من أولى بالاحتفاء فى نقابة الصحفيين: علاء عبدالفتاح، أم ساطع النعمانى؟.. أيهما ينبغى أن تستقبله النقابة، وتعامله كبطل؟.. الذى دفع نور عينيه فى سبيل الوطن، أم الذى خالف القانون، مهما كان موقفنا من القانون؟.. ما موقف نقابة الصحفيين من شهداء الشرطة ومصابيها؟.. لماذا لم تعقد ندوة للاحتفاء بهم، وتطييب خاطر ذويهم؟.. لماذا هذا النكران من نقابة الحريات وحقوق الإنسان؟!
هذه الأسئلة وغيرها، كانت ضمن رسالة وصلتنى من الدكتور محمود زكى، أستاذ ورئيس قسم الهندسة المعمارية بجامعة طنطا.. يقول فيها «مقالك اليوم رائع، لكن هل يصح أن تستضيف نقابة الصحفيين مؤتمراً لعلاء عبدالفتاح والذين معه، ويسبّ فيه على الملأ، وعلى الهواء مباشرة، رئيس مصر البطل، الذى أنقذ البلد من الإخوان، وساند الشعب فى ثورة ٣٠ يونيو، ويسبّ الذين انتخبوه أيضاً؟!
هل هذه هى حرية التعبير؟.. هل الحرية هى سب وإهانة ملايين المصريين ورئيسهم ممن يحاكمون الآن أمام محكمة الجنايات؟.. ألا تعلم نقابة الصحفيين أن الحرية مسؤولية؟.. ألا تعلم نقابتكم الموقرة الفرق بين النقد وقلة الأدب؟.. ألا تعلم نقابتكم الفرق بين الحرية والفوضى؟.. ألم يكن أحرى بنقابة ترفع شعار حقوق الإنسان أن تستضيف وتحتفى برجل فى قامة العقيد ساطع النعمانى الذى فقد نور عينيه؟!
هل حقوق الإنسان هى حقوق علاء عبدالفتاح والإرهابيين فقط؟.. أليس شهيد الوطن من رجال الشرطة والجيش ومصابوهم «إنسان» له حقوق أيضا؟!.. للأسف الدور الذى تلعبه نقابتكم الموقرة الآن دور يحتاج لمراجعة، لأننا عايشنا دور هذه النقابة من زمن طويل، وكان دائماً دوراً وطنياً عظيماً.. نخشى أن تكون قد حادت عنه فى الشهور الأخيرة.. وأقول لنقيب الصحفيين: «ماتقوم تطمن على نقابتك»!
أظن أن هذا الكلام له حجّيته، عندما نستيقظ فى الصباح كل يوم على سقوط شهداء.. فلا يغضب لهم أحد.. لم نسمع عن نقابة احتفلت بأسر الشهداء، أو استمعت للمصابين.. هل هذه النقابات واقعة تحت سيطرة الإخوان؟.. هل النقباء غير مهتمين بهذه الفئة من المصريين؟.. هل معقول تفتح النقابات أبوابها لأصحاب الصوت العالى، بينما تغلقها بالضبة والمفتاح فى وجه أهالى الشهداء، لأنهم لا صوت لهم؟!
الدكتور محمود زكى لم ينكر على علاء عبدالفتاح أن يتكلم.. لم ينكر على نقابة الصحفيين أن تعقد مؤتمراً.. ما ينكره هو أن يتجاوز علاء عبدالفتاح حرية الرأى إلى قلة الأدب، فيسبّ الرئيس ويسبّ المصريين.. ما ينكره على النقابة أنها تفتح الباب لمن لا يميز بين الحرية والفوضى.. هو نوع من العتاب الشفيف على النقابة.. التى كانت تلعب دوراً وطنياً محترماً، فإذا هى اليوم بوق لمن يحاكمون أمام الجنايات!
نقابة الصحفيين ليست ملكاً للصحفيين وحدهم.. هذه النقابة ملك للشعب.. كان يلجأ إليها فى الأزمات.. يقف على السلم ويصرخ بأعلى صوته، فى مواجهة الاستبداد.. من حقه اليوم أن يراقب أداءها، ويعاتب مجلس النقابة على أى خروقات.. هناك فرق كبير بين النقد وقلة الأدب، وهناك فرق بين الحرية والفوضى!