أما وقد آنت الآنية وحانت الحانية.. سيادة المشير، صلِّى على النبى.. حضرتك تعلم أننى سيساوية حتى النخاع، غصب عن عين اللى مش عاجبه.. لكن، بخصوص إن سيادتك هتصحينا 5 الصبح، هل ده آخر كلام عندك ولّا ممكن نتفاهم؟.. طب بذمتك يا سيادة المشير عندما خرجت علينا قبل رأس السنة بيومين وهددت الإرهابيين، ألم تفعل هذا لأنك تعلم أننا شعب سهرتى، فأردت ألا نحجم عن الاحتفال برأس السنة كما تعودنا فى الأيام الخوالى؟ ويوم 30-6 عندما وصيت حضرتك على طلبية الطائرات أم دخان ملون تطلع تناغشنا فى الميدان، ألم تفعل هذا لأنك تعلم أننا شعب فرفوش بيحب المناغشة؟.. إذن كيف بعد كل هذا الدلع هتشدنا من قفانا 5 الصبح؟!.. طيب، لو لا سمح الله هتصمم إننا نصحى بدرى، هل النظام ده صيف شتا؟..
لو فى الصيف هتلاقينى معاك أتيجر وأسيطر.. لكن فى الشتا.. مقدرش أوعدك!.. أتعلم ما هى النعمة التى لا تضاهيها نعمة؟ عندما تكون الدنيا ثلج بره والواحد نايم.. متدثر.. متكلفت.. متدفى.. بسبعتاشر بطانية ولحافين وخمستاشر شراب.. فهل يجوز إن الواحد يستيقظ فجأة ويرفس نعمة ربنا ويقوم فى عز الثلج الساعة خمسة صباحا؟!.. والله يا سيادة المشير باصلى الفجر، بس باتقلب أنام ساعتين حلوين بعدها!.. ولو لم أتقلب هذه القلبة، الموتور بيكركر.. طب تصدق بالله، لمّا «حسن» ابنى يفوته الأوتو وييجى يصحينى لأوصله، باعمل نفسى ميتة!..
وأذكر إنه زمان عندما كان فى بدايات المرحلة الابتدائية قبل أن نشترك له فى الأوتو كان بابا يدخل غرفتنا ليوقظنا 5 صباحا، ثم يذهب للمطبخ هو وأمى رحمها الله ليعدَّا الإفطار لنا، فكنت أسأل حسن وأنا فى عز النوم: «حسن، إنت عايز تروح المدرسة النهارده؟».. فطبعا كان يجيبنى: «لأ».. فكنت أستكمل نومى مرتاحة الضمير حتى يعود لنا بابا مرة أخرى ليوقظنى بطريقته!.. وهذا عزيزى القارئ هوعيب إن أبوك يبقى أبوك من زمان.. بياخذ عليك زيادة عن اللزوم، فيحدث خلل استراتيجى ينتج عنه بعثرة برستيجك أمام أبنائك!.. وعندما كان أبى يسافر كان يتصل بأمى فى الخامسة صباحاً ليتاكد أننى استيقظت وهاوصل حسن.. لكنى كنت بعرف أتفاهم مع ماما، فكنا طيلة سفر أبى نمنح حسن إجازة من المدرسة، وكان يسألنى: أنا النهارده أجازة ليه يا مامى؟! فكنت أجيبه: «النهارده 6 أكتوبر يا حبيبى»..
وكان عامه الدراسى فيه حوالى خمسة وعشرين 6 أكتوبر!.. قول خمسين.. قول سبعين.. ما تعدّش!..مؤخرا اكتشف «حسن» طريقة فريدة لإيقاظى.. أن يتسحّب لغرفتى بهدوء ثم بهدوء يرفع السبعتاشر بطانية واللحافين والزعبوط ثم يضع فمه فى أذنى ويهمس: «مامى، السيسى كاتل».. فإذا بى أنتفض من تحت المتاريس وأمسك فى زمارة رقبته وأنا أصرخ فى وجهه: «مين ده اللى كاتل يابن الكاتل؟».. ثم بسرعة آخذه مقص أوقعه وأقعد عليه أبططه حتى يعترف إنه هو اللى بيشخبط ع الحيطان!...يعنى باختصار يا سيادة المشير، إحنا وراك رجالة.. بس من 9 الصبح.. أما قبل 9 الصبح، فالله يحب أن تؤتى رخصه!..طبعا يا سيادة المشير أنا أعى تماما أن موضوع 5 الصبح إنما هو لتحقيق وعدك بأن مصر هتبقى أد الدنيا.. لكن.. هل لازم يعنى الحتة اللى عندى بالذات تبقى هى كمان أد الدنيا؟!.. عندما تصبح الحتة اللى جنبى واللى جنب اللى جنبى أد الدنيا، مجتش بقى على الحتة بتاعتى لو طلعت مأزعرة!..محدش هياخذ باله، وممكن نداريها فى التنية.. قلت إيه يا سيادة المشير، استبينا؟