مؤتمر أخبار اليوم، على مدى يومين، استهدف بالدرجة الأولى البحث فى مستقبل مصر. المستقبل الاقتصادى. المالى. الاستثمارى. تطرق بالتأكيد إلى الضرائب. التأمينات. العمالة. القوانين. العقبات. هو لا شك بادرة جيدة. نتمنى مبادرات من هذا النوع فى المجالات المختلفة. هى طريقة مثلى فى التثقيف. فى كشف الحقائق من خلال أصحاب القضية أنفسهم. المسؤولون متواجدون. يسمعونها دون تزويق. دون مجاملة. دون محاباة. من حق رجال الأعمال أن يطرحوا مشاكلهم بشفافية. من حق المتخصصين أن يتحدثوا بواقعية. هى ليست مؤتمرات حزبية، سوف تجامل الحكومة، أو حتى تنتقدها لتسجيل موقف ما. الهدف هو وضع النقاط على الحروف. تحديد الداء. أيضاً تحديد الدواء.
الغريب فى الأمر هنا. هو ذلك التجاهل الإعلامى المتعمد للحدث. باستثناء قناة صدى البلد. كانت هناك شبه مقاطعة تليفزيونية. حتى من التليفزيون الرسمى للدولة. باستثناء صحيفة الأخبار المنظمة للحدث. كانت التغطية دون المستوى. بالتأكيد هؤلاء وأولئك اعتبروا أن الفرح لا يعنيهم. هو يخص الجيران فى أخبار اليوم. هم أولى به. حتى لو كان الأمر كذلك. هناك فى الأفراح مجاملات. هناك نقوط يتم ردها فى مناسبات قادمة. ما بالنا إذا كان الفرح هو فرح مصر. حين ذلك هى مناسبة تعنى الجميع. بالفعل مناسبة كهذه تخص مصر. كل مصر. مستقبل مصر. اقتصاد مصر. قد يكون فات منظمى المؤتمر التنسيق المبكر مع المؤسسات الصحفية والتليفزيونية الأخرى. وقد يكونون ارتأوا أن المناسبة ليست فى حاجة إلى مجاملات الآخرين. هو أيضاً تصرف خطأ. يبدو واضحا أن الخطأ كان على الجانبين.
لنا أن نتخيل أننا جميعا مخطئون فى مرحلة لا تحتمل الأخطاء. الرائع الشيخ صالح كامل، سعودى الجنسية، مصرى الهوى، كغيره من كل العرب المشاركين وغير المشاركين، كان حريصا على إنجاح المؤتمر أكثر من ذوى الأصوات العالية، شارك بفاعلية، تحدث بقوة، نال احترام الجميع. انتقد الشيخ صالح بقوة ضعف المشاركة فى المؤتمر حينما وجد القاعات خالية فى بعض الأحيان. انتقد الغياب الحكومى ولو نسبياً. هى أخطاء يجب تفاديها فى المستقبل من جميع الأوجه.
القضية الأساسية الآن هى: وماذا بعد؟. توصيات المؤتمر إلى أين؟ المؤتمر كان تحت رعاية رئيس الدولة ورئيس الوزراء. نحن إذن أمام حدث رسمى. إلى أى مدى سوف يتم التعامل مع مقررات المؤتمر. أتصور أن ما بعد المؤتمر لا يقل أهمية عن المؤتمر نفسه. من خلال ذلك سوف يتم الحكم على المرحلة المقبلة. هل سنشهد مزيداً من المؤتمرات والمشاركات. أم أنه كان حدثاً عارضاً؟. مصر أيها السادة فى حاجة إلى جهود الجميع، حكاماً ومحكومين. جميعنا فى مركب واحد. الهدف أن ننجو جميعاً. لا مجال للمترددين.