لم يقل الرئيس السيسى إن «داعش» صراصير، ولا قال إن «دالم» حشرات.. أنا من قلت إنهم صراصير وحشرات.. الرئيس قال «إذا جاءتنا داعش سندوسها بالأقدام».. عرفت أنهم صراصير.. غضب الخرفان، وغضب كثيرون ممن يحترمون الخرفان.. هؤلاء يرون أن «داعش» مجاهدون.. يرون أننا نفترى الكذب.. قررت أن أعتذر للصراصير.. ليس فى ثقافة الصراصير أبداً، أنهم يقطعون الرؤوس!
لا الصراصير تفعل ما يفعله «الدواعش»، ولا الحشرات تفعل ما يفعله «الدوالم».. عمرنا ما شفنا هذه الأفعال الدنيئة فى الصراصير ولا الحشرات.. عمرنا ما شفنا هذه الدموية فى الحمير الوحشية.. نظلم الصراصير حين نشبّه «داعش» بها.. نظلم الحمير إذا شبهنا «دالم» بها.. من يشاهد مجتمع الحشرات، سيجد أنه أرقى من مجاهدى داعش.. ومن يتابع أفلام الغابة سيعتذر للحمير الوحشية فى الحال!
شاهدت فيلماً قصيراً لداعش، أصبت بالفزع والرعب.. يذبحون مواطنين بلا رحمة.. يقطعون رؤوسهم.. يلعبون بها مثل الكرة.. بلا رحمة.. بلا دين.. بلا إنسانية.. أى دين يتحدثون باسمه؟.. كرّهونا فى الدنيا، وكرهونا فى الدين.. الأنكى أن هناك من يحترمهم.. هناك من يراهم مجاهدين.. حين شاهدت فيلماً قصيراً للحمير الوحشية، وجدت الفارق كبيراً.. حمار يصرخ لأن التمساح التهم رفيقه فى النهر(!)
لا تستغربوا من المقابلة بين المشهدين.. المشهد الأول لداعشى، يطلق الرصاص على رأس بنى آدم.. ثم يلقى به فى النهر.. بعد قليل تحول الفرات إلى بركة دم، تطفو فوقها الجثث.. لا أحد اهتم.. لا أحد بكى.. لا أحد منعه.. المشهد الثانى سرب من الحمير الوحشية تلعب، ثم تنزل النهر لتستحم.. يتعقبها تمساح رهيب.. بعضها يفلت.. أحدها وقع بين فكى التمساح.. انظروا كيف كان الحمار الوحشى يبكى؟!
هل رأيتم أننا نظلم الصراصير، ونظلم الحمير؟.. ليس فى عرف الصراصير اجتزاز الرؤوس.. ليس فى عرف الحمير أن تفرح حين يلتهم التمساح أحدها.. الحمير لا ترى التماسيح تجاهد من أجل لقمة العيش.. الحمير تحزن على رفاقها.. إلا الدواعش والدوالم، لا تحزن ولا تتألم.. لا تفزع لقطع الرؤوس، ولا ترى فى اللعب بها إثماً عظيماً.. هم أقل مرتبة من الصراصير ومن الحمير.. هؤلاء بشر بلا قلب!
أكرر من جديد، إذا جاءت داعش سندوسها بالأحذية.. أكرر ثانية: مصر مش أىّ أىّ، ولا زىّ زىّ.. داعش تعرف ذلك.. تعرف أننا أولو بأس شديد.. تعرف استبسال جيشنا.. تعرف أن الشعب قبله، ومعه، وخلفه.. تعرف أن مصر كلها جيش، وتعرف أننا نريد أن نعود للزى الميرى.. لم نقل هذا الكلام فى الهواء الطلق.. نقوله ونستعد له.. فلا يمكن أن نرى النساء والأطفال فى أسواق النخاسة، كما رأينا!
أعتذر للصراصير والحشرات.. أعتذر للحمير أيضاً.. نظلم الصراصير ونظلم الحمير، حين نشبّه بهما «داعش» و«دالم».. مجتمع الصراصير أرقى منهم.. الحمير الوحشية تغار على بنى جنسها.. الدواعش والدوالم يلعبون بالرؤوس مثل كرة شراب.. فهل نحن على حق، حين نقول: «سندوسهم بالأحذية»؟!
.