فجر الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الانقاذ الوطني، مفاجآت من العيار الثقيل في حواره مع ''مصراوي''، مؤكدا علي وجود ضغوط أمريكية لوصول جماعة الاخوان المسلمين للحكم، لضمان الامان لإسرائيل بالمنطقة.
وقال الغزالي حرب أن الفريق احمد شفيق كان الأصلح لتولي مصر في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الوطن، مشيرا إلى أنه تعرض لحملة تشويه ممنهجه من قبل الإخوان للتأثير علي شعبيته ولكنهم فشلوا.
وأكد الغزالي أنه ضد حكم الإخوان لأنه يحمل الخراب لمصر، خاصه لعدم وجود كوادر لديهم تمكنهم من ادارة مصر، مشيرا إلى انهم صعدوا الي القمة سريعا وسرعان ما ينحدرون نحو الهاوية.
واشار الي ان جبهة الانقاذ لا تملك القدرة على تحريك الشارع، وليست موجودة به لإسقاط الرئيس، ولكن الشعب المصري هو صاحب القرار.
واستنكر حرب تهديد القوي الاسلامية بالعنف المسلح حال سقوط الرئيس، مشيرا الي انهم سيدفعون ثمنا باهظا، والقوات المسلحة هي المسئولة عن حماية الشعب، ومطالبا بمحاسبة اصحاب التصريحات غير المسئولة منهم.
وتوقع الغزالي حرب ان تستمر الفوضى في الشارع وتتدهور الاوضاع في ظل فشل الرئيس و الاخوان في الادارة، ونزول الجيش للسيطرة على غضب الشارع ولحماية البلاد سواء بأمر الرئيس او بغير ذلك، مشيرا إلى أن كل السيناريوهات واردة.. وإلى تفاصيل الحوار.
في البداية ما تحليلك للمشهد السياسي في هذ الفترة الحرجة من تاريخ مصر؟
بالتأكيد مصر تمر بمرحلة حرجة من تاريخها والمشهد السياسي مضطرب جدا، بسبب سوء إدارة الرئيس مرسي وجماعة الاخوان للبلاد ورغبتهم الواضحة في السيطرة علي مفاصل الدولة، واقصاء كل القوي الوطنية الأخرى من المشهد، بشكل يعبر عن مدي الغباء السياسي الذي وصلت إليه جماعة الاخوان المسلمين بعد وصولهم للحكم.
وما يحدث في الشارع هو تعبير عن الرفض الشعبي لسياسات الاخوان المسلمين، وفشلهم الواضح في تحسين الأوضاع وتحقيق طموحات الشعب المصري، واهداف ثورة يناير المجيدة والتي دفع الشعب ثمنا باهظا لها من فلذات اكباده، ولن يسمح بإعادة انتاج النظام السابق مرة اخري مهما كلفه ذلك.
فالثورة اخطأت عندما تركت الحكم للمجلس العسكري بعد نجاحها في اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، وهو ما ساعد في سيطرة الاخوان ووصولهم للحكم بصفقة مع قادة المجلس العسكري والجميع يشهد علي ذلك.
لكن الجميع كان وقتها يثق في دور المجلس العسكري المشرف في حماية الثورة وسقوط مبارك والشعب رحب بتوليه السلطة.. فلماذا تغيير الموقف من المجلس؟
قبل أنا أجيب علي سؤالك أحب ان أشيد بدور حزب الجبهة وبدوره الفعال في تفجير الثورة واستضافة الدكتور البرادعي بعد قراره بالبقاء في مصر والدعوة للتغيير، واستضافة الحزب لكل اجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير
وبخصوص سؤالك أسباب الموافقة علي تولي المجلس العسكري إدارة أمور البلاد عدم وجود قيادة موحدة للثورة، ولكن القوي الثورية أدركت الان الخطأ البالغ الذي ارتكبته في حق مصر لتركها ميدان التحرير وقبولها لتولي المجلس العسكري لإدارة شئون البلاد
أنت تؤكد وجود صفقة بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين وصلوا بها للحكم.. فلماذا؟
الصفقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان واضحة للعيان، وتكريم الرئيس مرسي للمشير حسن طنطاوي وزير الدفاع السابق والفريق سامي عنان رئيس الاركان السابق، وإعطاؤهما قلادة النيل الوسام الرفيع دليل علي أنهما سلما البلد للإخوان والوسام مكافأة لهما، وكان هناك اصرار من جانب الاخوان علي اجراء الانتخابات قبل وضع الدستور، وهو دليل علي الصفقة وسعيهم لمصالحهم الشخصية علي حساب المصالح العليا للوطن.
ولكن الإخوان يؤكدون دائما أنهم الفصيل الاقوى في مصر والاغلبية لهم؟
أؤكد أن الإخوان فصيل سياسي وفي تاريخه لم يكن له الأغلبية علي الإطلاق طوال تاريخ الحركة الوطنية المصرية، فهو دائما جزء من الفصائل السياسية الموجودة منذ نشأته، سواء قبل ثورة يوليو أو في عهد عبد الناصر أو السادات، وحتي في عهد مبارك لم يكن لهم الاغلبية علي الاطلاق، ولكن نتيجة الظروف السياسية والضغوط الأمريكية وصلوا لحكم مصر لأول مرة في تاريخهم، والجميع يعلم انهم كانوا علي اتصال دائم بهم أيام حكم مبارك، فالأمريكان يهمهم في المقام الاول مصالح وأمن اسرائيل بالمنطقة، وباعتبار حركة حماس جزء منهم، وهو ما يعني أن وصولهم لحكم مصر يفرض نوع من التهدئة ووقف العنف مع اسرائيل، وهذا ما تم فعله في أيام العدوان علي غزة، وأصبح مرسي بطل بالنسبة لأمريكا، وبالتأكيد هناك حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين تنظيم دولي يهمهم مصالحهم الشخصية علي حساب البلاد، ومن هنا كان الدعم الامريكي لهم حرصا علي مصالح اسرائيل وبقائها.
أنت بذلك تؤكد كلام الفريق شفيق المرشح السابق للرئاسة عن حدوث تدخل وتزوير في إرادة الناخبين؟
من المؤكد أن نسبة فوز الرئيس مرسي في انتخابات الرئاسة لا تقل عن 50 %، ولكن تقارب الأصوات بين المرشحين يفرض نوع من الشكوك والريبة، وأنا في هذه الانتخابات دعمت الفريق شفيق لأنه كان الأصلح لتولي ادارة مصر في هذه الفترة الحرجة، وذهبت له في منزله قبل إعلان تأييدي له عبر مقال في جريدة المصري اليوم، وتعرفت علي رؤيته وتأكدت أنه تعرض لحملة تشوية كبيرة من جانب جماعة الإخوان المسلمين.
وانا بطبيعتي ضد جماعة الاخوان المسلمين لربطهم السياسة بالدين بشكل سلبي، لاستغلاله للحصول علي مكاسب سياسية، والشعب المصري متدين بطبعة ومن اكثر الشعوب في العالم تدينا وما يقوم به الرئيس مرسي يؤكد ذلك.
أنت تقول أن الاخوان ليس لهم اغلبية، وهم بالانتخابات وصلوا لحكم مصر وسيطروا على مجلس الشعب.. كيف؟
أكرر مرة أخرى الإخوان أوهموا الشعب المصري ونجحوا في ذلك، ولكن وصولهم للحكم اوضح أنهم ليس لديهم كوادر في أي شيء، ولذلك فشلوا في تحقيق أمال الشعب المصري وأهداف ثورة يناير، وبالتأكيد العمل السري لهم منذ نشأتهم عام 1928 كان مؤثرا بشكل كبير علي ادائهم، ولكن علي كل الأحوال مصر كبيرة عليهم ولن يستطيعوا تحمل مسئوليتها بمفردهم.
ومن الغباء الشديد ان يسعوا لتمكين انفسهم واستبعاد الآخرين، لذلك عليهم احتمال كل النتائج السلبية بمفردهم، والشعب لن يصبر عليهم طويلا، وفي تقديري الإخوان صعدوا الي الهاوية ومن أكبر الاخطاء التي ارتكبوها هو تكالبهم علي السلطة واقصاء كل القوي الوطنية.
هناك قيادات من جبهة الإنقاذ طالبت برحيل الرئيس مرسي وتشكيل مجلس رئاسي من مدنيين وعسكريين لإدارة شئون البلاد، لحين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، هل هذا اتجاه الجبهة ولذلك ترفض الحوار مع الرئاسة؟
أولا أود الإشارة إلى أن جبهة الإنقاذ تجمع لقوي سياسية مختلفة في الأفكار والاتجاه السياسي، وهذا عامل القوة والضعف في نفس الوقت، وبالتالي تري أراء مختلفة ولكن علي المستوي العام هذه ظاهرة صحية لوجود معارضة قوية للنظام الحاكم.
وجبهة الانقاذ لم تطالب بإسقاط الشرعية الممثلة في الرئيس المنتخب، وانما حملته مسئولية العنف، وطالبت بعدد من الضمانات لحوار جادي لوقف نزيف الدم، وبالتالي فالجبهة ليست محرضة للعنف وليست بديلا للرئيس، وإنما معارضة له لتقويمه، كما ان الجبهة لا تملك تحريك الشارع وغير متحكمة به، ومن يقول غير ذلك فكلامه غير صحيح علي الإطلاق.
القوي الإسلامية اتهمت جبهة الإنقاذ بتدبير أحداث الاتحادية الأخيرة محاولة منها لإسقاط الرئيس فما رأيك؟
أكرر جبهة الانقاذ لا تملك تحريك الشارع وما حدث في الاتحادية ظاهرة ثورية نتيجة لفشل جماعة الاخوان المسلمين في ادارة شئون البلاد، وتحقيق امال وطموحات الشعب المصري، ولا دخل لأي فصيل سياسي بها علي الاطلاق، وعلي القائمين علي الحكم ان يدركوا ذلك، ويعترفوا بالأخطاء ويقدموا اعتذارا للشعب المصري، ويسعوا لإشراك كل القوي الوطنية معهم لبناء مصر الجديدة الديمقراطية
الموالين للرئيس مرسي يطالبوا بإعطائه فرصة كافية قبل الحكم عليه والصبر عليه لنهاية فترته القانونية وإسقاطه بالصناديق بالطريقة التي جاء بها؟
لست مع هذه المقولة الحمقاء التي دائما ما يقولها تيار الاسلام السياسي، وأقول مجددا أن الشعب هو صاحب الارادة وهو الفيصل، وكما أن صناديق الاقتراع هي أحدى صور الديمقراطية وتعبر عن الشعب، فأيضا المظاهرات تدخل في هذا النطاق، فإذا قرر الشعب بعد 6اشهر إنهاء فترة الرئيس فهو صاحب القرار، وليس معني أن فترة الرئيس أربعة سنوات أن يتحمل الشعب تبعات فشله كل هذه الفترة.
وهناك مبادرات طرحت من جبهة الإنقاذ وقوي سياسية أخري مثل حزب النور وبها نقاط إيجابية، ولكن الاخوان ورئيسهم لم يستجيبوا لهما، وبالتالي فلا حوار إلا بضمانات لجديته والالتزام بمسئوليته.
إذن ما السيناريو الافضل الذي تراه للخروج من المأزق الحالي وانقاذ مصر وشعبها؟
هناك فرق بين أن تتوقع شيء وتفضل شيء وأنا أفضل أن تتخذ التدابير اللازمة لإنقاذ الموقف المتدهور، وأتوقع أن يستمر التوتر السياسي وتزيد الاوضاع تدهورا، لعدم وجود قيادات وامكانيات لدي جماعة الاخوان المسلمين تؤهلهم للخروج بالبلاد الي بر الامان، وأعتقد أن سيناريو الفوضى وارد وبقوة.
ولكن هناك قيادات محسوبة علي تيار الاسلام السياسي في مقدمتهم طارق الزمر القيادي بحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الاسلامية واخرون، حذروا من الفوضى وسقوط الرئيس وهددوا ببحور من الدماء؟
في الحقيقة هذه تصريحات غير مسئولة، وكان علي الرئيس باعتباره أول رئيس مدني منتخب تطبيق القانون بحسم ومحاسبة هؤلاء طبقا لأي نظام ديمقراطي، ولكن تركهم بدون ادني محاسبة عبث.
وفي تقديري اتجاه الاسلاميين للعنف وتكرار تاريخهم الدموي سيدفعون ثمنه باهظا، وهم يعلمون ذلك، والقوات المسلحة هي المسئولة عن حماية الشعب المصري في المقام الاول.
في ضوء خبرتك السياسية ما السيناريوهات الاقرب للتطبيق المجلس الرئاسي ام الانتخابات الرئاسية المبكرة ام الانقلاب العسكري أم الحرب الاهلية؟
كل السيناريوهات وارد حدوثها وكل الخيارات مطروحة، وفي تقديري أن تدهور الاوضاع مستمر وقد يكون أشد، مما يدفع البلاد للفوضى وتعجل بتدخل القوات المسلحة لحفظ النظام سواء بأمر الرئيس أو بغير ذلك، فهناك كساد كبير في السياحة والثقافة المنتجان الوحيدان التي تتميز بهما مصر والأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية.
الاخوان يؤكدون ان سقوط الرئيس يعني الفوضى وأنه لا يوجد في جبهة الانقاذ أو غيرها من يصلح لقيادة مصر.. ما رأيك؟
مصر مليئة بالكوادر والشخصيات الوطنية القادرة علي قيادة مصر وانقاذها من المرحلة الحرجة من تاريخها، وحكم الاخوان خراب علي مصر والشعب المصري غاضب عليهم لفشلهم في تحسين احواله، وحصار المحكمة الدستورية أفقد شعبية الرئيس علي المستوي العالمي، وجعله في عيون الجميع هاتك لدولة القانون ورئيس لجماعة الاخوان وليس كل المصريين.
ما اخر التطورات في امور الاندماج مع حزب المؤتمر مع عمرو موسي وايمن نور؟
لا يوجد شيء اسمه حزب المؤتمر وحزب الجبهة لن يندمج معه، وأعرف أسباب اصرار عمرو موسي علي بقاء الحزب، ولكن هناك افكار واطروحات للاندماج سياسيا مع حزب المصريين الاحرار، لتقارب الافكار بين الحزبين وهناك دراسات تتم ولم يتخذ قرار نهائي بشكلها.
وهل من الممكن ان تقاطع جبهة الانقاذ الانتخابات المقبلة كما هددت من قبل؟
اذا لم تتوافر ضمانات نزاهة الانتخابات فلن تشارك جبهة الانقاذ في الانتخابات، وأظن انها تجمع لقوي سياسية مختلفة لها ثقل كبير علي الساحة السياسية، يمكن ان تؤثر في شرعية الانتخابات في حالة الاصرار علي اجراؤها دون توفير الضمانات.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]