتضح من أعمال البلطجة الممنهجة التي تحدث علي أرض الواقع, والتي ظهرت بحرق مقر حزب النور والمؤتمر الذي عقد للرئيس مرسي بدسوق.
لكن ما قولك في تصريحات عاصم عبدالماجد وتلويحه باستخدام العنف, وفتاوي د. عبدالمقصود التكفيرية للمعارضة؟
يجب أن نتحدث عن وقائع محددة, فعاصم عبدالماجد لم يذكر أنه سيحرق أو يدمر, كما أنني أتحدث عن حزب الحرية والعدالة ولا أتحدث عن آخرين.
ولكن تلك التصريحات التي خرجت منهم تسئ للمسئولين عن السلطة حاليا؟
أؤكد لك أنهم لم يقولوا ذلك الكلام, وبعض الكلمات التي قيلت يتم اجتزاؤها من معانيها, ونحن نلتزم بالسلمية, والدليل الأفعال علي الأرض, فنحن خرجنا بمظاهرات في دسوق والفيوم, ونحن من اعتدي علينا, ولم نعتد علي أحد, وتم قتل أعضاء منا.
أما الشيخ عبدالمقصود فلم يكفر أحدا من المعارضين, وخرج بالجزيرة مباشر, وأكد أنه لا يكفر من يخرج في المظاهرات, كما قال للشيخ الأزهر, وهذه كلها أكاذيب كالتي قيلت عن الدكتور البلتاجي عن هجومه علي الجيش رغم أنه لم يصرح من قريب أو بعيد بكلمة عن الجيش, وحديثه كان عن الناصريين واليساريين, فهناك من يطلق الأكاذيب, ورغم إعلان كذبها فإنه يتم ترديدها حتي يظن الناس أنها حقيقة.
ماذا تتوقع من أحداث في يوم30 يونيو المقبل؟
المعلومات المتوافرة لدينا للأسف الشديد أن بعض رجال من الحزب الوطني السابق يدفعون أموالا للبلطجية, ويحاولون حشد أطفال الشوارع والبلطجية, وأشياء من هذا القبيل لهذا اليوم.
هل يعني ذلك أنكم ستخرجون بمظاهرات مقابلة لتظاهرات30 يونيو في نفس التوقيت؟
نحن أعلنا عن تنظيم مليونية يوم28 يونيو لمساندة الشرعية.
لكن مجرد الإعلان الحالي للخروج في يوم28 يونيو والاستمرار به يبدو وكأنه نية للاحتكاك ومدعاة لها.. فما ردك علي ذلك؟
ما حدث خلال الأسبوع الماضي من حرق للمحلات وإطلاق الخرطوش علي المتظاهرين والاعتداء علي الملتحين والمهندس سعد فهل المطلوب أن نمكث في منازلنا إلي أن تتكرر أحداث العنف مرة أخري ونحن غير حاضرين.
لكن أليس هذا مشهد ينبئ بالمواجهة؟
بالنسبة لنا نحن ملتزمون بالسلمية, فالآخر تاريخه كله دموي والشواهد كلها خلال الأسبوع الماضي تؤكد ذلك وتظهر أنهم يحضرون ويأجرون البلطجية للمشاركة في تلك المتظاهرات ولن نحتك بهم لكنهم إذا أرادوا التظاهر في التحرير فنحن موجودون برابعة العدوية فما وجه الاحتكاك هنا, مصر كبيرة جدا ومتسعة للجميع.
هل في حالة خروج أعداد غفيرة يتم الاستجابة لمطالبهم أم سيكون هناك اصرار من طرفكم علي موقفكم؟
الموضوع ليس قضية بلطجة ونطالبهم بالحوار ولكنهم يريدون وضع إعلان دستوري وتنحية الرئيس والقبض عليه, فماذا يعني أنهم يقبضون علي الرئيس فأين السلمية في ذلك؟ فهل تقبلوا أننا كحزب الحرية والعدالة أن نتوجه لمنزل البرادعي ونقبض عليه فهل يقبلون ذلك؟
ماذا لو استمر الوضع علي ذلك المنوال ما هو تصرفكم؟ وماذا تتوقع وهل ندخل في حرب أهلية؟
في كل بيان نصدره ندعوهم للحوار وهم الذين يرفضون الحوار فماذا نفعل إذن.
ما تذكره المعارضة أنهم توجهوا للحوار ويأخذون وعودا ولا ينفذ منها شيء في ظل اصرار من الإخوان علي سياسة السيطرة والاقصاء واخونة الدولة.
من قال بسياسة الاقصاء هذه إذا كان عندما قابل عمرو موسي وخيرت الشاطر عمل له فرح كأنه عمل شيئا قبيحا.
هم لا يتحدثون عن اخونة الوزارات والمحافظين فقط بل كل مؤسسات الدولة ومصالحها الحكومية؟
لنا أن نحصي عدد الوزراء والمحافظين والقيادات التي تولت
من قام بعدهم بالفعل هم حزب النور وذكر أنهم13 ألف وظيفة عين بها إخوان مسلمون؟
هذه أكذوبة تامة وعندما طلب منهم أسماء قدموا150 اسما فقط, ولكن عندما يأتي أحد ويقول إن في الدولة13 ألف إخواني فهذا غير صحيح لأن الدولة بها أكثر من ذلك بكثير
والحديث عن أخونة مفاصل الدولة جاء من أيديولوجية مشتركة من حزب النور فما قاله حزب النور هو أكذوبة, وما قدموه ليس بحقائق, إن حزب النور ليس متحالفا معنا ونزل انتخابات مجلسي الشعب والشوري ضدنا وفي انتخابات الرئاسة دعا للمرشح ضدي كما هو خارج عن الإجماع للتيار الإسلامي فالتيارات السلفية كلها في اتجاه وحزب النور في اتجاه آخر معاكس لها.
يقال إنكم أخللتم بالاتفاق الذي أبرمتموه مع حزب النور بالمشاركة السياسية فما ردك علي ذلك؟
كل التيارات الإسلامية في جانب وحزب النور في جانب آخر.
تصريحات الفريق السيسي أثارت ردود أفعال متباينة علي كل الأصعدة ويراها البعض أنها رسالة تحذير للنظام إذا ما حاول الصدام مع المتظاهرين وأنها ستكون في صف الشعب ذاتها, فما رأيك؟
أنا اختلف حول ذلك الرأي فالجيش جزء أساسي من النظام المصري فالنظام المصري نظام متكامل وعندما تؤكد المؤسسة العسكرية أنها لن تدخل في الشأن السياسي فهذا شيء منته كما أكدت مؤسسة الجيش أن وظيفتهم هي رفع الكفاءة القتالية وأنهم ملتزمون بإرادة الشعب والشرعية.