محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مُجرّد تسخين لقراءة مُذكرات الجنزورى بقلم أنور الهواري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

مُجرّد تسخين لقراءة مُذكرات الجنزورى بقلم أنور الهواري Empty
مُساهمةموضوع: مُجرّد تسخين لقراءة مُذكرات الجنزورى بقلم أنور الهواري   مُجرّد تسخين لقراءة مُذكرات الجنزورى بقلم أنور الهواري Emptyالثلاثاء سبتمبر 16, 2014 7:24 pm

قبل شُهور من شُروق شمس 25 يناير 2011م على ربوع هذا البلد الأمين، كُنتُ فى زيارة عمل مهنى إلى أحد الوزراء. تصادف وصولى إلى باب الوزارة مع مُغادرة السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى. سألتُ سيادة الوزير عن سبب زيارتها له فى مكتبه وفى وقت عمل. أجاب الوزير: الوزارة بصدد وضع مسوّدة مشروع قانون جديد يُنظّمُ بعض القضايا، والأمريكان لهم فيه رأى، وكل فترة هذه السّت تُنطّ علينا زى انت ما شُفت كده بالظبط، شيلوا دى أو حُطّوا دى.

الوزير كان مُمتقع الوجه، فى حُمرة داكنة، يختلطُ بها الأسود والأزرق، ويُدخّن بشىء من العصبيّة. سرحتُ به إلى حكاوى التاريخ القريب، قُلتُ له: يروى الزعيمُ الجليل سعد زغلول باشا، فى الجزء السّابع من مُذكّراته، فى يوم ما من شهر فبراير 1919م، بعد أن وضعت الحربُ العالميةُ الأولى أوزارها، وبدأت فكرةُ تشكيل وفد من شخصيات مصرية، تسافر إلى مؤتمر الصُّلح فى باريس، لتطلب رفع الحماية البريطانية عن مصر، ولتحصل مصرُ على استقلالها القومى. يحكى أنّه زار الأمير كمال الدّين حسين - وهذا الأمير كان قد تنازل عن حقّه فى عرش مصر فى خطاب شهير ألقاه فى السابع من أكتوبر 1917م - ودار بين الأمير وسعد زغلول حوارٌ حول حقّ مصر فى الاستقلال، والعجيب أن الأمير كان من رأيه أنّ مصر فى تاريخها الطويل كانت دائماً تحت سيطرة قوة أجنبية، والإنجليز أفضل من غيرهم. أو بنصّ وحروف كلمات الأمير، كما يرويها سعد زغلول: إنّى أعتقدُ أنّ مركز مصر الجغرافى يقضى أن تكون تحت حُكم غيرها، وأحسنُ الأحكام هو حُكمُ الإنجليز. انتهى كلامُ الأمير.

ردّ عليه سعد زغلول، بثلاث حُجج. الأولى: أنّ الرئيس الأمريكى ويلسون قرّر حق الشعوب فى أن تختار نظم حُكمها وفق مشيئتها وقد وافقته دولُ الحلفاء على ذلك، وما علينا إلا أن نذهب إليهم ونطالبهم بالوفاء بالالتزامات التى قطعوها على أنفسهم. الثانية: أن الفُرصة الحالية هى الفرصة الوحيدة التى يمكن أن تتخلّص فيها مصر من الحُكم الأجنبى، فإذا هى لم تنتهزها، كانت مُسيئةً فى حقّ نفسها، وكذلك يُعدُّ مجرماً كل من تخلّف عن العمل على إتيانها، والجُملةُ الأخيرةُ من كلام سعد زغلول هى صفعةٌ فى وجه الأمير. الثالثة: ثم انتقل سعد زغلول من الصفع إلى الضرب بالشلّوت، قال للأمير المُتخاذل: وسيكونُ لك، أيها الأمير، من المزايا فى الاستقلال، بمقدار ما لك من المصالح والحقوق فى البلاد. أمّا إذا تمّت السيطرةُ للإنجليز، فلن يكون لك شىء، ولن تبقى أميراً، بل يكونُ الأمراء هُم أعضاء عائلة صاحب الجلالة جورج الخامس ملك بريطانيا العُظمى.

سألنى الوزير: إنت ليه بتحكى الحكاية الطويلة دى؟. أجبتُه، لأنّ موقفك مع السفيرة الأمريكية ذكّرنى بمواقف الوزراء المصريين فى ظلّ إعلان الحماية البريطانية على مصر بعد عام 1914م، ومن هؤلاء الوزراء سعد زغلول، فقد تولّى وزارة المعارف، ثم تولّى وزارة العدل، وكان فى كل وزارة مستشار إنجليزى، ليست له صفة قانونية، ولكن سلطته الفعلية كانت أعلى من سلطة الوزير الشرعى. قال الوزير: يعنى عاوز تقول إن السفيرة اللى كانت هنا من شوية هى تكرار للمستشار الإنجليزى أيام الاستعمار؟. أجبت: أستغفرُ الله، نحن دولة مستقلة! لكن فقط أحببتُ أن أشير إلى أن مرارة سعد زغلول كوزير من التجربة الواقعية فى التعامل مع المستشارين الإنجليز فى الوزارات جعلته مؤمناً بمطلب الاستقلال، بينما كان موقفُ الأمير مُتخاذلاً.

الحقيقةُ، أن تدخُّل الأمريكان فى شؤوننا كان قد وصل إلى درجة أنّهم طلبوا من مُبارك أن يُغادر الرّئاسة واستجاب، وطلبوا من مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان أن يُرشّح رئيساً جديداً مكانه والمكتب استجاب، حدث ذلك فى مُقابلة مؤكدة جمعت بين جون ماكين وخيرت الشاطر، ولهذا لم يكُن عند الإخوان أدنى شك فى أنّ رئاسة البلد آتيةٌ إليهم لا ريب فيها. وعلى هذا الأساس افتتحوا مقرّ المقطم بهذه الفحامة والضخامة والأُبّهة، فى مايو 2011م، قبل ثلاثة عشر شهراً من حصادهم الرئاسة، ويوم الاحتفال، قال القيادى الإخوانى الدكتور جمال حشمت لرئيس مجلس إدارة صحيفة خاصّة: مصرُ سوف تُحكم من هُنا يا فُلان بيه.

كُلُّ ماسبق كوم، وما ذكره الدكتور كمال الجنزورى، فى مذكراته، تحت عنوان «مُفاجأة لم تتحقق» كومٌ آخر. وأرجوك، اعتبر كل ما سبق مجرد تمهيد لقراءة فى مذكرات الدكتور الجنزورى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
مُجرّد تسخين لقراءة مُذكرات الجنزورى بقلم أنور الهواري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من عاشر المُستحيلات بقلم أنور الهواري
» نحنُ والأمريكان: نهايةُ الأساطيربقلم أنور الهواري
» كلنا سماح أنور!
» . محمد البرادعى يكتب: سنوات الخداع.. الحلقة (1) اضغط لقراءة المزيد: http://elakhbar.akhbarway.com/news.asp?c=2&id=161684
» ننشر أكبر ملف عنهم ونكشف مصادر تمويلهم.. رحلة أقباط المهجر من الرحيل إلى المؤامرة.. عقدوا ستة مؤتمرات وخططوا للتقسيم.. وانتهوا بالفيلم المسىء.. و"زقلمة وموريس.. الرئيس المزعوم والشيطان" اضغط لقراءة المزيد: http://elakhbar.akhbarway.com/news.asp?c=2&id=161

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: