قالت صحيفة الصنداى تليجراف، إن أكاديمية "أسباير زون" الرياضية القطرية استضافت مهرجانا، حضره عدد من الدعاة الإسلاميين المتطرفين، الممنوعين من دخول المملكة المتحدة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، اليوم الأحد، أن المؤسسة القطرية، التى تقع فى قلب ملف كأس العالم 2022 المثير للجدل، لديها علاقات وثيقة مع خطباء جهاديين، من بينهم اثنان على الأقل ممنوعان من دخول بريطانيا لصلتهما بأنشطة إرهابية.
وأسس الحاكم السابق لقطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، والد الأمير الحالى، مؤسسة أسباير زون، بهدف تحويلها إلى قوة رياضية من الطراز العالمى. ومن خلال أكاديمية أسباير، التابعة لها، لعبت المؤسسة دوراً فى تعزيز ملف قطر للحصول على حق تنظيم كأس العالم 2022، من خلال تصويت اللجنة التنفيذية للفيفا عام 2010، وهى العملية موضع الشبهات.
وترتبط المؤسسة والأكاديمية القطرية بعلاقات مع بريطانيا، حيث تجرى برنامجا مشتركا مع المجلس الثقافى البريطانى التابع للحكومة، وقد رحبت بالعديد من لاعبى كرة القدم البريطانيين بما فى ذلك الفريق الأول لنادى مانشستر يونايتد، لزيارة ملاعبها، ومع ذلك، فإن أسباير شاركت، الشهر الماضى، فى تنظيم مهرجان لتكريم عدد من المتشددين والمتطرفين، بما فى ذلك محمد العريفى، الممنوع من دخول المملكة المتحدة، لاتهامه بالعمل على دفع الشباب البريطانى للتطرف وحثهم على الانضمام للجهاد فى سوريا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العريفى تحدث فى مسجد المنار، فى كارديف، والمعروف بضم المتشددين، فى حضور كل من ناصر مثنى ورياض خان، المراهقين الويليزيين اللذان تسببا فى صدمة داخل المملكة المتحدة فى يونيو الماضى عندما ظهرا فى فيديو دعائى لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، ودعا العريفى للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاتلة فى سوريا، وقال إن المسلمين لا حياة لهم دون جهاد، وأكد "لن نتغلب على الذل سوى بالجهاد". وبعد ثلاثة أسابيع من هذه التصريحات تم منعه من دخول الأراضى البريطانية، لكن فى 14 يوليو الماضى، عاد العريفى للظهور مرة أخرى كمحاضر فى مهرجان "أسباير" فى الدوحة، حيث تم تكريمه من قبل اثنين من أعضاء العائلة القطرية المالكة.
وبحسب الصحيفة، فإن المتطرف الآخر الذى شارك فى المهرجان، ضمن الضيوف المتحدثين، هو وجدى غنيم، الداعية المصرى المتشدد، الممنوع من دخول بريطانيا منذ عام 2009 باعتباره "مروج للكراهية" ويسعى لإثارة الآخرين لارتكاب أعمال إرهابية، وأشاد غنيم من قبل بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، باعتباره بطلا وشهيدا.
كما ألقى زغلول النجار، الداعية الإسلامى والباحث الجيولوجى، خطبتين، وشارك فى المهرجان أيضاً نبيل الوضحى، راعى "الحملة الكويتية الكبرى" لدعم 12 ألف مقاتل إسلامى فى سوريا. وتزعم الحملة أنها استطاعت جمع ملايين الدولارات لشراء صواريخ مضادة للطائرات، وكانت تخطط أيضاً لشراء الصواريخ الحرارية.
وتعتقد الصحيفة أن الكشف عن الصلات الجهادية بأسباير، سيضيف القلق بشأن المخاطر الأمنية لمنح قطر حق استضافة كأس العالم، مشيرة إلى أنه وفقاً لوثائق مسربة فإن هذه الدولة الخليجية الصغيرة مهددة على نحو أكبر من منافسيها من الدول التى سعت لاستضافة البطولة، لخطر وقوع هجمات إرهابية.
وقال تقييم أمنى أجراه مستشار الفيفا، أندريه بوريس، إن قطر ترتفع لديها المخاطر الأمنية بسبب تقربها من البلدان التى يتركز فيها تنظيم القاعدة، فيما تم تصنيف منافسيها بمخاطر أمنية منخفضة أو متوسطة المستوى.
وبات ملف كأس العالم 2022 موضع جدل وشبهات عديدة، حيث يجرى الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" تحقيقات موسعة فى حصول أعضاء اللجنة التنفيذية على رشاوى من مسئول كرة القدم القطرى وعضو الفيفا السابق محمد بن همام، تصل إلى 3 ملايين جنيه إسترلينى نقداً، وهدايا لمسئولين أفارقة، للتصويت لصالح قطر.
وتوضح الصحيفة أنه بينما لا تتورط أسباير مباشرة فى فضيحة الرشاوى، إلا أنها لعبت دوراً أكثر دهاءً فى تعزيز ملف قطر داخل العالم الثالث، فالأكاديمية التى لديها برنامج ضخم لاكتشاف المواهب فى كرة القدم "Football Dreams"، تركز على البلدان النامية، دون سجل كبير من إنتاج لاعبين دوليين، لكن هذا يمنحها تأثيراً كبيراً على الناخبين من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا.
وأسست الأكاديمية القطرية لكرة القدم أفرعا لبرنامجها داخل العديد من البلدان، ذات التنصيف المتراجع لدى الفيفا، وعلى رأسها جواتيمالا وتايلاند وباراجواى، لكن هذا ساعد على الحصول على أصوات أعضاء البلدين داخل اللجنة التنفيذية، كما ترتبط أسباير بعلاقات وثيقة مع إسبانيا، التى دعمتها فى التصويت، وتم منح شركة "Bonus " للتسويق الرياضى، التى يمتلكها ساندروا روسيل، الرئيس السابق لنادى برشلونة، عقد تشغيل برنامج Football Dream.