لن يخرج حمدين صباحى من السباق الرئاسى صفر اليدين، وهذا لا يعنى أنه سيفوز بمقعد الرئاسة، وإنما أنه سيحقق بالضرورة فوزاً سياسياً لم يكن يتأتى لو لم يدخل السباق.
لقد حصل حمدين فى انتخابات الرئاسة السابقة، ووسط منافسة متعددة الأطراف، على ما يقرب من 5 ملايين صوت، وهو ما لا أتوقع أن يحصل عليه هذه المرة بسبب الشعبية الجارفة التى يتمتع بها منافسه الأكبر عبدالفتاح السيسى، الذى تجمع الآراء على أنه رجل المرحلة، لكن معركة الرئاسة لن تنتهى إلا وقد أكد حمدين مكانته الراسخة على الساحة السياسية من خلال قاعدة شعبية لا يمكن تجاهلها، أرى أنها تعلو فوق القواعد التى تتمتع بها الأحزاب السياسية، صحيح أن حمدين وراءه حزب هو الآخر، وهو حزب الكرامة الذى أسسه بنفسه، لكن قيادته السياسية تتخطى ذلك التنظيم الحزبى لترتبط بما هو أوسع، وهو التيار الشعبى الذى أسسه بنفسه هو الآخر، ذلك التيار الشبابى مترامى الأطراف الذى انبثقت عنه حركة «تمرد» قبل أن تستقل بعد ذلك ليكون للكثير من أعضائها موقف سياسى مستقل.
يضاف إلى ذلك التاريخ السياسى لحمدين صباحى، الذى بدأ مبكراً منذ كان رئيساً لاتحاد الطلبة، وعبر موقعه البرلمانى بعد ذلك، والذى جعله اليوم أحد الرموز البارزة للحياة السياسية فى مصر.
كل ذلك سينصهر فى المعركة الانتخابية الحالية ليخرج منها حمدين فائزاً بقاعدة جماهيرية ستعلو بالضرورة فوق قواعد الأحزاب السياسية الرسمية، التى لم تصل، فى أفضل حالاتها، إلى الأرقام المليونية التى حققها حمدين فى الانتخابات السابقة، وسيحققها فى الانتخابات المقبلة، وهو ما سيؤهله لمنافسة الأحزاب جميعاً فى الانتخابات البرلمانية المقبلة والتى قد يحصل فيها على الأكثرية البرلمانية المطلوبة لتشكيل الحكومة، حسبما نص عليه الدستور الجديد.
إن مثل هذا الوضع، إذا تحقق، فإن الأحزاب السياسية الأخرى التى ستدخل البرلمان ستكون فرصتها فى المشاركة فى الحكومة مرتبطة بائتلافها مع الأكثرية التى ستشكل تلك الحكومة.
وإذا تذكرنا أن رئيس الوزراء فى الدستور الجديد يشارك مع رئيس الجمهورية فى وضع السياسة العامة للدولة، وهو الذى ينوب عنه فى غيابه بسبب عدم وجود منصب نائب الرئيس فى الدستور، وهو ما يعكس تعاظم السلطات التى أصبحت لرئيس الوزراء فى النظام الجديد، لأدركنا أن الانتخابات الرئاسية هى أفضل ما يؤهل حمدين للانتخابات البرلمانية.