بيان وزارة الداخلية السعودية الأسبوع الماضى باعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، يعتبر نقطة الذروة فى مسلسل معقد ومتشابك من العلاقة لجماعة الإخوان المسلمين فى منطقة الخليج.
ظلت العلاقة بين دول الخليج والإخوان قائمة على الإيواء والاستفادة من قدرات الإخوان التعبوية والإدارية، كما فى مثال إنشاء رابطة العالم الإسلامى 1962، وكان من أبرز أعضاء المجلس التأسيسى سعيد رمضان، صهر حسن البنا، ورائد المراكز الإخوانية فى أوروبا.
كان ذلك فى عهد الملك سعود، وتعززت العلاقة فى عهد الملك فيصل، وكانت السعودية سباقة فى الشفاعة للإخوان عند سلطات مصر، منذ حسن الهضيبى إلى سيد قطب. فى حرب الخليج الثانية، وحينما غزا صدام الكويت كان أول شرخ فى علاقة السعودية بجماعة الإخوان، أولاً بسبب انحياز بعض فروع الجماعة بشكل علنى لطرف صدام حسين ضد السعودية والكويت، وثانياً بسبب استغلال تلاميذ مدرسة وثقافة الإخوان بالسعودية الظرف بتثوير المجتمع وانتهاز الفرصة للحصول على مكاسب سياسية واجتماعية، كما تجلى ذلك فى محاضرات سفر النحو وعوض القرنى وسلمان العودة.
تنامت دعايات الإخوان فى الخليج مع بداية ما سمى «موسم الربيع العربى» منذ ديسمبر 2010، واستغلال جماعات الإخوان فى تونس ومصر وليبيا واليمن لحالة الفوضى الأمنية والسياسية للصعود للحكم، ثم فشل جماعة الإخوان فى الاستمرار باستثمار هذا الوضع فى مصر، وثورة الشعب عليهم.
تنامت الدعاية الإخوانية فى الخليج والسعودية فى محاولة لنقل المشهد السياسى المصرى والتونسى واليمنى المضطرب، ومن ثم الاستفادة من هذه الفوضى سياسياً، إلى دول الخليج، معتمدين على ما يقال إنه رهان أمريكى «أوبامى» على جماعات الإسلام السياسى، وعلى دعم تركى قطرى مزدوج.
هنا أذكر مرة أخرى بموقف الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودى الراحل الذى قال منذ ما يقرب من أحد عشر عاماً إن الإخوان المسلمين هم «أصل البلاء». يضيف الأمير نايف، فى تصريحاته التى أشير إليها: «من دون تردد أقولها: إن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين». وأضاف: «الإخوان لما اشتدت عليهم الأمور، وعلقت لهم المشانق فى دولهم، لجأوا إلى المملكة فتحملتهم وصانتهم وجعلتهم آمنين، وإخواننا فى الدول العربية الأخرى قبلوا بهذا الوضع، لكن بعد بقائهم سنوات بين ظهرانينا، وجدنا أنهم يطلبون العمل، فأوجدنا لهم السبل، ففيهم مدرسون وعمداء، فتحنا أمامهم أبواب المدارس والجامعات، لكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة، فأخذوا يجندون الناس، وينشئون التيارات، وأصبحوا ضد المملكة!» ولم ينس أن يذكر بموقف الإخوان المسلمين المناور فى بداية غزو العراق للكويت.