[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
نظمت القوي السياسية الرافضة للإعلان الدستوري الأخير أمس, مظاهرات بالقاهرة والمحافظات للمطالبة بإلغاء الإعلان. واحتشد الآلاف بميدان التحرير, في إطار مليونية للثورة شعب يحميها.
وطالبت المظاهرات بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور الجديد, وإصدار تشريع للعدالة الانتقالية لإعادة محاكمة رموز النظام السابق, وقتلة الشهداء دون حماية أو حصانة.
كما طالبت بإعادة هيكلة وزارة الداخلية, ودعم استقلال القضاء.
وحرص عدد من رموز العمل السياسي علي المشاركة في تلك المظاهرات, وفي مقدمتهم الدكتور محمد البرادعي, وعمرو موسي, وحمدين صباحي, والدكتور محمد أبوالغار, والدكتور السيد البدوي.
وأغلق المتظاهرون المداخل المؤدية إلي الميدان, وقاموا بوضع الحواجز المعدنية والأسلاك الشائكة بمدخل الميدان أمام المتحف المصري, وبعض القطع الحديدية بمدخلي الميدان عند شارعي طلعت حرب والفلكي. وشهدت ميادين بعض المحافظات مظاهرات ومسيرات نظمتها قوي حزبية وثورية وحركات سياسية, للمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري.
كما حرص البعض علي الحضور إلي القاهرة من محافظاتهم, للمشاركة في مليونية ميدان التحرير.
وشارك في التظاهرات عدد من الصحفيين والمحامين وصلوا إلي ميدان التحرير, في مسيرتين من أمام نقابتيهم. كما نظم بعض القضاة مسيرة مماثلة من أمام ناديهم, اتجهت إلي ميدان التحرير أيضا. وشهد ميدان سيمون بوليفار اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من السفارة الأمريكية, علي الرغم من تنظيم بعض المتظاهرين سلاسل بشرية للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن بالميدان.
ورشق المتظاهرون ـ الذين لا تتعدي أعمارهم17عاما ـ قوات الأمن بالحجارة, فردت عليهم بالحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع, التي وصل مداها إلي مدخل ميدان التحرير من ناحية عمر مكرم.
واستقبل المستشفي الميداني بشارع طلعت حرب عددا من المصابين في تلك الاشتباكات, وتراوحت إصاباتهم بين الكدمات والجروح نتيجة إلقاء الحجارة, والاختناقات بسبب قنابل الغاز.
وخصصت وزارة الصحة50سيارة إسعاف لتأمين المظاهرات.
وواصلت المحاكم والنيابات لليوم الثالث علي التوالي, تعليق أعمالها وتأجيل جلسات المحاكم, احتجاجا علي الإعلان الدستوري.
وفي الوقت نفسه, بدأ نادي القضاة أمس تنظيم الاعتصام الذي أوصت به الجمعية العمومية للنادي, السبت الماضي.
وأعلن المستشار محمد ممتاز متولي رئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلي, أنه سيتم عقد جمعية عمومية طارئة ظهر اليوم لمستشاري محكمة النقض.
وعقد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء صباح أمس اجتماعا للجنة إدارة الأزمات بمقر مجلس الوزراء, بمشاركة وزيري الشئون القانونية والإسكان, والقائم بأعمال وزير النقل وممثلي وزارتي الدفاع والداخلية.
واستهدف الاجتماع إنقاذ الموقف قبل ساعات من مليونية للثورة شعب يحميها, ومتابعة الأحداث والتطورات السياسية, واستعراض خطة تأمين جميع المرافق والأجهزة الحكومية, تحسبا لأي أحداث قد تسفر عنها المليونية.
وكلف المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء والطاقة رؤساء جميع شركات الكهرباء بتكثيف جهودهم, لتأمين محطات الكهرباء ومنشآتها في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة الحالية.
وعلي جانب آخر, أطلق الأزهر الشريف مبادرة وطنية لجمع شمل القوي الوطنية والتوافق حول الدستور الجديد, بمشاركة ممثلين عن القوي الليبرالية والإخوان والسلفيين.
وشهدت مشيخة الأزهر أمس, اجتماعا موسعا برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, مع ممثلي الكنائس المصرية والقوي السياسية الممثلة في الجمعية التأسيسية للدستور.
وبحث الاجتماع سبل وضع خريطة طريق لاستعادة الإجماع الوطني في المرحلة الراهنة.
وناشد الأزهر أبناء الوطن جميعا الحرص علي وحدة الصف. وقرر شيخ الأزهر استكمال المشاورات واللقاءات مع جميع القوي السياسية, خلال الأيام المقبلة لإنهاء حالة الانقسام الحاد التي يشهدها المجتمع, والاستمرار في الحوار المجتمعي تحت مظلة الأزهر.