[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
وسط أجواء تفاؤل تنذر بانفراج وشيك لأزمة الدستور, أعلن المستشار محمود مكي, نائب رئيس الجمهورية مساء أمس أن الرئيس مرسي علي استعداد لتأجيل الاستفتاء علي مسودة الدستور التي أعلنت المعارضة رفضها خلال الأيام الماضية.
وذلك شريطة عدم الطعن علي القرار قضائيا استنادا إلي ضرورة أن يتم الاستفتاء علي الدستور بعد أسبوعين من إعلان رئيس الجمهورية ذلك رسميا.
يأتي ذلك في الوقت الذي أبدي فيه أمس محمد سعد الكتاتني, رئيس حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين رغبته في قبول كل القوي السياسية والأطراف الفاعلة علي الساحة لدعوة الرئيس للحوار, مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد لعبور الأزمة الحالية. وأضاف أن الحزب لا يضع شروطا مسبقة للحوار, وأنه مستعد لسماع ومناقشة كل الأفكار والمبادرات.
وكان عشرات المتظاهرين قد نجحوا أمس في اختراق الحواجز والأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الحرس الجمهوري بشارع الميرغني ووصلوا إلي محيط قصر الاتحادية الرئاسي, وتزايد أعداد المتظاهرين أمام القصر بعد وصول عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرات خرجت من مساجد الفتح ومصطفي محمود والنور, ومسيرات من دوران شبرا.
وأكد مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية أنه نتيجة تزايد أعداد المتظاهرين بمحيط القصر. وحرصا علي الأرواح وعدم حدوث إصابات في ظل ما رصدته المتابعة من سلمية الموجودين فقد تم تفعيل النسق الثاني لقوات الأمن المركزي بالتنسيق مع قوات الحرس الجمهوري أمام الأبواب الرئيسية لقصر الاتحادية.
وفي الوقت نفسه, تجمع آلاف المتظاهرين من التيار الإسلامي أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر للإعلان عن تأييدهم للقرارات الأخيرة للرئيس.
وردد المتظاهرون, الذين احتشدوا أمام المسجد, العديد من الهتافات المؤيدة للرئيس.. وأكدوا المتظاهرون أنهم سيواصلون التظاهر أمام المسجد.. نافين ما تردد عن نيتهم الاتجاه إلي قصر الاتحادية.
من ناحية أخري, قررت نيابة شرق القاهرة الكلية بإشراف المستشار مصطفي خاطر المحامي العام الأول للنيابة, مساء أمس, إخلاء سبيل جميع المتهمين في أحداث المصادمات الدامية التي جرت في محيط القصر الرئاسي الاتحادية والبالغ عددهم127 متهما في تلك الأحداث, علي ذمة التحقيقات التي تجري معهم.
ونسبت النيابة العامة إلي المتهمين المخلي سبيلهم علي ذمة التحقيق, تهم التجمهر والبلطجة والاشتراك مع آخرين في إصابة متظاهرين. وكانت النيابة قد قررت صباح أمس حبس4 متهمين آخرين احتياطيا لمدة4 أيام علي ذمة التحقيقات, بعد أن نسبت إليهم تهمة حيازة وإحراز أسلحة نارية دون ترخيص والتجمهر والبلطجة والاشتراك مع آخرين في إصابة متظاهرين.. كما قررت النيابة تسليم4 متهمين أحداث لذويهم.
وتسلمت النيابة أسطوانة( سي دي) من محاميي المتهمين تحتوي لقطات مصورة يظهر فيها الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة في أثناء دعوته للشعب للنزول إلي محيط قصر الاتحادية والقبض علي المتظاهرين ضد الرئيس, واصفا إياهم خلال المقطع بـ الثورة المضادة.
وأكد دفاع المتهمين في التحقيقات أن الفيديو المقدم خاص بالعريان في أثناء تصريحاته لقناة مصر25 وإنه( العريان) قال فيه إن ما يحدث من مناوشات أمام الاتحادية يقوم به مؤيدو الثورة المضادة الذين يريدون الانقلاب علي الشرعية, وواصفا من يعارضون الرئيس بالفوضويين الذين يمارسون بلطجة سياسية ويريدون اغتصاب السلطة وتكوين مجلس رئاسي مدني وعزل رئيس منتخب.
وأكد دفاع المتهمين أن ذلك يعد تحريضا واضحا من قبل العريان للاعتداء علي المتظاهرين السلميين الموجودين بمحيط قصر الاتحادية, متهمين إياه بالوقوف وراء اندلاع تلك الاشتباكات الدامية التي وقعت..
وفي البحيرة, أصيب35 شخصا بجروح متفرقة بالجسم, إثر نشوب اشتباكات بين المتظاهرين من المعارضين للإعلان الدستوري, وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في محيط مقر حزب الحرية والعدالة مساء أمس بمدينة كوم حمادة.
من ناحية أخري, صرح الدكتور إبراهيم هنداوي مدير مديرية الشئون الصحية بالشرقية بأن عدد المصابين في الاشتباكات التي وقعت أمس في مدينة الزقازيق أمام منزل رئيس الجمهورية بلغت نحو12 مصابا حالاتهم جميعا مستقرة.
وقال هنداوي: إنه تم تحويل7 مصابين إلي مستشفي الزقازيق العام وثلاث حالات الي مستشفي الجامعة وحالتين إلي مستشفي المبرة للتأمين الصحي, وإصاباتهم مابين كدمات وسحجات, وجروح واختناقات نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع.
وفي غضون ذلك, تحدث بيان لجماعة الاخوان المسلمين عن إحباط ما وصفته الجماعة بمؤامرة محكمة للانقلاب علي الشرعية, وأوضح أن السيناريو المعد سلفا كان يتضمن محاصرة ثم اقتحام قصر الاتحادية, لتنصيب مجلس رئاسي.
وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام قال صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام, إن مصر تتعرض لمؤامرة شرسة, وأنه تم ضبط عشرات البلطجية المسلحين أمام الاتحادية.
وفي التحرير, رفض المتظاهرون الدعوة للحوار, وقد حضر حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي إلي ميدان التحرير وأدي صلاة الجمعة, مؤكدا أنه لا فرق بين شهيد وآخر حتي لو كان عضوا في الإخوان وأدان حرق مقار الجماعة وأقسم بالله بأنه لا يكره الإخوان.
وفي الإسكندرية تجمع مئات المصلين أمام مسجد القائد إبراهيم مرددين هتافات تطالب برحيل مرسي وسقوط حكم المرشد, فيما قام أكثر من ألف محتج علي قرار الرئيس أمس باقتحام مقر المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية, وحطموا زجاح نوافذه.
ومن جامع الأزهر, شيع الآلاف من عناصر ومؤيدي الإخوان المسلمين, جنازة اثنين من ضحايا الاشتباكات الأخيرة في محيط قصر الاتحادية, بحضور قيادات إخوانية بارزة, تقدمهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع.
وخرج المشيعون في مسيرة طافت شارع الأزهر, رافعين صورا كتب عليها شهداء مصر من الإخوان المسلمين.