اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان, القوات الحكومية السورية باستخدام متزايد للقنابل العنقودية المحرمة دوليا ضد المدنيين.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
وقالت المنظمة, إنها راقبت أشرطة فيديو مسجلة عبر الانترنت تظهر ما يعتقد بأنه20هجوما بقنابل عنقودية خلال الاسبوع الماضي علي أهداف مدنية في مناطق بإدلب وحمص وحلب وريف اللاذقية والغوطة الشرقية قرب دمشق. ولم تشر' هيومان رايتس ووتش' ـ التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ـ إلي أية معلومات عن الخسائر التي تسببتها تلك القنابل.
وقال ستيف جوز مدير الاسلحة بالمنظمة' بدا استخفاف سوريا بسكانها المدنيين جليا من خلال حملتها الجوية التي تشمل فيما يبدو اسقاط هذه القنابل العنقودية الفتاكة علي المناطق المأهولة.' ووردت المعلومات الأولية بشأن استخدام هذه القنابل من تسجيلات مصورة نشرها علي الانترنت نشطاء المعارضة غير ان محققي هيومان رايتس ووتش قالوا انها اكدت الوقائع في مقابلات مع سكان في بلدتين. وقال سكان من تفتناز والتمانعة القريبتين من معرة النعمان في مقابلات مع المنظمة أن طائرات هليكوبتر اسقطت قنابل عنقودية علي بلدتيهم أو قريبا منهما الثلاثاء الماضي. ونقلت' هيومان رايتس' عن أحد السكان قوله ان احدي القنابل سقطت علي التمانعة فانطلقت منها شظايا صغيرة انتشرت في المنطقة بين مدرستين.وأضاف' جمعنا القنابل التي لم تنفجر والتي لم تلمس مقدمتها الارض.'
ويأخذ السكان القنابل الصغيرة التي لم تنفجر كتذكارات وهو عمل بالغ الخطورة حيث يمكن ان تنفجر عند اقل لمسة او حركة. واظهر تسجيل مصور بعض المدنيين وهم يحملون القنابل الصغيرة ويتجولون بها ويلقونها علي الارض. وقال جوز' تشكل الغارات بالذخائر العنقودية والعتاد الذي لم ينفجر خطرا كبيرا علي السكان المدنيين الذين لا يدركون كثيرا علي ما يبدو مدي سهولة انفجار هذه الذخائرة الصغيرة.' وتنفجر القنابل العنقودية في الهواء ناشرة عشرات القنابل الصغيرة في منطقة بحجم ملعب رياضي. ويحظر أغلب الدول استخدامها بموجب معاهدة اصبحت قانونا دوليا في2010لكن سوريا لم توقع عليه.
وفي تصاعد للتوتر بين البلدين, منعت الحكومة السورية أمس الطائرات المدنية التركية من التحليق في الأجواء السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية(سانا) عن بيان لوزارة الخارجية السورية قولها إن هذة الخطوة تأتي ردا علي حظر فرضته تركيا علي الطائرات السورية. ودخل الحظر حيز التنفيذ في منتصف الليلة قبل الماضية.
وكانت تركيا قد أعلنت إنها عثرت علي معدات عسكرية روسية الصنع علي متن طائرة مدنية سورية أجبرتها علي الهبوط في أنقرة الأسبوع الماضي, في حين نفت سوريا الاتهام وقالت إن إجبار طائرتها علي الهبوط هو' قرصنة جوية'.
وفي لندن, ذكرت صحيفة' ديلي تليجراف' البريطانية أمس أن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي يصيغ خططا بشأن نشر قوة حفظ سلام قوامها ثلاثة آلاف جندي في سوريا وقد تضم قوات أوروبية. وأضافت الصحيفة- في تقرير أوردته علي موقعها الالكتروني أمس, أن الإبراهيمي قضي الأسابيع الماضية في معرفة من الدول التي تبدي استعدادها للمشاركة في هذه الخطة وإرسال بعض من جنودها. وأشارت الصحيفة إلي أنه نظرا لتصاعد حالة العنف وتزايد قوة قوات المعارضة السورية اقترح الإبراهيمي نشر تلك القوة, إلا أنها استبعدت مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بسبب تدخلهم الأخير في العراق وأفغانستان. وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي يبحث مشاركة الدول التي تساهم حاليا في قوات' يونفيل' بين لبنان وإسرائيل, والتي تشمل إيرلندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا, حيث من المتوقع أن تلعب واحدة من هذه الدول دورا قياديا في قوة حفظ السلام في سوريا. وأشارت إلي أن مسألة تواجد قوات أوروبية علي الاراضي السورية- حتي من الدول التي تعتبر محايدة في العالم العربي- لا يزال يمثل تدخلا عسكريا غربيا مثيرا للجدل في منطقة الشرق الأوسط. ونوهت الصحيفة بأن الخبراء يشعرون بالخوف من أن هذا الأمر قد يقابل بهجمات دامية من قبل قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام السوري علي حد السواء ضد قوة حفظ السلام. وأوضحت أن تفاصيل خطط الإبراهيمي انكشفت خلال زيارته لمدينة اسطنبول التركية أمس أمس الأول لإجراء محادثات تهدف إلي تهدئة حالة التوترات المتصاعدة بين سوريا وتركيا.
وكان الرئيس التركي عبد الله جول قد استقبل الابراهيمي في اسطنبول مساء أمس الأول في لقاء استغرق حوالي الساعة بعيدا عن وسائل الاعلام.
وعلي الصعيد الأمني, أعلن ناشطون سوريون سيطرة الجيش الحر علي قمة' النبي يونس' بمدينة اللاذقية الواقعة شمال شرق البلاد. وأكد المركز الاعلامي السوري إن الجيش السوري النظامي قام بقصف مكثف علي بلدة النعيمة في ريف درعا. وكان المركز الإعلامي السوري قد أفاد مساء أمس الأول بأن قوات الجيش السوري الحر نجحت في السيطرة الكاملة علي كتيبة الدفاع الجوي شرق مدينة الرستن بمحافظة حمص الواقعة وسط سوريا.
وفي الوقت نفسه, قال مسئولون أردنيون إن عشرات السوريين أصيبوا مساء أمس الأول أثناء محاولتهم عبور الحدود إلي الأردن, في الوقت الذي كثفت فيه دمشق العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية. وأوضح مصدر أمني أردني بأن أكثر من42 شخصا أصيبوا بعد أن فتحت القوات السورية النار علي مجموعة تتكون من حوالي400لاجئ كانوا يحاولون الفرار إلي الأردن. وأشار المصدر إلي أن من بين المصابين, أربعة رجال أصيبوا بحروق وجروح من شظايا جراء هجوم صاروخي علي المجموعة ووصفت حالة أحدهم بأنها' خطيرة'.